وأخيراً جرت انتخابات إقليم كُردستان العراق بعد طول شد وجذب، وتدخل أكثر من طرف داخلي وإقليمي ودولي. وكان سكان الإقليم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من مفاجآت كبيرة، وحدوث ما لا يحمد عقباه، في وقت تمتد الحرائق في المنطقة بعد صدمة "طوفان الأقصى"، والاجتياح الاسرائيلي لغزة ولبنان، ومن يدري من القادم!
كُرد العراق يعرفون معنى الحروب أكثر من غيرهم، لأنهم خاضوا غمارها لقرن من الزمان، ويدركون تماماً أنَّ دمهم مطلوب على طول خارطة الشرق الأوسط. وفي الظروف الحالية، يعرفون أنهم يقفون على أعتاب تغييرات كبيرة في المنطقة، ربما يكون لهم نصيب من إيجابياتها إذا استطاعوا أن يحسبوا حسابهم، ويلعبوا بذكاء.
الحزب الديمقراطي الكُردستاني بقيادة السيد البارزاني حزب قومي وعريق وعقلاني، بعيد عن الديماغوجية والقفز في الهواء، وهو الحزب الوحيد الآن على الساحة الكُردستانية الذي يستطيع العوم في هذا البحر المتلاطم الذي تغرق المنطقة في أتونه. لذلك جاءت نتائج الانتخابات والتي استطاع الحزب فيها أن يحافظ على قوته وجماهيريته رغم جميع السلبيات والمشاكل التي رافقت مسيرة حكومة الإقليم في السنوات القليلة الماضية مرضية للجميع.
رغم أنه لم يحصل على أكثرية مريحة يستطيع من خلالها تشكيل الحكومة وحده، إلا أن باستطاعته استمالة شريكه العتيد، ونعني به الاتحاد الوطني بقيادة بافل الطالباني، لتشكيل الحكومة الجديدة. وسيكون البرلمان الكُردستاني في دورته الجديدة أكثر قوة وتأثيراً بعد وصول مجموعة من الشخصيات القوية والمؤثرة إليه من الأحزاب والتجمعات الأخرى، كحزب الجيل الجديد الذي كان مفاجأة الانتخابات.
ولكن، سيبقى مسعود البارزاني الشخصية الأكثر تأثيراً، والمحركة للأوضاع في الأقليم، وعيون الجميع ترنو إليه!
التعليقات