نُعاس ..
استغرب الأب مستجدات الحياة لدى ابنه المتزوج حديثاً، وعندما وجده يحتسي القهوة بادرهُ قائلاً:
- محمود .. يجب أن تخبرني الحقيقة .. يجب أن تكاشفني يا بُنيّ ..
- أكاشفكَ بماذا يا أبي؟
- أبي فقط! لقد تحمّلتكَ 14 عاماً بعد وفاة والدتك رحمها الله.. لقد كنتُ لك كل عائلتك.. وكنتَ لي كل حياتي..
أمسك محمود بيد أبيه وقبّلها بحرارة..
- لولاكَ لم أستطع أن أكمل طريقي في هذه الحياة يا أبي.. من خلالكَ كبرتُ ونجحتُ.. وها أنا ذا وجدتُ بنت الحلال التي بحثت عنها كثيراً..
- كم أنا سعيدٌ بك.. وبأنك وجدتَ ماتبحث عنه.. لكن أخبرني.. هناك بعض الأمور التي طرأت على سلوكك اليومي.. لم أفهم لها سبباً!
- ماهي تلك الأمور؟
- لقد أصبحتَ هادئاً أكثر.. نشيطاً أكثر.. وأيضاً لم تعد تستيقظ بسهولة! لماذا أصبح نومك ثقيلاً؟
ابتسم الابن وارتشف رشفة من فنجان قهوته..
- لقد لاحظتُ ذلكَ حقاً.. ولم أجد سوى تفسيرٍ واحد.. لقد كنتُ فاقداً لشعورٍ معين.. كنتُ طوال السنين مفتقداً لشعور الأمان والاطمئنان.. كان القلق يتضخّم بدواخلي ويُتعبني.. حتى أتت قصة حبي وزواجي لتضع حداً لذلك كله.. صدّقني يا أبي.. لقد عرفت للتوّ معنى الاستغراق في النوم.. وبتُّ متيقناً.. أن ما كنتُ أفعله ليلاً طوال السنين الماضية.. هو استسلامٌ للُنعاس..

في التالي رابط حساب الكاتب على فيسبوك وانستغرام:
https://www.facebook.com/saad.m.alhashmi

https://www.instagram.com/saad.m.alhashmi