يبين كتاب جديد أن العمل داخل شركة quot;أبلquot; ليس سهلاً وانما تسود ثقافة الخوف والتهديد.


موظفو ابل يشاركون في صناعة المنتجات الجديدة دون أن يعلموا اسرارها

يكشف كتاب quot;داخل أبلquot; للمؤلف ادم لاشنسكي الغطاء عن ما يدور داخل شركة quot;أبلquot;، التي تعبتبر واحدة من الشركة الأكثر سرية وغموضاً في العالم.

في حديث مع صحيفة الـ quot;تليغرافquot; وصف لاشنسكي العمل في شركة أبل التي تبلغ مساحتها 12000 ميل على شكل قبة زجاجية، في قلب منطقة quot;سيليمون فاليquot;.

للشركة مخططات مستقبلية، تتضمن محطة كهرباء خاصة بهدف التغذية الذاتية، وهي جزء من خطط لمقر جديد لشركة أبل على شكل قرص، يعكس إرث الرئيس التنفيذي الراحل للشركة ستيف جوبز.

على مر السنين، كان مقر شركة quot;أبلquot; وجهة لعشرات المهووسين بالتكنولوجيا، الذين تجذبهم ثلاثة عقود من النجاح، على أمل الحصول على لمحة تحت غطاء السرية الذي يغلف الشركة.

قلة تستطيع الوصول داخل المبنى الرئيسي لشركة quot;أبلquot;، حيث يكون بانتظارهم حشد من حراس الأمن لاستقبالهم ومرافقتهم إلى الرصيف، أو في بعض الأحيان يقدمون لهم المساعدة للوصول إلى متجر حيث مكنهم شراء قميص قطني عليه علامة الشركة كتذكار لزيارتهم.

لكن الكتاب الجديد الذي صدر في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، يقدم نظرة غير منحازة للحياة كموظف في quot;أبلquot;، وهي مختلفة كثيراً عما توقعه البعض.

وفقاً لكتاب quot;داخل أبلquot;، فالشركة عبارة عن مكاتب بلا نوافذ، تفوح منها رائحة quot;الغرور المخصي والخوف، مع إيحاءات بالتوجهاتquot;.

يقول آدم لاشنسكي، مؤلف الكتاب ورئيس تحرير مجلة quot;فورتشنquot; إن quot;أبل لا تتحدث عن نفسها، بل تتحدث عن منتجاتهاquot;.

بدلاً من ايهام الموظفين بأنهم quot;قوة عاملة حرة في روحها، باستطاعتهم الجلوس والتلهي باللعب قبل ان يتناولوا الغداءquot;، يقول لاشنسكي أن هناك أوامر تنفيذية يتم تطبيقها بقبضة من حديد.

quot;لا يسمح للموظف بتوجيه الأسئلة، ويترك غروره عند الباب ما ان يدخل الشركة. لم يكن يسمح لأحد بإظهار غروره في العلن سوى لشخص واحد: ستيف جوبزquot;.

quot;إنه مكان صعب للعمل. فبيئة العمل صعبة جداً. انها ليست مكاناً فرحاً، كما تطرح شركة غوغل نفسهاquot;، قال لاشنسكي، مضيفاً: quot;انها ليست مكاناً سعيداً، لكنها شركة تنتج أناس يستطيعون الازدهار في هذه البيئة. انها مثل طنجرة ضغط، وبعض الناس يحبون ذلكquot;.

ووصف لاشنسكي موظفي أبل بأنهم quot;قطعة في أحجية والشخص الوحيد الذي يعرف كيف يجمع القطع معاً هو الرئيس التنفيذي، وهو دور لعبه ستيف جوبز إلى أن سلمه إلى خلفه تيم كوك في العام الماضيquot;.

وقال: quot;وسط الأسلاك وتصاميم لوحات الدارات الكهربائية، تبقى شركة أبل سرية حتى بالنسبة الى موظفيها الذين لا يعرفون ما يصنعونquot;.

quot;الغرف المغلقة، الخالية من النوافذ، هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تناقش فيه منتوجات (آيباد) أو (آيفون)، وحتى كبار المسؤولين في الشركة كانوا يدخلون الغرفة لمناقشة دورهم في التصميم، ثم يُطلب منهم المغادرةquot;، يضيف لاشنسكي في حديثة مع صحيفة الـ quot;تليغرافquot;.

وتقتصر المعرفة بالمعلومات الدقيقة على 100 شخص، اختيروا بعناية من قبل ستيف جوبز نفسه.

عندما يتعلق الأمر بطرح منتج جديد، يتحلق الموظفون في quot;أبلquot; حول التلفزيون في الكافيتريا لمعرفة المزيد عن المنتج الجديد. وقال لاشنسكي ان العديد منهم يفاجأون انهم شاركوا في صنعه من دون أن يعلموا.

وأضاف أن ثقافة السرية مرسخة في موظفي الشركة، فأي شخص يضبط وهو يكشف عن أسرار أبل، سواء عن قصد أو من دون قصد، يتم التعامل معه بسرعة: تسريحه من عمله وإنهاء فوري لوجود في الشركة.

في الكتاب، أشار لاشنسكي إلى أن أحد الموظفين كان يرى الكوابيس يومياً عن تهديد الشركة للموظفين حول خرق السرية.

quot;كان جوبز يقول: أي معلومة ترد في اجتماعاتنا، ويتم الكشف عنها، لن تؤدي فقط إلى طرد الموظف من الشركة، بل أيضاً إلى ملاحقة قضائية إلى أقصى حد من قبل محامي الشركةquot;، نقل لاشنسكي عن الموظف الذي يعتبر أن هذه التهديدات جعلت عمله في الشركة غير مريح على الإطلاق.

quot;حتى الموظفين الذين تركوا العمل يعيشون في خوف من القصاصquot;، أضاف لاشنسكي، مشيراً إلى أن quot;وحشية جوبز في التعامل مع المرؤوسين كانت قاسية بشكل مخيف، وتعتمد على الترهيب. وقد سادت ثقافة الخوف والتخويف في الشركة، في ظل ستيف جوبزquot;.

وأوضح لاشنسكي ان quot;إخصاء روح الابتكار والمبادرة، قد تؤدي إلى نتائج عكسية، انما ليس في أبل، حيث يبدو أن المعاملة القاسية هي في الواقع جزء من صيغتها للنجاح، إذ تخلق روح الولاء بين الموظفين، وتشكل حماية للمنتجات الجديدةquot;. تيم كوك قال ذات مرة: quot;هذا جزء من سحر أبل. وأنا لا أريد أن يعرف أحداً بحقيقة هذا السحر حتى لا يقلدناquot;.