سرحت صحيفة يو أس أي توداي الأميركية 9 في المئة من العاملين ولجأت إلى الانترنت للحفاظ على وجودها.

لجريدة يو أس أي تودايالأميركية تاريخ حافل بالمبادرات الريادية بين الجرائد الاميركية. فهي اول صحيفة استخدمت الألوان على نطاق واسع في الصور الفوتوغرافية والجداول والرسوم البيانية ، وكانت الأولى بين الصحف الاميركية في عدد النسخ التي تطبعها يوميا. ولكن الصحيفة فقدت مؤخرا موقعها في سوق الاعلام الاميركي وانهارت ايراداتها من الاعلان وهبطت مبيعاتها بحدة. وفي العام الماضي خسرت لقب أوسع الصحف الاميركية انتشارا في ايام الاسبوع لصحيفة وول ستريت جورنال. فان مبيعات يو أس أي توداي تبلغ الآن 1.8 مليون نسخة مقابل 2.1 مليون نسخة لصحيفة وول ستريت جورنال.

في مواجهة هذا الواقع المر اعلنت صحيفة يو أس أي توداي يوم الجمعة الماضي اوسع اعادة تنظيم في عمرها البالغ 28 عاما. وقررت ادارة الصحيفة تسريح نحو 130 من موظفيها اللذين يشكلون 9 في المئة من اجمالي أسرة العاملين. كما قررت نقل نموذج نشاطها التجاري بعيدا عن طبعتها الورقية التي أصبحت معروفة في المطارات والفنادق واكشاك الصحف في عموم الولايات المتحدة. وبدلا من ذلك ستوجه الصحيفة الآن اهتمامها نحو العمليات الرقمية وتركز على ايصال موادها الخبرية الآنية عبر موقعها الالكتروني ونشر التقارير في غضون 30 دقيقة من وقوع الحدث. وستصدر طبعة رياضية مستقلة وتحوِّل مزيدا من مواردها نحو تقديم المحتوى في شكل رقمي بأمل تأمين حصة اكبر من سوق الأخبار على الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية.

محللون وخبراء اعربوا عن شكهم في ان تؤدي عملية اعادة التنظيم الى تعزيز موقع يو أي أس توداي في مواجهة منافذ اعلامية اخرى كانت اسرع منها وأكثر نجاحا في تجديد نشاطها. وقال المحلل جيريمي بيترز في صحيفة نيويورك تايمز ان صحيفة يو أس أي توداي حاولت ان تجد طريقة للبقاء في وقت اصبح شكل تقديم الأخبار العامة الذي حقق لها الريادة في السابق ، متاحا اليوم بوفرة ـ ومجانا ـ في منافذ أخرى.

ويصح على يو أس أي توداي ما حدث لوسائل اعلام ورقية أخرى عانت من هبوط مبيعاتها وهروب الاعلانات منها الى الانترنت والتكنولوجيا الرقمية.