يبدو أن ثورة الذكاء الاصطناعي آخذة في خرق الحدود والدوس على وهم الخيال، بحقيقة اسمها حقيقة الخيال لمن كان يعتقد أن الإنسان الاصطناعي مجرد خيال علمي ليس إلا!

فالذكاء الاصطناعي نشهد تطوره السريع، في مقابل إقبال البشر على اللهو والحروب والقتل والقتل المضاد، بل وتمجيد البهيمية في أقصى صورها، لغايات كثيرة يمكن حصرها في الحصول على الاعتراف والظهور وتحقيق المال والشهرة وغير ذلك.

وما الاهتمام بالمظهر وكثرة الهرج والمرج وتغييب منطق العقل والتعقل... إلا دليل على طريق آخر سلكه البشر من مختلف دول المعمورة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.

إنَّ تطور الذكاء الاصطناعي بهذه الوثيرة السريعة واختراقه لنمطية تفكير الإنسان، بل وقدرته الرهيبة في التفوق عليه في العلم والمعرفة ومعالجة الإشكاليات المرتبطة بالطب والرياضيات والهندسة والإعلام وغير ذلك، سيدفع الإنسان، لا محالة، للخمول والتسليم بجهوزية ما يبذل فيه الجهد، ومن تم تعطيل البحث والجهد، بحكم أن الجهد سيعد هدراً للعقل والتفكير والجسد بشكل عام، فالذكاء الاصطناعي سيعوض كل شيء تقريباً... أمام هذا الوضع، وفي ظل جمود الحكمة البشرية في ضرورة استفزاز العقل بمنطق يراعي الوجدان والأحاسيس وهكذا... سنجد أن الإنسان اتجه للخمول والبهيمية.

في مقابل ذلك، سيتطور الذكاء الاصطناعي ليجد نفسه قادراً على التحكم مستقبلاً في كل شيء تقريباً... وقد ينسق مع كل المراكز المعلوماتية المتحكمة في دواليب التسيير والإنتاج الطاقة والاتصالات وهكذا، بل وقد يجنح صوب التحكم في وكالات الفضاء والأقمار الاصطناعية بحكم الكم الهائل للمعلومات التي يتوفر عليها، وقدرته الرهيبة على معالجة العمليات الحسابية المعقدة، ومن تم سيطرته وهيمنته على الأسلحة وغيرها... بل والتحكم فيها، الشيء الذي قد يخضع البشرية للجسد الآلي ومن تم العودة للاستعباد والقتل والتخريب وهكذا... ومن المحتمل جداً العودة للوراء مجدداً، مع بداية عد عكسي لنهاية عصر تفوق الإنسان.