بارك عدد من الأكاديميين السعوديين قرار إنشاء أول جامعة إلكترونية في السعودية، معتبرين أن القرار سيسهم في حل إشكالات كثيرة يعاني منها التعليم التقليدي، وأنه جاء كذلك متوافقا مع توجهات الجيل الحالي المولع بالتقنية وتطبيقاتها.


أعلنت السعودية في الرابع عشر من الشهر الحالي عن إنشاء أول جامعة إلكترونية للتعليم عن بعد، القرار جاء بعد مطالبات عدة من شرائح المجتمع المختلفة بتطبيق التعليم عن بعد في الجامعات السعودية لتوفير الجو الملائم لمن هم يتواجدون في مناطق جغرافية بعيدة عن مقراتها.
واستعرضت quot;إيلافquot; آراء عدد من الأكاديميين السعوديين الذين رحّبوا بالقرار ومطالبين في الوقت ذاته أن تكون ضوابطه متوافقة مع توجهات وتطلعات الأجيال الحالية، إضافة إلى التميز التعليمي في المنتج النهائي.

كيف قرأ الأكاديميون إعلان إنشاء الجامعة الالكترونية؟
عميد كلية إدارة الأعمال بحوطة بني تميم التابعة لجامعة الخرج وعضو هيئة التدريس في قسم علم الاجتماع في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور صالح الدبل رأى أن التعليم عن بعد ما هو إلا نسخة جديدة من التعليم التقليدي حيث أوضح في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن استيعاب الطرق التعليمية المستحدثة تعتمد على quot;الشخص ذاتهquot; سواء كان على مقاعد المدرجات الجامعية أو خلف الشاشات الحاسوبية.

وأيده عضو هيئة التدريس في كلية التربية في جامعة الإمام بن سعود الدكتور عبد اللطيف رباح الذي أجزم خلال حديثه لـquot;إيلافquot; بأن القضية ستكون في بدايتها صعبة التقبل في أوساط الطلبة، كون الكثير منهم اعتادوا على أجواء المحاضرات التي تدرج في مواقع الجامعات الرسمية/ مؤكدا أن الوقت كفيل بتغيير ذلك.
ورأى الدكتور رباح أن التعليم الإلكتروني قليل التكاليف إضافة إلى أنه يكسب مصداقية وموثوقية عالية في التعليم النشط والفعال بحسب رأيه، مضيفا أن التعليم الإلكتروني سينافس التعليم التقليدي وسيحل العديد من المشاكل التي تواجه طلبة الانتظام.

عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور عبد اللطيف العوفي أكد أن التعليم الإلكتروني لا يختلف عن التقليدي إلا باختلاف مبادئ واهتمامات الطالب ذاته، وقال في حديث لـquot;إيلافquot; إن تفاعل واهتمام الطالب هو من يساعد نفسه بذاته بغض النظر عن كيفية التعليم سواء كان التقليدي أو التعليم عن بعد، مبينا بأنهومنذ السبعينات وأسلوب التعليم الإلكتروني موجود في الغرب وأنشئت العديد من الجامعات الالكترونية وكانت تجربتها ناجحة في ذلك.
وحول مدى فاعلية إنشاء أول جامعة إلكترونية سعودية قال العوفي: هذا أمر إيجابي وسيساهم في استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، خاصة أن قضية استيعابهم على المدرجات الجامعية محدود، مضيفا أن التعليم الإلكتروني فرصة للعاملين في إكمال دراستهم بشهادة معترف بها دولياً.

عضو هيئة التدريس في كلية القانون في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور محمد بجاد أكد أن التعليم الإلكتروني أكثر فاعلية، وقال خلال حديثه لـquot;إيلافquot; إن الرغبة في المعرفة بالتميز المبني على التركيز وتنظيم الوقت هو حجر الزاوية لهذا الموضوع، معتبرا أن التعليم عبر الشبكات الالكترونية ربما يسهم في تميز الطالب، آملا في أن يساهم التعليم الالكتروني في تغيير نظرته التي تكونت له عن أداء الطلبة المنتظمين للدراسة في مباني الجامعة.

