تواصل حكومة الاحتلال ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني في ظل إمعانها في حرب الإبادة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار القتل والتدمير الممنهج في قطاع غزة الصامد للشهر التاسع على التوالي، بما في ذلك تدمير البيوت والمدارس والجامعات والمستشفيات وأماكن العبادة وارتكاب المجازر الجماعية من خلال القصف اليومي لخلق بيئة غير صالحة للسكن في قطاع غزة بهدف تنفيذ سياسة التهجير. يتزامن ذلك مع الحصار المفروض على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، واستمرار التوسع الاستيطاني وتنفيذ مخططات الضم واتباع سياسة الاجتياحات والقتل والتصفية والاعتقالات.

تعمل حكومة الاحتلال على توسيع الحرب الشاملة في الضفة الغربية عبر محاصرة السلطة الفلسطينية وفرض القيود عليها، ومواصلة قرصنة وسرقة أموال المقاصة الفلسطينية بهدف تقويض وضعها، انسجاماً مع تصريحات حكومة الاحتلال الهادفة لإنهاء السلطة وإعادة فرض الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وتصفية حقوق شعبنا المتمثلة بقرارات الإجماع الوطني في العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

في ظل هذا الحصار والحرب الشاملة، لا بد من التمسك بالوحدة الفلسطينية وأهمية المشاركة الفاعلة في مؤتمر الوحدة الوطنية الذي سيعقد تحت رعاية الصين بمشاركة الفصائل، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. يجب العمل على مواصلة دعم خطوات الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، ولذلك لا بد من إنهاء الانقسام الفلسطيني وضمان تجسيد الوحدة بكل أشكالها.

إقرأ أيضاً: انعدام مصادر الدخل وتدهور الوضع الإنساني في غزة

ولا بد من مضاعفة الجهود على كافة المستويات والعمل بروح جماعية، فلا مجال للمراوغة الآن. يجب الانتباه لما يخطط ويديره الاحتلال وأهمية العمل على تضافر كل الجهود لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، وتعزيز الصمود الفلسطيني ومقاومة أهداف الاحتلال، وفي مقدمتها التهجير وشطب حقوق شعبنا وثوابته التي جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في مسيرة نضالية وكفاحية قدمت فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل الحرية والاستقلال. هذا يؤكد أهمية الصمود والتصدي لكل هذه الممارسات الاحتلالية، بما في ذلك التصدي لعصابات وقطعان المستوطنين المستعمرين الذين يعتدون على أبناء شعبنا في الشوارع وفي القرى والبلدات القريبة من المستعمرات الاستيطانية. هذا يتطلب تعزيز الوحدة وتفعيل دور لجان الحماية والحراسة للدفاع عن أبناء شعبنا أمام ما يقوم به الاحتلال وعصابات المستعمرين.

إقرأ أيضاً: جرائم الحرب وتصدير الأسلحة للاحتلال

تشكل قرارات حكومة الاحتلال خطورة بالغة على المستقبل الفلسطيني، خاصة تصريحات المستوطن سموتريتش، وزير مالية الاحتلال، الذي أعلن عن مسؤولية الاحتلال عن كل الأراضي الفلسطينية في الضفة وشرعنة البؤر الاستعمارية الاستيطانية وإعادة المستعمرات في شمال الضفة في محاولات متواصلة لتحقيق هذه الأهداف المرفوضة. يتزامن ذلك مع محاولات للحديث عن ما يسمى اليوم التالي في غزة، بهدف فصل قطاع غزة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية وضرب التمثيل الفلسطيني والنيل من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

يجب على المجتمع الدولي العمل على وقف العدوان وحرب الإبادة وإنهاء الاحتلال الاستعماري، والتحرك العاجل لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة المتعلقة بوقف حرب الإبادة وفتح المعابر وإدخال المواد الطبية والغذائية والإنسانية.