عندما تتوقف ساعة "بيغ بن"، وحيث أننا لن نوعد لنسمع عبارة "هنا لندن" فإن هذا يعني أنّ أجيالاً عربية وغير عربية قد غاب عنها صوتٌ كان ينتظره العرب كلهم في صباح كل يوم لا بل وعلى مدى ساعات تواصل بث هيئة الإذاعة البريطانية ورنينها الجميل: "هنا لندن".

لقد توقفت "بي.بي.سي نيوز- عربي" عن البث، وحقيقة أنّ غيابها قد جعل الذين خطَّ الشيب شعر رؤوسهم يتوحدون على الحزن على غياب: "هنا لندن" التي كان ينتظرها رؤساء العالم كلهم.. والتي كانت هي الأكثر مصداقية في الكرة الأرضية كلها حتى بما في ذلك "صين ماوتسي تونغ".

إنّ ساعة "بيغ بن" لن تدق بعد الآن، وإننا منذ الآن وصاعداً لن نسمع عبارة: "هنا لندن" ويقيناً أنّ رؤساء معظم دول العالم كانوا يخرسون أصوات إذاعاتهم ليستمعوا إلى "هنا لندن" "فهنا لندن" هي التي معها حقائق الأمور.. وغيرها هي مجرد أصوات خرساء لا يستمع إليها حتى رعاة الإبل والأغنام!!.

ويقيناً أنّ حتى رؤساء العالم كله بما في ذلك رؤساء الدول الشيوعية كانوا ينتظرون: "هنا لندن".. وغير "هنا لندن" هي مجرد "زعبرات" وكلام فارغ لا يستمع إليه إلّا الذين.. يلاحقون "تغريد" رؤساء أنظمتهم.. الذين هم بأدوارهم لا يأخذون الحقائق إلا من: "هنا لندن"!!.

لقد كانت "هيئة الإذاعة البريطانية" قد إنطلقت في فترة تاريخية في غاية الأهمية وكان حتى الذين قد قاموا بإنقلابات عسكرية يخرسون أصوات إذاعاتهم ليأخذوا الحقائق من: "هيئة الإذاعة البريطانية" التي كانت قد إنطلقت في عام 1938 لتكون هي صاحبة المصداقية حتى بالنسبة لقادة الإنقلابات العسكرية الذين كانوا عندما "تدق لندن" .. يقولون لمن حولهم "سكروا" هذا "الماخوذي" حتى نستمع إلى: "بي.بي.سي".

والآن وبعدما حصل كل هذا الذي حصل فإنّ التقديرات تشير إلى أن تسعة وثلاثين مليون عربي قد فقدوا أسبوعياًّ ما كانوا ينتظرونه.. وأنا أتحدث هنا عن الذين خطَّ الشيب شعر رؤوسهم وليس عن جماعة "السح الدح إمبو"!!.