العراق أمام معطيات وتغيرات جذرية، أي بدون ميليشيات وبدون تدخلات إيرانية. سيكون مصير القادة في الفصائل الموالية لإيران مشابهاً لما حدث في سوريا، وربما أعنف، لأن هناك تصفية حسابات فيما بينهم، وستطال النيران كل هؤلاء الذين طيلة الـ 21 عاماً لم يقدموا خدمات، ولا كهرباء، ولا تعيينات، وأهملوا واجباتهم أمام الشعب العراقي.

آن الأوان لهؤلاء الموالين أن يفيقوا، ويجمعوا حقائبهم للمغادرة صوب أسيادهم الذين أفسدوا في وادي الرافدين طيلة الأعوام الماضية. التغيير قريب جداً، فقد بات واضحاً للعالم أجمع أن كل قادة العراق، دون استثناء، هم أدوات بيد إيران، التي لم تهدأ حتى دمرت العراق.

الفرصة ليست ببعيدة. لديكم القدرة والمال لتشدوا رحالكم صوب عزيزكم (إيران) أو أوروبا، لأنكم لم تتركوا شيئاً لكم في بلد عمره آلاف السنين، جئتم إليه ناهبين وفاسدين، تعملون لأجندات لا تريد الخير لهذا البلد. ما حدث في سوريا لم يأتِ من فراغ، بل كان مهيأً لاغتنام الفرصة، وقد نالوها وهرب النظام.

الدور الآن لكم. كما أسلفت: اتركوا وارحلوا عن هذا البلد، لأنه لم يعد لكم فيه شيء. أقول هذا وهو مطلب جميع العراقيين الشرفاء الذين سجنتوهم في المعتقلات ومارستم ضدهم كافة الأساليب الوحشية، من تهجير وقتل على الهوية، وكل الأفعال المشينة بحق هذا البلد.

هذا البلد الذي خرج من حكم دكتاتوري ليصطدم بحكم طائفي وشلة من السارقين والقتلة. العالم أجمع ينتظر التغيير، وسيتخلى عنكم أسيادكم كما فعلوا مع الجارة سوريا. وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، والتغيير قادم لا محالة.