تتفاقم الأوضاع الكارثية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً في قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية ودعوات قادة الاحتلال لترحيل الشعب الفلسطيني أمام عجز المجتمع الدولي عن وقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة في ظل استمرار صمت دول العالم والمنظمات الدولية على مشاركة مرتزقة أجانب في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ومجازر وتهجير قسري.

تواصل حكومة التطرف ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو العمل على محاولاته لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني والتصدي لأي خطوات دولية تهدف إلى دعم قيام الدولة الفلسطينية من خلال السماح بسيطرة التكتل اليميني المتطرف على صنع القرار بدولة الاحتلال، مما يسهم في محاربة المؤسسات الفلسطينية وضرب وحدة الشعب الفلسطيني والسعي إلى تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية إنسانية، والعمل على إضعاف مؤسسات الدولة الفلسطينية ومحاربة أي سيطرة فلسطينية على الأرض بالضفة الغربية عبر اقتحام المدن ونشر مليشيات المستوطنين والاستمرار في تنفيذ مخططات سرقة المزيد من الأراضي والعمل على ضم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى دولة الاحتلال وتنفيذ مخطط ترحيل الشعب الفلسطيني وتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للعيش والسكن، وحرمان سكانها من حقوقهم البسيطة في العيش عبر تجويعهم وإجبارهم على الرحيل، مما يساهم في تعميق حرب الاحتلال المفتوحة على الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.

تستمر حكومة الاحتلال في إعلانها الحرب بهدف تدمير أي فرص دولية لتطبيق مبدأ حل الدولتين، بما ينسجم مع مصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم وأيدولوجيته الاستعمارية الظلامية. ففي قطاع غزة، يرتكب أبشع أشكال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ويدمر القطاع، بحيث يصبح غير قابل للسكن والحياة الإنسانية أولاً، ويمعن في مصادرة وتهويد وضم الضفة الغربية المحتلة وإغراقها بالاستيطان.

إقرأ أيضاً: ما بين الازدهار والدمار ولاء أعمى وارتهان خارجي

وتعمل حكومة التطرف القمعية على استكمال حلقات ضم وتهويد القدس الشرقية وفصلها عن محيطها الفلسطيني واستباحة مقدساتها المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، والتي كان آخرها اعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين على المواطنين ومنعهم من حراثة أراضيهم، وتجريف المزيد من الأراضي لشق المزيد من الطرق الاستيطانية، وتنفيذ المزيد من الإجراءات والخطوات العملية لضرب وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني أينما وجد، وتحويلها إلى شظايا متناثرة، تارة من خلال العمل على ضرب مصداقيتها في الشارع الفلسطيني عبر تعميق الاجتياحات والاعتقالات والاستيطان والإعدامات الميدانية لإعطاء الانطباع أنها أصبحت غير ذات صلة، وطوراً من خلال تعميق الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكيل الاتهامات التحريضية المزعومة لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتشكيك بشرعيتها.

إقرأ أيضاً: اليوم التالي لغزة

لا يمكن لمخططات الاحتلال أن تمر على الشعب الفلسطيني الصامد المرابط على أرضه. إنَّ حرب اليمين الإسرائيلي الحاكم مفتوحة وتشمل المستويات كافة لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وفي مقدمتها تجسيد دولته على الأرض، وبطرق تمثل أوجهاً ثلاثة لعملية الإبادة الجماعية نفسها، بما يعني أن نتنياهو يحاول من أجل البقاء في الحكم إطالة أمد الصراع وتعميقه بديلاً من إيجاد حلول عملية لإنهاء الصراع القائم، بل العمل على دفن الدولة الفلسطينية تحت المستوطنات وركام الدمار الشامل في قطاع غزة.

يجب استمرار العمل لحث المجتمع الدولي على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لوقف تنفيذ هذا المخطط الاستعماري العنصري، ووضع حد لممارسات الاحتلال العنصرية والهادفة الى تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه.