يعكف خبراء أمن الكمبيوتر على دراسة سلاح إلكتروني جديد هو قنبلة ذكية عبارة عن فيروس ربما يكون قد صمم خصيصا لتخريب منشأة نووية إيرانية. ويستطيع فيروس quot;ستاكسنتquot; ان يتعرف على شبكة التحكم في منشأة معينة ويدمرها بعد ذلك، ويقول باحثون أن تعقيد هذا الفيروس يشير إلى أن دولة ما تقف خلفه.

أفاد تقرير نشرته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية في عددها الصادر اليوم الأحد بأن المهندسين العاملين بالوكالة الحكومية، التي تدير مفاعلات إيران النووية ويُشتبه في أنها تلعب دوراً حاسماً في برنامج خاص بالتسلح، يحاولون الآن توفير الحماية لمنشآتهم من فيروس حاسوبي متطور أصاب منشآت صناعية في جميع أنحاء إيران.

وقد سبق لباحثون أن قالوا إن التعقيد الذي يتسم به هذا الفيروس، واسمه quot;ستوكس نتquot;، يشير إلى أن دولة ما تقف وراءه. ويُعتقد بأن هذه أول مرة يتم فيها تطوير فيروس كومبيوتر يمكنه استهداف منشآت البنية التحتية المهمة، مثل محطات الطاقة، ومحطات المياه، والوحدات الصناعية. ورجح خبراء أن يتم استخدام هذا الفيروس في استهداف البنية التحتية ذات quot;القيمة الإستراتجية العلياquot; في ايران.

ومضت quot;نيويورك تايمزquot; تقول في هذا السياق إنه وبالرغم من عدم تحديد الوكالة، التي تُعرف في إيران بـ quot;منظمة الطاقة الذريةquot;، إذا ما كان الفيروس قد أصاب بالفعل أي من منشآتها النووية، بما في ذلك مفاعل ناتانز الذي يُستخدم في عمليات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، إلا أنها رأت أن إعلان الوكالة عن تكليف مهندسيها بالعمل من أجل حماية منشآتها النووية جاء ليثير شبهات، وتساؤلات جديدة، حول أصول وهدف الفيروس، الذي يقول خبراء الكمبيوتر أنه يختلف اختلافاً كبيراً عن الفيروسات الكمبيوترية الشائعة التي لطالما استهدفت الإنترنت على مدار سنوات.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن فيروس quot;ستاكسنتquot; شديد الخطورة، الذي تم الكشف عنه أولاً قبل بضعة أشهر، لا يستهدف سوى المعدات الصناعية التي تقوم بتصنيعها شركة سيمنز وتسيطر على أنابيب النفط، والمرافق الكهربائية، والمرافق النووية وغيرها من المواقع الصناعية الكبيرة.

وفي الوقت الذي لم تتضح فيه الرؤية بشأن ما يُقال عن أن إيران هي الهدف الرئيسي لهذا الفيروس، ذكرت تقارير صحافية إن هجوم الفيروس وصل أيضاً إلى إندونيسيا، وباكستان، والهند، وأماكن أخرى ndash; كما أصيب على ما يبدو عدد غير متناسب من أجهزة الكمبيوتر داخل إيران بالفيروس، طبقاً لتقارير صادرة عن مجموعة من مراقبي أمن الكمبيوتر.

ولفتت الصحيفة في هذا الشأن لتلك التصريحات التي أدلى بها رضا طاغي زادة، وهو مسؤول كبير في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إيران، وقال فيها :quot;إن تأثير وضرر تلك الدودة التي تستخدم في أعمال التجسس في الأنظمة الحكومية ليس بالخطير، وأن نشاطها قد توقف تقريباًquot;. وأوردت الصحيفة عن مسؤول إيراني آخر يدعى محمود لياي، من وزارة الصناعة والمناجم، قوله :quot; لقد أصيب 30 ألف جهاز كمبيوتر. ويعتبر هذا الفيروس جزءاً من حرب إلكترونية يتم شنها ضد إيرانquot;.

وفي الإطار عينه، أشارت الصحيفة إلى التقارير الإعلامية التي صدرت مؤخراً في الجمهورية الإسلامية وتحدثت عن أن مسؤولين من وكالة الطاقة الذرية الإيرانية قد أجروا مقابلات خلال الأيام الأخيرة لمناقشة سبل إزالة تلك الدودة، التي تعد نوعاً من الفيروسات التي تهتم بالبحث عن نقاط الضعف في البرامج الحاسوبية وتقوم بتثبيت نفسها تلقائياً في الأماكن التي تعثر فيها على نقاط الضعف هذه. ورغم صعوبة تقفي أثر أي فيروس كمبيوتر متطور، واستحالة التيقن من هدفه إلى حد بعيد، رأت الصحيفة أن للإيرانيين كامل الحق في الاشتباه بأنهم على رأس قائمة المستهدفين.

وتابعت الصحيفة حديثها بنقلها هنا عن جيمس لويس، الزميل البارز في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن واحد من أهم الخبراء الأميركيين في مجال الحرب الاستخباراتية الإلكترونية، قوله: quot; من السهل أن ننظر إلى ما نعرفه عن quot;ستوكس نتquot;، وأن نخلص إلى أن أصله أميركي وأن إيران هي المستهدفة، لكن ليس هناك من دليل على ذلك. وقد لا نتمكن من معرفة الإجابة الحقيقية لبعض الوقتquot;.

واستناداً إلى ما يعرفه عن الفيروس، أتم لويس حديثه بالقول: quot;الولايات المتحدة واحدة من بين أربع أو خمس دول ربما قامت بذلك ndash; وأرى أن الإسرائيليين والبريطانيين والأميركيين هم المشتبه بهم الأساسيين، ثم يأتي بعدهم الفرنسيون والألمان، ولا يمكنك أن تستبعد أيضاً احتمالية تورط الروس والصينيين في أمر كهذاquot;.