نيويورك:تشتري حكومات عديدة قلقة ازاء الوضع الاقتصادي الحالي كميات من الذهب، فيما يكدس هذا المعدن الثمين تحت الارض في مكان محصن بتدابير امنية شديدة في مانهاتن بنيويورك.واثناء زيارة الى هذه الطوابق يوضح مرشد ان حوالى سبعة الاف طن من هذا المعدن الثمين مخبأة في غرفة محصنة محفورة في الصخر في مانهاتن على عمق خمسة طوابق تحت الشوارع التي تعج بالناس.وتقدر قيمة المخزون ب 350 مليار دولار.وبذلك تستطيع الولايات المتحدة ان تفخر بانها اول حارس للذهب في العالم مع 8133 طنا من الاحتياطي، اي اكثر من ضعف الكمية التي تملكها المانيا التي تحتل المرتبة الثانية في التصنيف.
ويبقى قسم من هذا الكنز مخزنا في القواعد العسكرية في فورت نوكس (ولاية كنتاكي. وسط-شرق) وويست بوينت (ولاية نيويورك. شمال-شرق). والذهب المخزن تحت الارض في نيويورك يعود بمعظمه الى 36 حكومة اجنبية تبحث عن الامن المالي والمادي.والاجراءات الامنية المفروضة على الذهب المخزن في غاية التعقيد مما يثني اكثر عمليات السطو مهارة.وقد اضطر احد مراسلي وكالة فرانس برس من اظهار اوراقه الثبوتية من خلال ستار واق من الرصاص ولا يخترقه الصوت للدخول الى بهو البنك ذي التصاميم الفاخرة.وانطلاقا منه يعبر الزوار مع مرافقهم الى المصعد الذي يقود الى الطوابق تحت الارض. وعند الوصول يدخل الزوار الى قاعة الخزنات من خلال نفق ينتهي بجهاز دائري مهيب من الفولاذ يقوم بدورة قبل ان يؤدي الى quot;كهف الكنوزquot;.
وفي الداخل يشرف ثلاثة موظفين يأتون من اجهزة مختلفة من البنك لفتح الاقفال الثلاثة لكل خزنة مليئة بالمعدن الثمين.والعبارة المكتوبة عند مدخل غرفة الكنوز --باللون الذهبي-- مقتبسة عن قول للكاتب الالماني الشهير غوته quot;الذهب لا يقاومquot;.وقد طلب من الولايات المتحدة منذ زمن طويل لتحفظ الذهب خصوصا في فترات الاضطرابات. مثلا في كانون الثاني/يناير 1980 الحرب بين الاتحاد السوفياتي وافغانستان، والثورة الايرانية والارتفاع الهائل لاسعار النفط الذي ادى الى ارتفاع اسعار الذهب الى 850 دولارا للاونصة. ثم عادت الاسعار الى التراجع الى 543 دولارا في حزيران/يونيو 2006.
واليوم ما يدفع المستثمرين في القطاعين العام والخاص الى اللجوء الى المعدن الثمين هو عدم استقرار اليورو وتراجع الدولار وشبح تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.وهكذا اشترت المكسيك 93 طنا من الذهب مطلع العام. كما انتقلت عدوى شراء الذهب الى روسيا وتايلاند والصين.لكن بيتر موريسي البرفسور في جامعة مريلاند حذر من ان الذهب قد يكون احيانا خادعا. وقال في هذا الصدد quot;ان الناس يعتقدون ان الذهب هو القيمة المرجعية الوحيدة، لكن الحقيقة هي بالاحرى السيولةquot;.الا ان المعدن الثمين يبقى على درجة كافية من الاهمية في نظر العديد من الحكومات الاجنبية التي طلبت من الولايات المتحدة الاحتفاظ بمخزوناتها في الخزنات النيويوركية تحت الارض.وليوناردو بليك وهو زائر في الثالثة والخمسين من عمره يبدو مطمئنا بتأكيده ان الذهب ابدي. وقال quot;ان الناس يعتقدون ان هذا المعدن السحري يمكن ان يفتح جميع الابواب، وهي حقيقة مطلقة الى حد ماquot;.
التعليقات