حرارة الارض العالية لتوليد الطاقة النظيفة

توجد تحت كينيا في أعماق الارض كميات لا نهاية لها من الطاقة الطبيعية الدفينة. حرارة عالية وتتدفق على شكل طاقة من الاعماق ترفع حرارة بخار الماء الى عدة مئات من الدرجات المئوية ، وتضخه في محطة حديثة للطاقة تدير عنفاتها ومحركاتها.


إعتدال سلامه من برلين: تشير تقارير وكالة الطاقة الدولية الى ان استهلاك الطاقة على المستوى العالمي سيزداد حتى عام 2030 بنسة 50 في المائة. وحتى في الدول النامية والدول السائرة في طريق النمو يزداد الطلب على الطاقة باستمرار. ويعيش هناك ملياران من البشر من دون طاقة حديثة غير مضرة بالبيئة، انهم يطبخون بالفحم او الخشب ويستخدمونهما للتدفئة، ويعيشون غالبا في المناطق الريفية في افريقيا واسيا وفي بعض مناطق اميركا الجنوبية، حيث انظمة الطاقة والكهرباء متقادمة او حيث لا وجود اساس لشبكات الكهرباء، لهذا المناطق بالذات تشكل الشمس والرياح والماء مصادر ممتازة للطاقة وغير ضارة بالبيئة، وحديثا تم اكتشاف اهمية طاقة حرارة جوف الارض، وتوجد حاليا مشاريع مهمة في كينيا بتمويل الماني.

تتوفر في كينيا امكانات غير محدودة من طاقة حرارة جوف الارض. وفي وادي رفت على سبيل المثال وعلى مقربة من العاصمة الكينية نيروبي تتم الاستفادة من حرارة باطن الارض لاستخلاص الحرارة الهائلة وتوظيفها في توليد الطاقة. هناك تقوم اكبر محطة لانتاج الطاقة بالاعتماد على حرارة جوف الارض في افريقيا. وقد تم بناؤها بمساعدة مالية المانية، واليوم تساهم حرارة جوف الارض كمصدر من مصادر الطاقة، في انتاج عشرة في المائة من مجمل الطاقة الكهربائية في كينيا. الا ان هذه النسبة يجب ان تزداد، وهذه الزيادة ممكنة من الناحية التقنية ايضا. وحسب بعض التقديرات بامكان كينيا مضاعفة ما تنتجه من طاقة كهربائية عن طريق الاستفادة من طاقة حرارة جوف الارض، ويتم حاليا بناء محطة جديدة لهذا الغرض. وهي ستكون قادرة على امداد حوالي نصف مليون انسان بالطاقة الكهربائية اللازمة لهم، وذلك بالاعتماد على حرارة جوف الارض.

هذا النجاح في كينيا يمكن ان يكون مثالا يحتذي به للعديد من البلدان النامية في افريقيا والعالم العربي ايضا، اذ انه حتى الان لم تقم اي من هذه البلدان بمحاولة الاستفادة من هذه الثروة الهائلة من الطاقة الكامنة تحت اراضيها التي تتميز بالوفرة والديمومة، والتي يمكن ان تساهم الى حد كبير في توليد الطاقة الكهربائية وغيرها بابخس الاثمان.