وفاة دبلوماسي سويدي في ظروف يُعتقد أنها انتحار، وسط تحقيقات تجسس وتسريبات غامضة واستقالات مفاجئة. ليست حوادث منفصلة، بل ملامح أزمة عميقة داخل مؤسسات الدولة وتحديداً وزارة الخارجية.
تكشف هذه التطورات عن خلل في طريقة إدارة الأزمات الحساسة، ليس فقط من الناحية الأمنية، بل على صعيد التعامل الإنساني أيضاً. دبلوماسي يُتهم دون إدانة، يُحتجز ثم يُفرج عنه في عزلة نفسية خانقة، قبل أن يُعثر عليه ميتاً. الأخطر أنَّ هذه الأزمة لا تبدو معزولة، بل تأتي ضمن سياق أكبر من التسريبات، الاستقالات، والتحقيقات التي تهدد سمعة واستقرار أجهزة الدولة.
مأساة في قلب الدبلوماسية: وفاة غامضة تثير العاصفة
كشفت صحيفة "إكسبريسن" عن وفاة دبلوماسي سويدي متهم في قضية تجسس خطيرة، ويُرجّح أنَّ الحادثة انتحار وقعت ليلًا. ويأتي ذلك بعد أيام من الإفراج المؤقت عنه دون إسقاط التهم، بالرغم من استمرار التحقيقات ضده بصفة "الاشتباه المعقول".
تخبط رسمي وغضب داخلي
مصادر من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية وصفت الوضع الحالي بـ"الذعر الشديد". وتحدث أحد الموظفين من داخل مقر الحكومة عن صرخات تعالت من مكتب رئاسة الحكومة نحو وزارة الخارجية، التي ظهرت "عاجزة ومشلولة"، بينما يسارع الجميع لتبرير موقفه وتدوين نقاط الحديث الإعلامية، دون معالجة فعلية للأزمة الإنسانية.
دعم نفسي متأخر واتهامات بالتقصير
وبحسب "إكسبريسن"، فإن الدعم النفسي الذي كان من المفترض تقديمه للدبلوماسي، لم يُفعّل إلا متأخراً، مما أثار انتقادات حادة ضد الوزارة التي وُصفت بأنها فشلت في أداء واجبها القانوني والمهني تجاه موظفها في وضع بالغ الحساسية.
محامي المتوفى: عملية التوقيف كانت مدمرة
المحامي أنتون ستراند صرّح بأنَّ موكله كان في "حالة نفسية وصحية متدهورة"، وأوضح أن طريقة توقيفه كانت مهينة، حيث شعر وكأنه يتعرض لسرقة، ولم يعرف هوية رجال الأمن إلا بعد اقتياده إلى سيارة الشرطة.
هل هناك صلة مع قضية تيبيريغ؟
تشير مصادر إلى وجود رابط محتمل بين هذه القضية وقضية توبياس تيبيريغ، الذي استقال مؤخراً من منصبه كمستشار وطني للأمن بعد ساعات من تعيينه، عقب تسريب صور شخصية له. جهاز الأمن السويدي "سابو" يحقق في العلاقة بين القضيتين.
موظفون كبار تحت المجهر في تحقيق موازٍ
في موازاة ذلك، تُجرى تحقيقات مع اثنين من كبار موظفي وزارة الخارجية وممثل سابق للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا. وتدور الشبهات حول تعاملهما غير القانوني مع معلومات سرية. وقد أُفرج عنهما دون إسقاط التهم.
أزمة ثقة تتصاعد داخل الخارجية
وزارة الخارجية الآن في عين العاصفة، محاطة بتحقيقات، تسريبات، ووفاة دبلوماسي يحمل على ما يبدو أسراراً لم تُكشف بعد. وبينما تتكتم الجهات الرسمية، يزداد القلق من تداعيات قد تطال مستويات عليا من الدولة.
التعليقات