الحرب الهمجية التي تقودها إسرائيل على غزة منذ اكثر من 115 يوماً بدأت تلقي بظلالها على المشهد في الشرق الأوسط وتنذر باندلاع صراع إقليمي. فمنذ تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، شنت الطائرات الأميركية عدداً من الغارات على أهداف في العراق وسوريا واليمن، بالرغم من رغبتها في عدم توسيع رقعة الحرب، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى مساعدة الكيان الإسرائيلي على الفوز بحرب غزة، وفي نفس القوت منع انتقال الصراع إلى حرب إقليمية. ويبدو أن تحقيق الانتصار أصبح أكثر صعوبة، خصوصاً مع تنفيذ محور المقاومة في الشرق الأوسط عمليات نوعية مهمة، سواءً على الجبهة اليمنية أو العراقية او السورية أو غيرها من جبهات باتت مفتوحة للمواجهة مع إسرائيل.
أصبح من الواضح جداً أنَّ واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى توسيع الصراع إلى حرب إقليمية، في محاولة لكسب المزيد من التعاطف الدولي، وجر الانتباه عما فعلته دولة مثل جنوب أفريقيا، التي اعتبرت الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وتحديداً في غزة، إبادة جماعية، وهي تكشف للعالم بشاعة السياسية الأميركية وفقدانها ركائز الأخلاق ومبادئ الحرية والاحترام التي تطلقها وتنادي بها دائماً. وما يؤكد ذلك إرسالها أسلحة ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، لتصبح واشنطن شريكة في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
إقرأ أيضاً: مغادرة القوات الأميركية في الميزان
الإدارة الأميركية، وعبر وزارة خارجيتها، تجاوزت الكونغرس أكثر من مرة واستخدمت قانون الطوارئ الذي يجيز لها إرسال الأسلحة والمساعدات العسكرية إلى إسرائيل، بل أكثر من ذلك، فهي تنشر أكثر من 57 الف جندي أميركي في الشرق الأوسط، وبالتحديد في منطقة غرب آسيا، بالاضافة إلى قوات العمليات الخاصة والتي لم يعلن عنها. وتنفذ هذه القوات ضربات متنوعة، وهذا ما جرى في استهداف قطعات من الحشد الشعبيو والتي تعد جزءاً من القوت الأمنية العراقية، ما يعني أن هناك استهداف لقوات الأمن العراقية من قبل واشنطن. في المقابل، هناك دعوات من قبل القوى السياسية العراقية ومن قبله البرلمان العراقي إلى ضرورة تحديد جدول وآلية شفافة لخروج القوت القتالية من العراق، وجاء رد البنتاغون على هذه المطالب بأن "من غير المرجح أن تغادر القوات الأميركية العراق في أي وقت قريب".
إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر المجتمع الدولي بعد اعترافات الحرس ومحاكمة نوري؟
الهجمات الأميركية والإسرائيلية على دول المنطقة تثير شبح حرب إقليمية أوسع، إلى جانب أنَّ الواقع يتحدث أن واشنطن وتل أبيب في حالة حرب بالفعل مع اليمن والعراق وسوريا ولبنان، كما بات من الواضح أن الهدف الرئيسي للحروب الاستعمارية الجديدة الأميركية والإسرائيلية في غرب آسيا هو الهيمنة على المنطقة، إذ وبعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وضعت واشنطن خططًا للإطاحة بحكومات سبع دول في المنطقة في خمس سنوات.
إقرأ أيضاً: فلتطارد اللعنات حماس إلى يوم الدين
العراق مارس دوراً إيجابياً كبيراً في التهدئة في المنطقة، ولكن يبقى العامل الدولي وتأثيراته على الصراع الدائر فيها، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وفتح المعابر وتقديم المساعدات وغيرها من ظروف تخفف أعباءً عن كاهل الفلسطينيين، ووضح ملامح العلاقة بين واشنطن الشرق والتي تبدأ من العراق.
التعليقات