هناك مثل شعبي مصري ظريف دومًا ما كنت أسمعه "خيبة الأمل راكبة جمل" وهو لوصف حالة الغالبية من شريحة مجتمعية، ممن تقع أعمارهم بين الـ 23 و 35 وتلك فئات عمرية كنت أتقابل معهم يوميًا وأحتك بهم من خلال العمل والحياة. وأجد ما لا يسرني بل كل ما هو كان مثير لاستفزازي سابقًا.
عندما كنت بالعشرينات من العمر تعلمت درس حياتي أول مهم وهو أن أعمل وأعطي، ثم أبحث عن المقابل المادي لذلك، حيث أن "رب العمل" عندما يشعر بأنك تبحث من وراء التعاون معه عن المال فقط وأولاً، يضعك في قائمته السوداء، وأنت ذاتك عندما يُحركك المال فقط لن تحقق هدفًا عمليًا ناجحًا لأنك تفكر في هدفك الأول والأخير وهو "المال".
الآن أشكر الحياة على ذلك الدرس لأنه صحيح مليون بالمئة، وهناك مئات كتب التنمية الذاتية التي تتحدث عن أن الأنسان متى كان ناظرًا فقط للمال دون القيمة التى سيتقاضى عنها المال يفشل.
كنت أقابل يوميًا بمكان عملي السابق شباب حاصل على مؤهلات حكومية "بكالوريوس، ليسانس". ولا يفقه أي شيء خارج هذا الإطار التعليمي الفقير جدًا معرفيًا وفكريًا، وعندما يأتي ليطلب عمل يسألك كم سيكون راتبي؟ كم ساعات عملي؟ ما هي المميزات التي ستوفرونها لي؟ كم يوم لي أجازة سنوية؟ دون أن يسأل نفسه ولو مرة "فمتو ثانية" وماذا أمتلك أنا من قدرات لأحصل على عمل لديكم؟.
هناك حقيقة على غالبية الشباب بمجتمعي المحلي إدراكها وبقوة، وهي أن تعليمنا الحكومي لم يكن إلا "محو أمية" أبجدية فقط، حتى لم يرتقي ليكون محو أمية باللغات الحية الأخرى!
ولهذا وبعد تلك الحقيقة المرة الموجعة، علينا البدء بالتصالح معها والبدء بالتعلم من جديد ومن نقطة الصفر.
تعلم لغات الآخرين ومهارات العمل الخاص بنا بالمعايير العالمية وليست المحلية، أي أنه بعد التخرج الجامعي عليك بـ 5 سنوات على الأقل ترميم لعقلك. أي تعمل وفق المتاح لك لتصرف من خلاله على تعليمك الحقيقي للبناء للمستقبل. وذلك أهم من وضع مالك بالبنك، أستثمر في ذاتك وذاتك فقط بعد التخرج الجامعي المحدود محليًا.
مجتمع البؤس الفكري يعمل و يتزوج غالبية شبابه ليس لأنه يفهم معنى أن يختار شريك للحياة، وليس لأنه أختبر الكثير وقرر أن يكون لحياة واحدة من هذا الكثير، إنما لأنه -الشباب- لا يُريد أن يسير بطريق الشر بالمعنى الديني والاجتماعي "العلاقات خارج إطار الزواج" ولهذا يتزوج، ولأن الشركة الحياتية لا يمكن أن تُبني على "جوع عاطفي وجنسي معًا" يظهر بعد وقت قصير جدًا، عدم صحة أو نجاح الاختيار.
ولأن المجتمع غارق بالكذب لأذنيه يكون الحل لذلك واحد من أثنين، الأول يتمثل في محاولة التعايش مع الاختيار الغير مؤسس المعايير، والثانية البحث عن بدائل لتعويض فشل الاختيار مع الإبقاء على الفشل سليمًا اجتماعيا ودينيًا.
خيبة الأمل راكبة جمل مع غالبية شبابنا لا مسؤلية.. لا حماس.. لا رغبة حقيقة في الإنجاز.. فقط المطالبة بالحقوق والحقوق ثم الحقوق.. هل للأمر علاقة بفشل نتائج ما حدث بيناير 2011؟ ربما لأن نجاحه أرتبط فقط بشكل المطالبة بالحق، دون بحث ألية تنفيذه واقعيًا.
"شكة "
** الوقت إذا أستثمرته بشكل جيد قصرت المسافة للوصول للمستقبل.
**الحسابات تزداد بحياتنا مع الوقت لتسيء لشعورنا بالسعادة .
التعليقات