لندن:كان إعلان وكالة الفضاء الروسية يوم الثلاثاء تأجيل إرسال الطاقم الجديد للمحطة الفضائية الدولية مبعث قلق لوكالة الفضاء الاميركية quot;ناساquot;، التي تعتمد إعتماداً كلياً على الروس في نقل رواد الفضاء.

وكان المفترض أن يدشن انتهاء برنامج الرحلات المكوكية في تموز/يوليو حقبة جديدة تستطيع ناسا ان تنتقل فيها إلى مشارف وأهداف أكبر فيما تتولى شركات خاصة أرخص كلفة مهمة نقل الأشخاص والامدادات الى محطة الأبحاث الفضائية. ولكن سلسلة من المشاكل الفنية التي اعترت اطلاق الصواريخ الروسية وضعت هذه المشاريع موضع تساؤل.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدير معهد السياسة الفضائية في جامعة جورج واشنطن سكوت بايس قوله ان من الأفضل ألا تعتمد المحطة الفضائية على دولة واحدة.

وكانت شركات اميركية تعاقدت مع ناسا على نقل امدادات الى المحطة الفضائية وتراهن على العمل لاحقا بمثابة تكسي فضائي لنقل البشر. ولكن نجاح هذه الشركات في مسعاها ليس مؤكدا لا سيما وان احدى هذه الشركات، اوربتال ساينسيز كوربوريشن، تعرضت الى انتكاسة في حزيران/يونيو عندما اشتعلت النار في محرك احد صواريخها خلال اختبار ارضي.

وواجهت الشركة الأخرى، سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز كوربوريشن، انتقادات لأنها لم تكشف عن اصابة محركاتها بالحماوة خلال تحليقات تجريبية اجرتها في كانون الأول/ديسمبر الماضي إلا بعد فترة.

ومنيت شركة بلو اوريجن التي اطلقها جيفري بيزوس رئيس شركة امزون التنفيذي، بفشل ذريع خلال اختبار مركبة تصممها لنقل سائحين الى الفضاء الخارجي. واثار تحطم المركبة تساؤلات عن أداء الشركة التي تتكتم على نشاطها.

ولكن تحطم مركبة الشحن الفضائية الروسية كانت له آثار مباشرة وآنية لأن الصاروخ مماثل في تصميمه للصاروخ الذي يعتزم الروس استخدامه في تشرين الثاني/نوفمبر لنقل رواد فضاء بينهم رائد فضاء اميركي. وعزا التحقيق في الحادث سببه الى عيب تصنيعي في انبوب الوقود أدى الى تعطل محرك المرحلة الثالثة. واثارت نتيجة التحقيق هذه مخاوف بشأن مستوى الرقابة النوعية في معامل الصواريخ الروسية.

وقال مسؤولون في وكالة الفضائية الروسية انهم سيطلقون صاروخين من طراز سيوز غير مأهولين قبل العودة الى نقل رواد فضاء. ولكن وكالة الفضاء الاميركية لا تملك حلولا آنية تعوضها عن الاعتماد على الروس الى حين استئناف الرحلات المأهولة، ويختلف خبراء الفضاء وصانعو السياسة بشأن المقاربة التي يتعين اعتمادها لمعالجة الموقف.

في هذه الأثناء ما زالت الشركات الخاصة غير جاهزة لنقل بشر الى الفضاء والأرجح ألا تكون جاهزة قبل عام 2015 في أحسن الأحوال. وفي واشنطن ما زال الجدل مستمرا بين البيت الأبيض والكونغرس، فان ادارة اوباما اقترحت رصد 850 مليون دولار للسنة المالية القادمة بهدف تمويل المشاريع التجارية لنقل البشر بواسطة quot;التكسي الفضائيquot;.

ولكن الكونغرس اعطى الأولوية لصاروخ عملاق من تصميم ناسا لرحلات فضائية ابعد من مدار الأرض. وفي النهاية اقر مجلس النواب ميزانية لتطوير الرحلات التجارية لا تزيد على 312 مليون دولار. ويبدو ان ناسا تعمل على توسيع خياراتها الصاروخية.

واعلنت يوم الثلاثاء توصلها الى اتفاق مع شركة اليانت تيكسيستمز للتعاون في صنع صاروخ ليبرتي. وكانت هذه الشركة تولت بناء صواريخ الدفع للرحلات المكوكية وتعمل على تطوير صاروخها من طراز اريس 1.

وصاروخ ليبرتي شديد الشبه بهذا الصاروخ ومرحلته الأولى تطابق تقريبا المرحلة الأولى للصاروخ اريس 1 ولكنها ستستخدم صاروخا اوروبيا للمرحلة الثانية من اجل تسريع المشروع. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان التزامات مالية لن تترتب على ناسا تجاه اليانت بموجب الاتفاقية ولكن نحو 24 خبيرا منها سيتفرغون للعمل مع الشركة على تنفيذ المشروع.