أنجز العديد من الشبان في قطاع غزة عدة مشاريع تكنولجية لكنها لم تجد المؤسسات الداعمة.
تجاوز الشباب في غزة بأفكارهم كافة الحدود متحدين بذلك واقعا لا يليق بقدراتهم وطموحاتهم، لتبدأ أفكار مخترعاتهم من واقع الحياة ولكن سرعان ما يتلوها خيبة أمل بسبب النقص الشديد في الاحتياجات اللازمة لإتمامها. وفي عام أو اثنين قد يفكر شاب فلسطيني في ابتكار عدة مخترعات، ولكن افتقاده لمؤسسة تحتضن اختراعه قد يدفعه ذلك لإجراء عشرات التجارب لإنجاح مهمته ولكن ذلك سيكلفه الكثير.
quot;إيلافquot; التقت العديد من هؤلاء الشباب ليسردوا عليها رحلتهم مع الاختراع في غزة..
أطمح لإنتاج اختراع جديد خلال عام
الشاب إبراهيم نصر أبو عودة |
الشاب إبراهيم نصر أبو عودة 24 عاما من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة, قام بتشغيل المولد الكهربائي عن بُعد من خلال جهاز المحمول, يتحدث quot;لإيلافquot; عن فكرة إنشاء هذا الاختراع فيقول: quot;الفكرة جاءت من كثرة وقوع حوادث الانفجارات والاحتراق لهذه المولدات والتي تسببت في الكثير من الكوارث التي أودت بحياة المواطنين, فمن خلال هذه الطريقة يتم تشغيل الماتور عن بعد ما يجعل الشخص في مأمن في حال حدوث خلل ما في الماتورquot;.
وعن السبب الرئيسي الذي دفعه للبدء بتنفيذ الفكرة يقول إبراهيم: quot;سقطت على قدمي في إحدى الأيام مما أدى لإعاقة حركتي لمدة أسبوعين تقريبا, فكنت اتصل بصديقي لتشغيل المولد أو إطفاؤه, ومن هنا راودتني فكرة أن أقوم بالاتصال مباشرة على المولد الكهربائي, وفعلا بدأت بالعديد من المحاولات لتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع واستطعت التغلب على العديد من العوائق لإنجاحهاquot;.
المولدالذي تم تشغيله بالهاتف النقال |
ويشير أبو عودة إلى الصعوبات التي واجهته فيقول: quot;لقد كانت كبيرة جدا ولا سيما أن مجال دراستي ليس في الإلكترونيات، ولست مختصا بهذه الأمور, علاوة على التكلفة المادية مع بعض الخسائر أثناء العمل ونقص المواد أيضا كانت من المعيقات الرئيسية لهذا الاختراعquot;.
ويبين إبراهيم أن الجهاز يتكون من مولد كهربائي وجهاز جوال محمول وثلاثة مجسات الكترونية وبعض قطع Ic) ) للتحكم, وأن طريقة التشغيل تتم من خلال الجوال حيث يقوم بإرسال إشارات للجوال الآخر المثبت بالماتور وإيصالها إلى اللوحة الموجودة داخل المولد, وإعطاء الأمر بالتشغيل, وبعدها تقوم اللوحة بإرسال أمر آخر للجوال المثبت بأن عملية التشغيل اكتملت, ومن الممكن أيضا أن تتم عملية الاتصال عن بعد عدة كيلو مترات فهي ليست محدودة بمسافة معينة.
ويؤكد إبراهيم أن الإختراع لاقى قبول الكثير من الناس, ولكن ما حال دون انتشاره هو التكلفة التي قد تفوق أكثر من 100$ دون الخسائر المتوقعة مثل احتراق الجوال أثناء التركيب أو بعض القطع الإلكترونية.
وينوه إبراهيم أنه قام بتسجيل هذا الاختراع لدى وزارة الاقتصاد الفلسطيني حتى ينال براءة الاختراع, إلا أن الوزارة لم تتواصل معه حتى هذه اللحظة ويواصل إبراهيم القول أنه يطمح في المستقبل القريب لتصميم اختراعه الجديد والذي أسماه (صرخة العصر) الذي يقوم على توليد الحركة بدون الوقود وذلك من خلال عمليات الطرد المركزي وميل الزوايا وهي عملية تحتاج إلى الكثير من الوقت والاحتياجات كما يقول.
لم يتبن أحد الفكرة
الشاب محمد أبو مطر بجانب اختراعه |
الشاب محمد أبو مطر من سكان بلدة بيت لاهيا وهو شاب آخر قام باختراع جهاز ذكي للزراعة المنزلية، يقول quot;لإيلافquot; أن فكرة الجهاز جاءت نتيجة حبه لنباتات الزينة واهتمامه بها بشكل كبير في المنزل, ويضيف: quot;كانت هذه النباتات تعاني من الذبول والموت لأسباب لا أعرفها, مما دفعني ذلك للتفكير في إيجاد حل لهذه المشكلة, والذي تمثل في صنع جهاز زراعي يوفر العوامل المهمة للنبات, سواء كانت كالري أو الإضاءة المناسبة, بحيث لا تحتاج إلى الكثير من المتابعة والمراقبةquot;.
ويواصل أبو مطر القول بأنه قد بدأ الاختراع بجهاز صغير يقوم بعملية ري أوتوماتيكي للنبتة, وبعدها قام بتطوير هذا الاختراع ليقوم بتوفير الإضاءة والري معا بشكل أوتوماتيكي ومنتظم, ويشير محمد أنه قد أسمى هذا الجهاز (جرينر) وهو يتكون من أصيص لزراعة النباتات, تعلوه قبة بها مصدر للإضاءة وبداخلها لوحة تحكم تتحكم بفترات الإضاءة والري للنبات.
ويبين محمد أنه واجهت صعوبات كثيرة أثناء التطبيق, وذلك لعدم توفر المواد الخام التي يحتاجها بشكل كبير للجهاز, ويتابع: quot;اضطررت بعد ذلك للبدء بمعدات بسيطة متوفرة بالأسواق مثل العلب البلاستيكية وعلب حفظ الطعام وبعض المجسات الكهربائيةquot;.
وعن كيفية استخدام هذا الجهاز يشير أنه يوضع أعلى النبتة على الإرتفاع المناسب لها, ويقوم المستخدم بتحديد نوع النبتة من خلال لوحة التحكم في الأعلى إذا كانت مزهرة أم مثمرة, ومن ثم يختار وسيلة الري إذا كانت أوتوماتيكية أم من خلال نداء يصدر عن الجهاز في حال جفاف التربة وهو عبارة عن صوت طفلة صغير يردد ( أنا عطشانة)
ويؤكد أبو مطر أنه حتى اللحظة لم تقم أي من المؤسسات أو الجهات المختصة بتبني هذه الفكرة لتطويرها وتسويقها, وينوه إلى أنه ينوي تطوير الفكرة حال توفرت المواد الأولية التي يحتاجها.
192 مشروع في غزة والضفة خلال 2010
إيلاف توجهت بالسؤال إلى المهندس محمد خريم من مؤسسة النيزك للتعليم وتطوير الإبداعات في غزة, حول مدى اهتمام المؤسسة بالمخترعين الشباب وتوفير الأجواء المناسبة لهم لاسيما أنها المؤسسة الوحيدة بغزة التي تعمل في هذا المجال, يقول خريم أن المؤسسة تقوم بتنظيم دورات تدريبية مكثفة لهؤلاء الشباب لتطوير أفكارهم وقدراتهم على التطوير والاختراع, وأنها نظمت العديد من المعارض الخاصة لمثل هذه الاختراعات, مثل معرض quot;صنع في فلسطينquot; وهو من سلسة معارض إبداعات وابتكارات شبابية في فلسطين.
ويقدم خريم إحصائية تقريبية لهذه المشاريع في غزة والضفة لعام 2010 حيث بلغت مجموعها 192 مشروع في فلسطين منها 45 مشروع خاص بغزة, وقد تأهل 13 مشروعا من غزة للمرحلة النهائية للمسابقة التي نظمت لهم, و28 مشروع من الضفة, وقد فاز 15 مشروعا توزعت على ثلاثة مراكز في كل فئة من الفئات الثلاثة.
ويبين خريم أن التأثير النفسي والممارسات اليومية الإسرائيلية ساهمت في رفع درجة الإبداع والخروج من دائرة الضغط والتقوقع لدى الشباب مما زاد من إبداعهم وقدرتهم على تنفيذ مشاريع مخترعات صغيرة قد تتطور لاحقا لتصبح قيمة.
التعليقات