ستيفن جوبز (يمين الصورة) وتيموثي كوك
تيموثي كوك، مدير التشغيل في شركة أبل العملاقة، معروف بقدرته على التحمل. فهو يستطيع ان يربط ساعات الليل بالنهار محلقا حول العالم في رحلات عمل تأخذه من سنغافورة الى كاليفورنيا ثم يحضر إجتماعا لمجلس الإدارة يستمر ساعات دون ان يغمض له جفن. لكنهسيخضع الى امتحان لم يعرف مثيله من قبل. فقد كُلف كوك بإدارة أعمال أبل خلال الإجازة المرضية التي أخذها رئيسها التنفيذي ستيفن جوبز، فهل سيكون على قدر المسؤولية؟

تيموثي كوك، مدير التشغيل في شركة أبل العملاقة، معروف بقدرته على التحمل. فهو يستطيع ان يربط ساعات الليل بالنهار محلقا حول العالم في رحلات عمل تأخذه من سنغافورة الى كاليفورنيا ثم يحضر إجتماعا لمجلس الإدارة يستمر ساعات دون ان يغمض له جفن.
ويرى مراقبون أن هذه الطاقة يمكن ان تثبت كونها صفة لا غنى عنها في الأشهر المقبلة التي سيخضع فيها كوك الى امتحان لم يعرف مثيله من قبل. فقد كُلف كوك بإدارة أعمال أبل خلال الإجازة المرضية التي أخذها رئيسها التنفيذي ستيفن جوبز.

جوبز أيضا معروف بهذه القدرة على الاستمرار. لكنه وكوك يقفان على طرفي نقيض في العديد من الجوانب الأخرى. وفي حين أن جوبز متقلب الأمزجة وقابل للإنفجار في ثورات غضب، فإن كوك دمث مهذب يتكلم بصوت خافت. وكثيرا ما يوصف كوك الذي نشأ في بلدة صغيرة بولاية الباما بأنه quot;جنتلمان جنوبيquot;.

وفي حين أن جوبز مهووس بأدق التفاصيل في منتجات أبل، فإن هاجس كوك يتركز على عمليات أبل الأقل نصيبا من الأضواء والتألق.

وأسهمت مهارات الإثنين التي تكمل بعضها بعضاً في تحويل أبل الى أكبر شركة من حيث القيمة في قطاع التكنولوجيا المتطورة، والحفاظ على سلامة الشركة في مواجهة أسوأ أزمة إقتصادية خلال العقود الماضية. ولكن حين يتولى كوك مقاليد المسؤولية بمفرده سيتعين عليه أن يعوض عن غياب جوبز ومخيلته الإبتكارية والكاريزما الخاصة به وقدرته الإستثنائية على التنبؤ بمستقبل التكنولوجيا واستباق رغبات المستهلكين.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحلل أي. أم. ساكوناغي من شركة سانفورد برنشتاين اند كومباني، انه سيتعين على كوك أن يستعين بآخرين لسد الفراغ الإبداعي الذي تركه جوبز.
انضم كوك الى أبل في عام 1998 ومنذ اليوم الأول عمل في ظل جوبز وغيره من مسؤولي الشركة الكبار. وتشمل مهمة كوك الذي يحب العمل بعيداً عن الأضواء، التوثق من قدرة أبل على الإستمرار في انتاج مبتكرات جديدة وتجميعها وشحنها حول العالم وتحقيق ربح من هذه العمليات. ورغم أن وظيفته هذه لا تعتبر مثيرة، فإن كوك هو الذي تمكن بسرعة من معالجة مواطن الخلل في سلسلة التجهيز والإمداد التي كانت تواجه أبل.
وقال مدير تنفيذي سابق في أبل طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة نيويورك تايمز ان كوك يذيق المجهزين سوء العذاب إذا تخلفوا عن تنفيذ إلتزاماتهم.

كانت أبل حينها أصغر منها اليوم، وكانت تصنع كومبيوتراتها الشخصية في معاملها في كاليفورنيا وايرلندا وسنغافورة. وكانت عملياتها في حالة من الفوضى. وفي حين ان شركات أكثر ربحا وأعلى كفاءة مثل ديل انتقلت الى نموذج التصنيع الآني، كانت أبل تحتفظ بخزين يكفي 90 يوماً من الإمدادا في مستودعاتها.
أقدم كوك على غلق معامل أبل وأحال عمليات التصنيع إلى شبكة بعيدة من المتعهدين والمجهزين في آسيا، وخفض فترة التخزين الى 60 يوما ثم الى 30 يوما وصولا الى النموذج الآني. وكان كوك يعيش عملياً في الجو، مسافراً حول العالم للقاء المجهزين ودفعهم الى تلبية مطالبه.

ويقول محللون ومستثمرون ان جهود كوك على جبهة الإنتاج كانت العامل الحاسم في تغيير حظوظ أبل ولا تزال هذه الجهود تتسم بأهمية بالغة لإستمرار الشركة في نجاحها. وهم يشيرون الى مثال آيباد الذي صنعته مخيلة جوبز وخبرة مهندسيه ومهارة مصمميه. لكن قدرات كوك التشغيلية هي التي مكنت أبل من تحويل منتوج جديد محسوب على عالم الصرعات التكنولوجية العابرة الى تجارة مربحة حققت 9.6 مليار دولار حتى الآن من بيع 15 مليون آيباد في أنحاء العالم خلال 9 اشهر فقط.

قالت صحيفة نيويورك تايمز ان كوك وشركة أبل رفضا التعليق على هذا التقرير.