هناك أفه غريبة جدًا أراها بمجتمعي المحلي، حيث فقدان حالة "الشكر" و"الرضا".

وأعتقد أن أسبابها الدفينة تعود لفكرة أن المواطن ببلدي يشعر بغالبية الوقت بأن هناك قوى ما تحسده، ونتيجة هذا الحسد من تلك القوى سيتدهور حالة، لذلك هو يعيش في حالة غريبة من "الرفض وانعدام الشكر" معتقدًا أن شكواه المستمرة الغير منتهية تلك ستحميه بل وستدفعه للتقدم الحياتي.

هناك عدد من الأمثلة الشعبية التي تعكس تلك الحالة أبرزها على الإطلاق بتصوري "داري على شمعتك تقيد"، ومثل ذلك الوضع مع هذا الشعب يجعل المسؤلين عنه -الحكومة على سبيل المثال- غير قادرة على فهم حقيقة شكواه بالكثير من الأمور، منها وضعية "البطالة" فكم من أناس داخل أوراقهم الرسمية دون عمل؟

في حين أنهم يعملوا ولكن داخل قطاعات غير رسمية مسجلة؟ لا توجد إحصاءات رسمية أو بحوث اجتماعية تناقش بشفافية أزمات مجتمعية بعينها، والسبب في غالبية الأحيان أن مادة البحث "الأفراد" لا يتحدثوا عن حقيقة ما يشعرون به أو يحتاجونه، فغالبية أبناء مجتمعي المحلي لا يتفوهوا بالحقيقة إما خوفًا من الحسد أو ما يظنون إنه عار.

أن يكون للإنسان مسكن جيد نظيف وأمن، وعمل يتكسب منه وأسرة يحبها، تلك أمور بديهية للحياة الطبيعية للبني أدم، وبالتالي حدوثها ليس سبقًا تاريخيًا أو مدعاة للحسد والغل والكراهية، كما أن عدم حدوثها ليس مدعاة للحسرة فقط بل الوقفة مع الذات وبحث أسبابها عدم الحدوث أو الحدوث مع عدم التوفيق بها. في ظل مجتمع يكذب على ذاته يصبح كل شيء مدعاة للـ "مداراة" و"الكذب" أم تكذب وتدعى مرض لأبنائها أو وزجها حتى تمنع عنهم الحسد، شاب يدعى الفقر والبطالة والغباء ليمنع عين أقرباءه عن النظر له، فتاة تُخطب بالسر لتحمي فترة الخطبة من عين صديقاتها الغير متزوجات، امرأة تحمل سرًا وتداري رغم زواجها حتى تحصل على طفل سليم من وجهه نظرها، وهكذا سلسلة من الكذب والتضليل الغير مبرر خوفًا من وهم بأدمغتنا يُسمي "الحسد".
الأطفال يمرضوا بسبب الفيروسات وليس عين الأقارب أو عين غير المُنجبات..العلاقات الإنسانية زواج أو غير ذلك سبب فشلها يعود لعدم صلاحية معايير الاختيار للشريك وليس لعين الحسود.
الخلاصة أنه داخل كل شيء هناك أسباب منطقية وعقلية لنهايته ليس منها "عين الحسود".

الشكر لله – ربما يُزعج هذا من لا يعتقدون بوجوده، لكنني أؤمن بوجوده وبقوته – سمة مفقودة داخل نفوس الغالبية من أبناء مجتمعي المحلي، ممن يتشدقون بـ"التدين".
عندما تتعامل مع عطايا الله له على أنها "حق مكتسب" لا يستدعي الشكر، أنت بصحة جيدة أمر يستحق الشكر لله، أنت لديك من تحبهم بتلك الحياة ويعاونوك على تحدياتها أمر يستحق كل الشكر لله ولا داعي لتذكر من خذلوك بالحياة، أنت لديك أبناء أصحاء نفسيًا وعقليًا وصحيًا أمر يستحق الشكر لله، أنت مع صباح كل يوم تستيقظ أمر يستحق الشكر لله على فرصة ومنحة الحياة لليوم جديد.

من يشكر تُزاد عطاياه ويكتسب بشكره هذا حالة من القوة الحياتية والنفسية ليصل للأكبر والأفضل، من لا يشكر يقع في بئر اليأس والرفض ولا يصل غير لمزيد من القاع سقوطًا.
بالإسلام هناك أيه تقول "لئن شكرتم لأزيدنكم" وبالمسيحية "لا توجد عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر"، وبما أن غالبيتنا شعب يؤمن بالدين علينا فهم قيمة لتحسين حياتنا.
بالنهاية من موقعي الكتابي لكم أبلغ شكري لله على كل عطاياه العظيمة، وفرصة الحياة التي يمنحها لي كل يوم، ووجود أحبائي معي بالحياة، شكرًا لله على منحه الكبيرة لي، شكرًا لمن يحبني بصدق ويفهمني، شكرًا لوجود كل المخلصين بحياتي معهم وبهم عبرت طعنات غير المخلصين الجبناء ممن تلقيت طعنات غدرهم بألم بالغ.

شكرًا لأبي موسى مبارك على شدته معي – كنت أرفضها – لكن بعد رحيله فهمت معنى "شدته بتربيتي" مهم للمرأة بمجتمع الشرق أن تكون نتاج تربية بها بعضًا من الشدة، حتى يحتمل عودها قسوة مجتمع لا يعرف الشكر أو حقيقة ومعنى أن "الله موجود" ضابطًا لنا جميعًا.

شكة
** لا توجد مشكلة في هذا الكون بلا حل، إنما يوجد فرد لا يُريد دفع ثمن اختيار الحل.
** إذا كان استقلال المرأة شعور جميل جدًا لها، فوجود رجل محب بجوارها أكثر جمالاً وبهجة للحياة.