اسمع.. يا سفير اليأس
الناقد، هكذا كان يُطلق عليه دوماً بين أصدقائه.. كان دائم البحث عن العيوب والسلبيات في الأشخاص والظروف والبيئات المحيطة به!
وفي ذات يومٍ وجد الدكتورة سعاد بمفردها في كافيتريا الجامعة، فاستأذن منها بالجلوس فأذنت له.
- دكتورة أود أن أسألكِ عن زميلي عدنان، هل تردّى مستوى علاماته بحيث أصبح الثالث على الدفعة بعد أن كان الأول؟
- لا يا ماجد، مستوى علاماته لم يتردّى! عدنان مجتهد ومكافح وإيجابي، يعمل على تطوير نفسه باستمرار ولا يعرف اليأس. لقد تراجع هذا العام للمرتبة الثالثة بالفعل، لكن هذ أمر طبيعيّ، كونه يواجه ظروفاً عائلية صعبة!
- الكل يضع فشله على شمّاعة الظروف يادكتورة، لقد كان فخوراً بنفسه.. يجب أن يخجل من تردّي مستواه!
- اسمع يا ماجد.. إذا كنتَ تعتبر نفسكَ ناقداً.. فأنت واهم! النقد هو اكتشاف العيوب بنية إصلاحها، لا بنيّة تدمير صاحبها! أنت إنسانٌ سلبيّ جداً..
- لا دكتورة أنا أنتقد الناس كيلا يظنوا أنفسهم وصلوا لمرحلة الكمال! هذا الأمر يستفزّني!
- لا أحد يصل للكمال، لكن البحث عنه فضيلة كبرى وأنت تحاربها! أنت سلبيّ من حيث نتيجة سلوكك مع الناس! الكل يشتكي منك ومن مضايقاتك اللفظية! لم يستفد أحد من ملاحظاتك قط! إن ما تفعله هو هدمٌ لمشاعر الناس وعزيمتهم وهِممهم! كي تشعر أنهم ليسوا أفضل منك! وهم بالفعل أفضل لأنهم يعملون بجد.. ولا ينتقصون من أمر أحدٍ أو يقلّلون من شأنه!
- اعذريني دكتورة.. أنا لا أعرف المديح.. أعتبره أمراً ساذجاً!
- سلوكك ينمّ عن سذاجةٍ أكبر، الناس مُتعبون وبأمس الحاجة للدعم المعنوي، والتشجيع النفسي، وشحذ الهمم ونشر عبق الأمل والتفاؤل، عندما يكون أحدهم مُتعباً من ظروف الحياة ويصادف أحداً مثلك.. قد يوصله ذلك لشفير الانهيار!! يجب أن نمنح بعضنا البعض القوة والحماسة.. كي تستمر الحياة.. إياك ثم إياك.. أن تكون سفيراً لليأس!!
في التالي رابط حساب الكاتب على فيسبوك وانستغرام:
https://www.facebook.com/saad.m.alhashmi

https://www.instagram.com/saad.m.alhashmi