في اليوم الحادي والثمانين من العدوان على قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها وقصفها على عدة مناطق في القطاع تتركز في الوسط والجنوب، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من المواطنين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
الغارات الإسرائيلية تجددت على مناطق عدة في الوسط والجنوب عقب أيام دامية على أهالي القطاع، وبعد مجزرة على مخيمي المغازي والبريج في الوسط راح ضحيتها نحو 120 شهيداً، حيث قصفت طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته، مربعاً سكنياً كاملاً في المغازي، فقتلت الآمنين في منازلهم برفقة نازحين من مناطق شمال القطاع، في ظل وجود عدد كبير من المواطنين تحت الركام والأنقاض بين جريح وشهيد.
حرب الإبادة الجماعية التي تواصل دولة الاحتلال شنها على شعبنا والتصعيد الحاصل في ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية والإبادة للمدنيين في عموم القطاع وفي شماله بشكل خاص، هي محاولة لتصفية ما تبقى من وجود المدنيين الفلسطينيين في تلك المناطق وإحكام سيطرة الاحتلال عليها، بعد أن أحدث فيها دماراً شاملاً وسواها بالأرض وارتكب فيها أبشع الجرائم التي تتكشف يوماً بعد يوم، ليتحكم بمصير شمال قطاع غزة وحياة من بقي فيه حياً من المدنيِّين.
وبالمقابل أيضاً، تتواصل انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين المسلحين حيث يتم استباحة المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية كما حدث مؤخراً في مخيم نور شمس بطولكرم، الذي خلف اقتحامه تدمير البنية التحتية وعدد من المركبات، وكذلك إقدام المستعمرين على تجريف أراضي المواطنين واقتلاع أشجار زيتون كما حدث في بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، وجرائم التطهير العرقي والتهجير القسري التي تتعرض لها التجمعات البدوية الفلسطينية في عموم المناطق المصنفة (ج) خاصة في مسافر يطا والأغوار، التي تتم بشراكة مكشوفة بين قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين الإرهابية.
حكومة اليمين المتطرف تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج حرب الإبادة ضد شعبنا وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة وعلى ثقافة السلام، ويمعن أركان حرب الاحتلال في تصعيد وتعميق الكارثة الإنسانية التي فرضت على شعبنا في قطاع غزة، خاصة النساء والأطفال، ويمعنون أيضاً في خلق البيئة المناسبة لتطبيق نموذج الدمار في غزة على الضفة الغربية المحتلة وتهجير سكانها، إشباعاً لرغبات وثقافة اليمين المتطرف وتحقيقاً لخارطة مصالحهم الاستعمارية العنصرية في فصل الضفة عن القطاع وضمها لدولة الاحتلال من جانب واحد وبالقوة.
وفي حصيلة غير نهائية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن استشهاد 20.424 مواطناً، وجرح نحو 54.036 مواطناً، أكثر من 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال فيما سجل أكثر من 8 آلاف بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض بمناطق متفرقة في القطاع.
الولايات المتحدة باتت تتحمل المسؤولية عن عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية عبر إصرارها على تعطيل جميع القرارات التي تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إضافة إلى الدعم اللامحدود للاحتلال المجرم بجميع الوسائل والمعدات العسكرية المحرَّمة دولياً واللوجستية والسياسية. ويجب العمل من قبل المجتمع الدولي على تشكيل فريق للتحقيق وإرسال فرق تحقيق من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للاطلاع وتوثيق عمليات البطش والتطهير العرقي، والحصار المفروض على قطاع غزة والذي تسبب بالكوارث الإنسانية مخلفاً مجاعة وانقطاعاً لمياه الشرب وتدميراً للمرافق الطبية واستخدام المستشفيات مواقع عسكرية للجيش المجرم.
التعليقات