السنة التحضيرية بين الفائدة وتضييع الوقت
الدكتور محمد بجاد رأى أن تجربة السنة التحضيرية في الجامعات السعودية أثبتت فشلها وفق وصفه، متوقعا صدور قرار يلغي تطبيق السنة التحضيرية على الجامعات السعودية، مبديا استياءه حول مدى أهمية تعليم طالب القانون لمقرر مبادئ المحاسبة كمثال.
لكن الدكتور عبد اللطيف العوفي رفض في سياق حديثه الجزم بفشل نظام السنوات التحضيرية دون الإطلاع بشكل فعلي على مدى فاعليتها من عدمه، مؤكداً أنها وضعت لأسباب مقنعة وواضحة لدى الجميع وتختلف بطريقة تطبيقها من جامعة إلى أخرى، مشدداً على أفضيلة مزج المواد المكتوبة بالمواد والمواد التفاعلية التي صممت من أجل التقنية المستخدمة في العملية التعليمية الإلكترونية.

الدكتور صالح الدبل قال إن نظام السنة التحضيرية quot;لا ضرر فيهquot;، لافتا النظر إلى أن المفترض تحضير الطلاب لكيفية التعليم عن بعد لتساهم بوضع الأسس الأساسية لهذا النوع من التعليم، متحدثاً عن المناهج والمقررات التي سيتطلب على الطالب دراستها، موضحا أن الدور إشرافي للمحاضر والطالب أكثر نشاطا وفعالية بتوجيه من الدكتور كون الطالب من يجمع وينقد ويحلل ويناقش.
وشاركه الرأي الدكتور عبداللطيف الرباح في ما يتعلق بضرورة السنة التحضيرية فقال: السنة التحضيرية لا بأس منها ولا ضرر، لكن المفروض يجب تحضير الطلاب لكيفية التعليم عن بعد بعمل دورات ومحاضرات تساهم بوضع الأسس الأساسية لهذا النوع من التعليم، متحدثاً عن المناهج والمقررات التي سيتوجب على الطالب دراستها قائلاً: الدور إشرافي والطالب أكثر نشاطا وفعالية بتوجيه من الدكتور كون الطالب من يجمع وينقد ويحلل ويناقش فتغير المناهج ليس فكرة صائبة.

جيل التقنيات ..
وعن الاشتراطات والضوابط المقترحة لمريدي الالتحاق بالجامعة الالكترونية طالب الدكتور محمد بجاد بعدم السماح بتسجيل خريجي المرحلة الثانوية الذين تتراوح أعمارهم مابين (18_20عاماً) فيها، مرجعا السبب إلى افتقارهم لحس المسؤولية على حد وصفه، معتبرا أن فئة أخرى تتجاوز أعمارهم الـ(23عاما) هم الأجدر بالالتحاق بها عن خريجي الثانوية في هذا الوقت.
وشاركه الرأي عميد كلية إدارة الأعمال الدكتور صالح الدبل وجدد مطالبته بتحديد سن معينة للاتحاق بها، مؤكدا أن على خريجي الثانوية العامة استشعار الجو الجامعي وأن يلامسوا طقوسه ويتغلبوا على مشاكله من خلال ذلك وفق رؤيته. مشيرا إلى أن الشعور المادي أمر مطلوب وأساسي.

الدكتور في كلية الإعلام في جامعة الملك سعود عبد اللطيف العوفي خالف الرأيين وتساءل عن كيفية الحكم على أن هذا الجيل بعيد التميز، مضيفا أنه يجب ألا نمارس دور الأستاذية ونجزم بأن هذا الجيل لا يفهم وغير جدير بتحمل المسؤولية، متجاهلين بأن هذا الجيل إن أراد أن يتميز فإنه يتميز وهذا ما يجهله كبار السن من الأساتذة، معتبرا أن حال وضع ضوابط للانتماء إلى هذه الجامعة وقوانين وعقوبات فلن يحدث أي أمر سلبي، كاشفا أن40% من الطلبة في الجامعات التقليدية لا يستطيعون التخرج منذ سنوات لعدم رغبتهم في التعلم أو من باب الاستهتار.