صحيح أن أقدم الكتب الرياضية العربية المعروفة يعود إلى القرن العاشر الميلادي، وهو كتاب "المختصر في الرياضة"، للعالم العربي المعروف بأبي القاسم الزهراوي. ويضم الكتاب شروحات وتوضيحات عن العديد من الرياضات الشعبية في العصور الوسطى، مثل الفروسية، والرماية، والمصارعة، والسباحة والغطس. ويعد هذا الكتاب بمثابة مصدر قيم لتاريخ الرياضة العربية والشرق أوسطية.

حالياً، يعاني الكتاب الرياضي العربي من الإهمال والندرة في التأليف والانتشار، وان وجد، فهو كتاب مناسبات كالكتب الخاصة بكؤوس العالم لكرة القدم والالعاب الأولمبية التي تقام كل أربع سنوات. وبعض كتب السير الذاتية للاعبي كرة القدم الذين اعتزلوا الكرة.

أمَّا الكاتب الرياضي العربي، فهو يواجه الكثير من التحديات في مسيرته المهنية، حيث يعاني من عدم تبني دور النشر لكتابه بالشكل المطلوب، مما يحد من فرص وصول أعماله إلى الجمهور المستهدف. كما يشكل غياب المكافأة المادية العادلة عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الاستقرار المالي والتطور الوظيفي، مما يؤثر سلبًا على قدرته على إنتاج محتوى عالي الجودة، والتفرغ للبحث والتأليف في مجال الصحافة الرياضية.

إنَّ انعدام الكتاب الرياضي العربي مشكلة تستحق الاهتمام، حيث يعاني القطاع الرياضي في العالم العربي من نقص حاد في المؤلفات والمراجع الرياضية باللغة العربية، مما يحد من قدرة الرياضيين والمهتمين على توسيع معارفهم وتطوير مهاراتهم في هذا المجال. إن تطوير المحتوى الرياضي باللغة العربية يتطلب جهودًا مشتركة من المؤسسات التعليمية والرياضية والناشرين لسد هذه الفجوة وتشجيع الكتاب والباحثين على إنتاج أعمال تسهم في إثراء المكتبة الرياضية العربية.

أمَّا السؤال البالغ الأهمية فهو كيف ندعم الكاتب الرياضي العربي؟ يمكن دعم الكاتب الرياضي العربي من خلال عدة طرق، منها تشجيع القراءة والاهتمام بالمحتوى الذي يقدمه، وكذلك المشاركة في النقاشات والتفاعل مع المقالات التي ينشرها. ومن المهم أيضًا دعم الكاتب ماديًا من خلال شراء الكتب والمجلات التي يكتب فيها، والمساعدة في طبع كتبه والقضاء على الجشع الذي يلاقيه من قبل دور النشر، وهمها الوحيد جني الربح المادي على حساب إنصاف الكاتب مادياً، وحضور الفعاليات التي يشارك فيها. كما يجب على المؤسسات الإعلامية توفير بيئة عمل مناسبة للكتاب الرياضيين لتطوير مهاراتهم وتقديم أفضل ما لديهم.

أمَّا إذا نظرنا إلى الفارق بين الكاتب الرياضي العربي ونظيره في الدول المتقدمة، فسوف نجد أن الكاتب الرياضي في هذه الأخيرة يتمتع بإمكانية الوصول إلى موارد وتقنيات أكثر تطوراً، مما يسمح له بتحليل الأحداث الرياضية بشكل أعمق وأكثر دقة.

ثانياً، غالباً ما يكون لدى الكاتب الرياضي في هذه الدول خلفية تعليمية متخصصة في مجال الإعلام الرياضي أو التحليل الرياضي، مما يعزز من قدرته على تقديم محتوى يتحلى بقيمة مضافة.

ثالثاً، يُظهر الكاتب الرياضي في الدول المتقدمة استقلالية أكبر في التعبير عن آرائه وتحليلاته دون التأثر بالضغوطات الخارجية كالرقابة أو التأثيرات السياسية.

إقرأ أيضاً: مهزلة التعليق الرياضي

رابعاً، يُعتبر التفاعل مع الجمهور والانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي من سمات الكاتب الرياضي المعاصر في هذه الدول، مما يسهم في تعزيز حضوره وتأثيره. في العام الماضي، فاز كتاب ألفته عدّاءة المسافات الطويلة الأميركية السابقة لورين فليشمان، بعنوان "قصة فتاة في عالم ألعاب القوى للرجال"، بجائزة أفضل كتاب رياضي لعام 2023، من شركة "ويليام هيل"، وحصلت على 30 ألف جنيه إسترليني مكافأة، مع توفير دعاية كبيرة للكتاب. وهذا ربما لا يحصل عليه أي كاتب رياضي عربي في كل تاريخيه المهني.

خامساً، يُلاحظ أن هناك تنوع أكبر في الموضوعات والأساليب التحليلية لدى كتاب هذه الدول مقارنة بالكاتب الرياضي العربي.