لم يكن قرار فرنسا بمنع توقف المباريات لمنح اللاعبين المسلمين فرصة لكسر صيامهم في رمضان صادماً لمن يتابع تطورات الأحداث في هذا البلد، فقد تم إقرار هذه المادة منذ العام الماضي، لترتفع الأصوات المؤيدة والمعارضة وسط جدل كبير تعيش فيه فرنسا طيلة تاريخها، انتصاراً لعلمانية الدولة، والرغبة في إقرار الحياد.

علمانية وحيادية
فلسفة فرنسا في اتخاذ هذا القرار على العكس من بقية البطولات الكروية في أوروبا تتشابه إلى حد بعيد مع قرارها بمنع الرموز الدينية في الملبس والمظهر. صحيح أنَّ توقف المباريات لدقائق معدودة لم يكن يضر بسير المباريات، كما أن البعض يعتبره إشارة تسامح وتعايش واحترام، إلا أنَّ المبدأ الذي تقوم عليه الدولة يظلّ هو الأقوى.

التعامل بذكاء واحترافية
والآن أصبح المحترف المسلم في فرنسا مثل المصري مصطفى محمد لاعب نانت، والأردني موسى التعمري لاعب مونبلييه، وكذلك أشرف حكيمي نجم المغرب وفريق باريس سان جيرمان، وغيرهم من نجوم المغرب والجزائر وتونس، وكذلك من أتوا من الدول الأفريقية من اللاعبين المسلمين، أمام موقف يتوجب عليهم التعامل معه بذكاء، ووفقاً لترتيبات معينة مع الأجهزة الفنية والطبية في الأندية التي يلعبون لها، في حال أصروا على الصيام في الأيام التي تقام خلالها المباريات.

هل يجوز أم لا؟
ومن الناحية الدينية تضاربت الفتاوى، فهناك من أقرَّ بحق اللاعب في عدم الصوم في يوم المباراة، على أن يعوض ذلك في أيام أخرى على اعتبار أن ذلك مصدر دخله، وكما يقولون "أكل عيشه"، إلا أنَّ هناك فتاوى أخرى أقرت بأنَّ ممارسة كرة القدم، حتى لو كانت في المستوى الاحترافي "كمصدر للدخل"، لا تعفي اللاعب المسلم من الالتزام بفريضة الصوم.

صلاح يصوم دون ضجة
هناك لاعب يتمسك بالصيام، كما يفعل النجم المصري محمد صلاح، ويقوم بالترتيب مع الجهاز الفني والطبي في فريق ليفربول للسماح له بذلك، ويتم الاتفاق على الأمر دون ضجيج، وبالطبع يتمتع صلاح بمكانة كروية وشخصية لها ثقلها، ومن ثم أصبحت مهمته في التعامل مع الأمر أكثر سهولة، وهو ما لا يتوفر لغيره من اللاعبين المسلمين الذين لا يتمتعون بنفس القدر من الشهرة والمكانة.

ما الحل؟
وفي نهاية المطاف، لن يجد اللاعب المسلم المحترف في ملاعب أوروبا طريقاً سوى الاتفاق مع النادي الذي يلعب له على حل هذه المعضلة بطريقة ودية، سواء بعدم مشاركته في المباريات أثناء الصيام، أو خوض المباريات وهو صائم شريطة أن يعطي بدنياً بنسبة 100 بالمئة، فهذا حق أصيل للنادي الذي لا علاقة له بعقيدة اللاعب.