لندن: اكتُشفت داخل بلاطة من الصخر في غرب استراليا ميكروبات متحجرة كانت تعيش قرب البحر في الفصول الأولى من نشوء الحياة على الأرض.

ميكروبات متحجرة

وعثر باحثون على الاحفورات في تكوينات صخرية يعود تاريخها الى 3.4 مليار سنة لتكون الميكروبات المتحجرة فيها مرشحا قويا الى اعتبارها أقدم شكل من اشكال الحياة. وكان بعضها عالقا بذرات رمل تجمعت على واحد من اول الشواطئ التي تكونت في العالم.

ويرسم الاكتشاف صورة ناطقة لنشوء الحياة حين بدأت اول كتل اليابسة بالانبثاق من المحيطات على نحو متناثر. وكانت البراكين وقتذاك تطلق غازات وحمما فيما كان غلاف من الغيوم الكثيفة ينشر دثارا رماديا في السماء. وكان القمر اقرب بكثير الى الأرض منه الآن ، يحرث المحيطات بجاذبيته ليطلق موجات مدية عالية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور مارتن براسيير من جامعة اوكسفورد ان الأرض كانت بمعايير اليوم مكانا جهنميا للعيش لكنها كانت فردوسا لأشكال الحياة الأولى.

وعمل براسيير مع فريق بقيادة الدكتور ديفيد وايسي من جامعة غرب استراليا حيث عثر الفريق على الاحفورات في تكوين ستيرلي بول الذي يعتبر من اقدم التكوينات الحجرية الرسوبية على الأرض.

وأظهرت التكبيرات العالية للصور ان الميكروبات المتحجرة كانت كروية وبيضاوية وانبوبية كما الميكروبات الحديثة ، ومثلها في الحجم بقطر 0.01 و0.02 ملم.

ويستند الباحثون الذين يدرسون اصل الحياة على الأرض الى خيوط متعددة من الأدلة لإثبات نتائج بحثهم. والى جانب حجم الميكروبات المتحجرة وشكلها يشير الدكتور وايسي الى وجود الكاربون والنتروجين في جدران الخلية ، بوصفه سمة كل الكائنات الحية اليوم.

وتتوفر أدلة اخرى من السلاسل والعناقيد التي تشكلها الخلايا وتكون عالقة بذرات الرمل في المناطق الرسوبية. وتحوي بعض الاحفورات تكوينات دقيقة تنشأ مع نمو الميكروبات وانشطارها.

ومن شأن التوصل الى فهم طبيعة اقدم الكائنات العضوية في العالم ان يساعد العلماء على كتابة الفصل الأول في قصة الحياة على الأرض لكنه يساعد ايضا في البحث عن حياة في اماكن أخرى خارج كوكبنا. وعلى سبيل المثال ان الرحلات الفضائية الى المريخ في المستقبل يمكن ان تركز على شواطئ ورمال نهرية غابرة القدم ربما تحولت الى تكوينات حجرية تضم آثار حياة بدائية داخلها.

وقال الدكتور وايسي ان من الضروري ان يعرف العلماء كيف يبدو ابسط اشكال الحياة على الأرض وان يجدوا طريقة للتعرف عليه بلا لبس من أجل ان تكون لديهم فرصة التعرف على وجود حياة في اماكن أخرى غير الكرة الأرضية.
emsp;