ما تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة بات من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في القرن الحادي والعشرين، ولا يمتلك الشعب الفلسطيني سوى الصمود والإرادة القوية لمواجهة آلة القتل الإسرائيلي، ويجب استمرار تقديم الدعم العربي للشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية وضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين دول العالم الإسلامي من أجل حل القضية الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني يعاني الكثير من المعاناة في ظل عدوان الاحتلال المستمر، وأن حكومة الاحتلال اتخذت العديد من القرارات خاصة قرار وقف عمل وكالة "الأونروا"، ما يشكل كارثة ضد اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى أراضيهم، حسب قرار الأمم المتحدة 194.
ولا بدَّ من وضع إستراتيجية تحرك عربية وضرورة زيادة الإجراءات اللازمة وتكثيف الجهود للضغط نحو وقف العدوان على قطاع غزة، وأهمية مراجعة الدول لعلاقاتها مع الجانب الإسرائيلي والانضمام للدول التي اتخذت قرارات جمدت علاقاتها، خاصة التجارية، مع دولة الاحتلال.
في ضوء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية وجرائم الاحتلال، أصبح هناك حاجة ملحة للتفكير في كيفية تجاوز التحديات الراهنة التي تفرضها حكومة الاحتلال وأهمية السعي لتعزيز الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في العلاقات الدولية، وخاصة في ظل التسبب الأميركي في تأجيج الصراعات، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط حيث يعاني الشعب الفلسطيني من فظائع كبيرة، مما أدى إلى تفاقم التهديدات الخطيرة التي تواجه المنطقة، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان الحرب على لبنان والاستهداف الدائم للأراضي السورية. وأن استهداف إسرائيل المدنيين وارتكابها جرائم حرب يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة.
نستغرب من صمت الدول الغربية عن الأحداث الدامية والمجازر التي يشهدها قطاع غزة على مدار أكثر من عام، والاعتداءات اليومية على شعبنا في الضفة الغربية والقدس التي يقوم بها جيش الاحتلال وحكومة الاحتلال، ما يتطلب تقديم حلول عادلة ومستدامة ووضع حد للتهديدات التي تشكلها السياسات العدوانية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كون أن هذه السياسات تؤثر سلبًا على الأمن الإقليمي والعالمي.
إقرأ أيضاً: حرب الإبادة ووعد بلفور المشؤوم
لا بدَّ من تعزيز التعاون الأمني وضرورة توافق المجتمع الدولي للتصدي للتحديات الحديثة المتمثلة في الأزمات الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والعمل على محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، وفرض عقوبات دولية كوسيلة لتحقيق العدالة.
العالم يواجه فترة صعبة مليئة بالتغيرات والتحديات، بدءًا من التهديدات الأمنية التقليدية إلى التهديدات السيبرانية وحروب الإبادة المنظمة التي تقودها حكومة التطرف الإسرائيلية، لذلك لا بد من تكاتف الجهود لمواجهة التحديات المعاصرة التي تتجاوز حدود الدول والعمل بروح التعاون والشراكة، وتعزيز آليات الحوار والتفاهم لتحقيق السلام المستدام والأمن المشترك، وأن الاستقرار في المنطقة وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يعد أساسًا لتحقيق الأمن العالمي.
إقرأ أيضاً: الموقف الدولي ومواجهة حظر عمل "الأونروا"
لذلك يجب فرض عقوبات دولية على إسرائيل لمحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة ضد حقوق الشعب الفلسطيني وإرغامها على وقف مجازرها وعدوانها على الشعب الفلسطيني، كون ذلك يشكل بداية الطريق لوضع حد للاحتلال على المستوى الدولي، وأن فرض العقوبات ليس خطوة أخلاقية فحسب، بل هو ضرورة قانونية ملحة لتحقيق العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وأن التجارب السابقة أثبتت أن العقوبات الاقتصادية والسياسية يمكن أن تؤدي إلى تغيير سلوك الدول المخالفة، مثلما حدث مع نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا.
التعليقات