إذا كنت تشعر بالإستياء من انشغالك الدائم بعالمك الإفتراضي وتريد أن تعود إلى حياتك الواقعية وتمحو كل صلاتك بعالم الإنترنت الذي أصبح يؤثر بشكل كبير على حياتك الحقيقية، فإن الفرصة قد جاءتك لتمحو كل مشاركاتك ومعلوماتك الشخصية من كافة مواقع الإنترنت مثل الفايس بوك والتويتر والماي سبيس ولينكدين وتويتر، وذلك عن طريق برنامج أنتجته شركة ألمانية تحت إسم Web 2.0 Suicide Machine، وهذا البرنامج يستطيع أن يمحو كل بياناتك ومشاركاتك في 52 دقيقة فقط بعد أن كان الأمر يستغرق سابقاً ما يزيد عن عشر ساعات، لقد استخدم 3 آلاف شخص هذا البرنامج المجاني في محو بياناتهم كما أن هناك 90 آخرين على قائمة الإنتظار، لذلك لا تندهش حينما تلاحظ اختفاء عدد من أصدقائك من على الفايس بوك والتويتر وعدم وجود إلا شاشة بيضاء مكان حساباتهم.

أشارت جريدة الديلي ميل مؤخراً إلى أن واحدة كبار علماء المخ والأعصاب البريطانيين حذرت من أن الهوس بالشبكات الإجتماعية وألعاب الكمبيوتر يمكن أن يغير من طريقة الناس في التفكير ويؤثر على عقولهم، وتؤكد الدكتورة سوزان غرينفيلد خبيرة المخ والأعصاب في جامعة أوكسفورد أن إستخدام الكمبيوتر والإنترنت باستمرار يؤثر على المخ، ويقلل من القدرة على التركيز كما أنه يشجع على الإشباع الفوري ويسبب فقدان التعاطف مع الآخرين، وترى أن الهوس بالإنترنت والكمبيوتر لا يقل خطراً عن تغير المناخ، فبالرغم من أن هذا الهوس لا يهدد الحياة على كوكب الأرض كما يفعل تغير المناخ إلا أنه يسبب تهديداً لوجودنا النوعي، وقلقاً بخصوص أي نوع من البشر سنكون في المستقبل.

تعتقد د.سوزان أن التكنولوجيا ربما كانت السبب فيما نعانيه حالياً من الإرتفاع المزعج في إضطرابات نقص الإنتباه وفرط النشاط والزيادة المضطردة في استخدام دواء الريتالين المضاد للنشاط المبالغ فيه، وتقول د.سوزان إنه بالرغم من أن ممارسة ألعاب الكمبيوتر قد تحسن الذاكرة وترفع مستوى الذكاء إلا أنها تجعلنا أكثر تهوراً حيث أنه من الممكن في هذه الألعاب أن نبدأ اللعبة من جديد، كما اتهمت د.غرينفيلد مواقع الشبكات الإجتماعية بأنها تجعل المستخدمين أقل تعاطفاً كما أن محركات البحث بما تقدمه من معلومات بطرقة سهلة تعوق قدراتنا على التعلم، وتنفي د.غرينفلد الاتهامات الموجهة لها بأنها تثير ذعر مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت وتقول إننا يجب أن ندرس مميزات ومخاطر استخدام التكنولوجيا لأنه إذا لم نقم نحن بالسيطرة على حياتنا ومجتمعاتنا فمن سيفعل ذلك بدلاً منا؟