دولة الاحتلال تسابق الزمن لاستكمال تحويل كامل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء معاً، حيث تختطف المواطنين وتصدر عليهم حكماً بالإعدام بأشكال مختلفة ومتفاوتة تعجز الكلمات والمفاهيم والمعاني عن وصف وحشيتها وبشاعتها.
الوضع صعب للغاية ولا نستطيع التعامل مع الحالات الخطرة المتزايدة في القطاع وخاصة في ظل استمرار شح المستلزمات الطبية والأدوية على مستوى مستشفيات قطاع غزة، فيما قوات الاحتلال تعرقل عمل الخدمات الطبية والإسعافات مما تسبب في ارتفاع عدد الشهداء.
وكشفت التقارير أن المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة لا تغطي 10 بالمئة من الاحتياجات المطلوبة ويجب على المؤسسات الدولية حماية دولية عاجلة للمدنيين والطواقم الطبية من استهداف الاحتلال والعمل على توفير الأماكن الآمنة واستقبال العائلات العالقة في المناطق الشمالية والتي أصبحت من دون مأوى ومن دون غذاء ولا ماء.
الاحتلال يمارس مفهوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بكل وضوح وكل المشاهد والمعلومات الواردة من قطاع غزة المحتل باتت تدلل أنه يمارس الإبادة الجماعية ولم يعد العقل البشري يستوعب فظاعة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، وهذا ما تكشفه تباعاً العديد من التحقيقات لشبكات إعلامية بما فيها الأميركية، وتقارير موثقة لمنظمات ومراصد أوروبية موثوقة، ولمنظمات أممية حقوقية وإنسانية مختصة، إضافة لشهادات حية لمسؤولين في الطواقم الصحية الفلسطينية بمن فيهم طواقم الإسعاف وكذلك الدفاع المدني وغيرها.
الاحتلال يصعد حربه الانتقامية ويمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة ويصنفهم أعداء للاحتلال ويحكم عليهم كما يتبجح جزار غزة بنيامين نتنياهو ويتفاخر بأنه يمارس هوايته بسفك الدم الفلسطيني إما بالقتل المباشر والجماعي أو بسبب سياسة التجويع والتعطيش، أو الحرمان من الدواء والعلاج، ولعدم توفر الوقود في هذا البرد القارس، الأمر الذي يعمق من الكارثة الإنسانية والمأساة الحقيقية التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة بشكل خاص.
باتت أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المعلنة من هذه الحرب واضحة وتكشف عن حقيقة نواياه في ضوء ما يمارسه جيشه على الأرض يومياً من إبادة جماعية وتطهير عرقي للمدنيين ومنازلهم ومقومات حياتهم في قطاع غزة، في وقت تعيد فيه إسرائيل احتلالها العسكري للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية عبر تقطيع أوصالها وتحكم قبضتها العسكرية على الطرق الواصلة بين محافظاتها، وتفصلها بعضها عن بعض، وتعمق من ضمها المتواصل والتدريجي للضفة الغربية المحتلة، وتفرض عليها المزيد من العقوبات الجماعية والتقييدات التي تكرس نظام الفصل العنصري (الابرتهايد) على كامل مساحتها وسكانها، في محاولات إسرائيلية مستميتة لوأد أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
حكومة التطرف تستخف بالأمم المتحدة وقراراتها، وتواصل تخريب أية جهود دولية مبذولة لوقف الحرب على شعبنا وربطه برؤية سياسية واضحة تدعو لحل الصراع من جذوره بما يمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرض وطنه.
المجتمع الدولي يجب عليه التدخل وعدم انتظار قرارات مجلس الأمن الدولي المغيبة أصلا والعمل على وقف الاستهداف المباشرة لمراكز الأونروا ومراكز الإيواء، التي يتعرض العاملين والنازحين داخلها يومياً للقصف والتنكيل والتجويع والاذلال، عبر تعريتهم واعتقالهم في صور غير مسبوقة وان وقف الحرب والعدوان فورا هو المدخل الوحيد والصحيح لحماية المدنيين وتأمين وصول احتياجاتهم الإنسانية.
التعليقات