قال خبراء إن توقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل غامض في وقت سابق من هذا الشهر، كما ورد في تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يكون سببه هجوم فيروسي على أجهزة الكمبيوتر الإيرانية.


فيينا: أكد خبراء أن برنامج إيران للتخصيب النووي معرض لعدد أكبر من المشاكل خاصة لانه يستخدم تكنولوجيا قديمة وكذلك بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران. والثلاثاء كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه فرانس برس ان انشطة تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها إيران شهدت توقفا موقتا استمر يوما واحدا على الاقل في تشرين الثاني/نوفمبر.

واجهزة الطرد المركزي هي اجهزة اسطوانية مضبوطة بشكل دقيق تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت لفصل احد نظائر اليورانيوم المستخدم لانتاج الوقود النووي، وفي حال تخصيبه بشكل أعلى يمكن ان يستخدم كمادة انشطارية في قنبلة نووية.

وقالت الوكالة الذرية في تقريرها quot;يوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يتم تغذية اي من اجهزة الطرد المركزي بسادس فلوريد اليورانيومquot;، الا انه لم يوضح سبب توقف عمليات التخصيب. وسادس فلوريد اليورانيوم هو غاز سام، وهو اليورانيوم المستخدم في عمليات التخصيب.

ومعظم الاجهزة في محطة نطنز تستخدم لانتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب المستخدم لانتاج الوقود النووي. وقال التقرير ان محطة اصغر كثيرا من محطة نطنز بدأت إيران بعمليات تخصيب اليورانيوم فيها الى نسبة 20% في وقت سابق من هذا العام لانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية، لم يتوقف عن العمل.

ولم يتمكن مسؤولون الوكالة الدولية بعد تحديد مدة التوقف في 16 تشرين الثاني/نوفمبر بالضبط وتراوحت التقديرات ما بين يوم كامل او ربما اكثر. وقالت السلطات الإيرانية للمفتشين انه في 22 تشرين الثاني/نوفمبر تم تغذية اجهزة الطرد المركزي باليورانيوم.

وسارعت إيران الى استبعاد احتمال تعرض برنامجها النووي لهجوم فيروسي، وقالت ان توقف العمل سببه مشاكل فنية. ويعتقد الخبراء بصحة النظرية بان التوقف في عمل اجهزة الطرد المركزي سببها فيروس ستاكسنت الي تسلل الى اجهزة الكمبيوتر في منشات إيران النووية.

ويشتبه في ان اسرائيل هي التي صممت هذا الفيروس لتخريب برنامج إيران النووي الذي يعتقد الغرب انه مجرد غطاء لبناء قنبلة نووية رغم نفي إيران ذلك. وقال مارك هيبس من مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي ان نظرية اختراق الفيروس لبرنامج إيران النووي quot;ممكنة جدا بسبب المشاكل الفنية التي يمكن ان يتسبب بها لانظمة التحكم باجهزة الطرد المركزيquot;.

واوضح ان quot;اجهزة الطرد حساسة للغاية واذا قمت بتعطيلها فانك تسبب في تعطل عدد كبير من اجهزة الطرد المركزي الاخرىquot;. ويرى المحللون ان معدات التخصيب الإيرانية تعاني من الكثير من العيوب مما يجعلها اكثر عرضة لهجوم بفيروسات كمبيوتر.

ومعظم اجهزة الطرد المركزي الإيرانية، والمسماه بي-1 او اي ار-1، تستند الى طراز يعود الى السبعينات، وهو طراز معرض للعطل باستمرار. الا ان مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال انه quot;من المرجح جدا ان يكون توقف الاجهزة سببه الجهود للتغلب على مشاكل فنية مزمنةquot;.

وقال انه quot;يبدو ان فيروس ستاكسنت ساهم في هذه المشاكل، ولكن اجهزة الطرد المركزي بي-1 تعاني من مشاكل على اية حالquot;. واشار هيبس من معهد كارنيغي الى ان إيران يمكن ان تتخلى قريبا اجهزة الطرد بي-1 او اي ار-1 واستبدالها باجهزة افضل واكثر تقدما.

وطبقا لتقرير الوكالة الدولية يوجد في محطة نطنز حاليا 8426 جهاز طرد مركزي من طراز اي ار-1، بانخفاض عن 8856 جهازا في نهاية اغسطس. وتقتصر عملية التزويد بالمواد النووية على نصف هذه الاجهزة اي 4816 جهازا.

وابلغت إيران الوكالة الدولية انها تعتزم خفض عدد الاجهزة من طراز اي ار-1 الى النصف في موقعها الثاني لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم والذي لم تعلن إيران عن وجوده الا بعد ان اكتشفته اجهزة الاستخبارات الغربية.

وراى ديفيد اولبراتي من معهد العلوم والامن الدولي في ذلك مؤشرا على ان إيران قررت تقليل دور مقع فوردو كمحطة تخصيب. الا ان هيبس قال quot;ربما نرى تخلصا صامتا من برنامج اي ار-1quot; والتحول الى نماذج اكثر تطورا.

واضاف ان الغرب سعى الى quot;وقف برنامج إيران النووي او على الاقل الى ابطائه بشكل كبير، لان إيران ستجد صعوبة في شراء مواد مثل الفولاذ الخاص وكربون فيبر اللازمةquot; في البرنامج النووي، بعد ان فرض عليها عقوبات دولية.