القاهرة: بدأت تظهر المزيد من الأدلة، بعد مرور 40 عاماً، على أن نهاية أكبر عملية مطاردة في تاريخ الفيزياء ربما بدأت تلوح في الأفق.

حيث قالت مجموعة من علماء الفيزياء لدى مختبر فيرمي الوطني لتسريع الجزيئات في باتافيا بايلينوي إنهم وجدوا عثرة في بياناتهم، قد تكون جسم بوزون هيغز أو quot;جسيم الربquot;، الذي طال انتظاره، وهو جسيم مفترض مسؤول عن منح الكتلة للجسيمات الأولية الأخرى.

وتتماشى الإشارة، التي ظهرت في البيانات التي تم تجميعها على مدار السنوات الماضية في مسرع فيرميلاب تيفاترون، مع النتائج التي أعلنتها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي جماعتين بحثيتين مستقلتين تعملان لدى مصادم هادرون الكبير في مختبر سيرن الأوروبي المعني بالبحوث النووية ويقع خارج مدينة جنيف السويسرية.

وورد بالتقرير الذي تم تقديمه أمس من جانب وايد فيشر من جامعة ولاية ميتشيغن أمام مؤتمر عن الفيزياء في ايطاليا :quot; بناءً على البيانات الحالية التي تم التوصل اليها في مسرع تيفاترون والنتائج التي تم تجميعها طوال كانون الأول/ ديسمبر عام 2011 من خلال تجارب بحثية أخرى، فتلك هي أقوى إشارة دالة على وجود بوزون هيغزquot;.

ومع هذا، لفتت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن أياً من تلك النتائج، سواء الفردية أو الجماعية، تعتبر قوية ما فيه الكفاية بالنسبة للعلماء كي يعلنوا فوزهم.

بل شجعتهم تلك التقارير الأخيرة على الاعتقاد أن ذلك الجسيم بعيد المنال، الذي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة للكتلة والتنوع في الكون، بات على مرمى البصر، وربما في أقرب وقت خلال فصل الصيف القادم. وعن النتائج التي تم التوصل إليها في سيرن، قالت مؤخراً بيت هينيمان، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، التي شاركت بدور فعال في تحليل بيانات خاصة بمصادم هادرون الكبير :quot; هذا يشبه إلى حد كبير بوزون هيغز. ويمكن أيضاً أن تذهب الإشارة بعيداً حين يتم التحصل على مزيد من البياناتquot;.

وقال ديميتري دينيسوف، أحد قادة الباحثين في مسرع فيرميلاب، وهو في طريقه لحضور المؤتمر :quot; هذه ليست إجابة بالتأكيد على الكلمات المتقاطعة، وإنما جزءً مهماً من اللغزquot;.

وفي الختام، أوردت الصحيفة عن علماء فيزياء تأكيدهم أن النتائج ستكون مثيرة للاهتمام في كل الأحوال، سواء تم العثور على جسيم بوزون هيغز أم لا، وذلك أنهم سيضطرون في حالة عدم العثور عليه إلى البحث عن نموذج جديد يشرحون من خلاله الطريقة التي يعمل من خلالها الكون. وفي حالة تم العثور عليه، فإن دراسته قد تمنحهم مفاتيح تساعدهم على حل الأسرار العميقة التي أخفق النموذج القياسي في حلها.