فضاء الرأي

في عيد الحب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس هناك من ينكر أن كل جانب من جوانب الحياة الإنسانية يعكس مستواها الحضاري والحب أول هذه الجوانب، فإذا كان المجتمع حضاريا كان الحب حضاريا في شتى تجلياته، والعكس صحيح. وكما أن ترتيبنا يقع في نهاية كل قائمة تصدر عن أية جهة مكلفة بقياس مختلف المؤشرات فنحن كذلك نأتي في نهاية قائمة حضارة الحب. فكما يكون المجتمع متطورا صناعيا وعلميا وسياسيا، يكون كذلك متطوراً في الحب بحيث تكون علاقة عادلة وسليمة ولا يعقبها مآسي وويلات. فهل هذا يعني أن الحب في بلادنا يعقبه مآسي وويلات؟&
&الجواب نعم، بالتأكيد. فالعلاقات العاطفية سواء في إطار الزواج أو خارجه ليست عادلة أبدا، فإذا كانت خارج إطار الزواج، فهناك جرائم الشرف التي تطبق على الأنثى فقط من جانب، ومن جانب آخر فنادرا ما يكون الرجل متحضرا في علاقته، ومخلصا للمرأة التي تحبه، كما أن غالبية الرجال يفضحون النساء اللواتي تعلقن بهم ويتندرون بهن في المجالس ويفتخرون بجاذبيتهم ورغبة النساء بهم وملاحقتهن لهم. ونادرا ما يتزوج الرجل المرأة التي له علاقة بها، إذ أن للزواج معايير أخرى تحددها أمه أو أخواته.&
&أما العلاقات في إطار الزواج، فهي ليست علاقات عاطفية من حيث المبدأ، إذ أن كثيرا من الرجال تفتر عاطفتهم بعد الزواج، فيمارسون واجباتهم الزوجية بلا إحساس أو عاطفة، فتصبح العلاقة حزينة وخالية من الرضا والإشباع. زد على ذلك أن الرجل إذا غضب من زوجته، فهو يمتلك تصريحا قرآنيا بالهجر وتعدد الزوجات. ولو أن هناك آلية لقياس نسبة الرضا في الحياة الزوجية، لتبين أنه مفقود في معظم الزيجات.&
&وإزاء هذه التعقيدات في الحب، كانت النتيجة ارتفاع نسبة العنوسة في العالم العربي أكثر من بلدان العالم كلها. وفي بعض البلاد العربية فإن الشباب يعزون ذلك إلى أسباب مادية، ولكن هذا المبرر يفقد مصداقيته حين نرى أن العنوسة في دول الخليج النفطية الثرية مرتفعة جدا، وهذا يعني ببساطة أن الشباب يحصلون على حاجاتهم من الخارج في أسفارهم السياحية وهي كثيرة جدا، كما أن هناك إبراء لهم في حديث نبوي شريف يقول "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"، فلماذا يتزوجون ويربطون أنفسهم إذا كانت الخطايا تغتفر بقول سبحان الله وبحمده مائة مرة؟ ولو أخذنا المحاذير الاجتماعية الصارمة ضد العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج، فهذا يعني أن كثيرا من نساء العرب لم يعرفن الحب في حياتهن، وهذه نتيجة منطقية لواقع الحال ولا عجب فيها.&
&ولا بأس ببعض الصراحة في هذا الموضوع، ففي علم الأحياء (البيولوجيا) يصنف البشر من فصيلة الثديات، وهذه الفصيلة لها صفات خاصة بها وهي أن كل مجموعة إناث لها ذكر واحد وهذا الذكر يميل إلى التجديد في مجموعته وسرعان ما يميز الأنثى الجديدة ليلحق بها، كما أن الذكر ليس لديه غريزة الأبوة، فهو يلقح الأنثى ولا يلتفت إلى وليدها. ونظرا لأن البشر يتفوقون على الفصائل الأخرى من الثديات، فقد قاموا بتأسيس مؤسسة الزواج، وهذه المؤسسة لا تستمر إلا إذا كان طرفاها، المرأة والرجل، على قدر كبير من الحضارة والتهذيب والحكمة، بحيث يوفران البيئة المريحة التي تشجعهما على البقاء. وهذا ما أسماه سيجموند فرويد بالتسامي (sublimation) والمقصود بهذه الكلمة هو أن الإنسان يترفع ويتسامى عن طبيعته البدائية ويضبط غرائزه الهدامة ويقوم بواجباته بشكل حضاري وأخلاقي يقبله المجتمع.
&فهل مجتمعاتنا متحضرة إلى هذا المستوى؟ إن الجدال القائم على الانطباع لا يعتبر علميا بدرجة كافية، والطريقة العلمية للوقوف على واقع الحب والزواج في مجتمعاتنا هو الاطلاع على الإحصاءات الوطنية في كل دولة، للتعرف على نسبة العوانس والطلاق وجرائم الشرف، وبعدها يستطيع المرء أن يفهم بالضبط واقع الحب والزواج في مجتمعاتنا العربية. إذن فقد حصرت طريقة إشباع الحاجات العاطفية والجسدية بالزواج، فماذا تفعل المرأة إذا كانت التقاليد لا تسمح لها بالحصول عليها خارج مؤسسة الزواج؟ لقد أصبح الزواج عملة نادرة وصارت المرأة تتحمل معظم الأعباء في سبيل الحصول على الأسرة والاستقرار، وهي تغامر بتضحيتها هذه باحتمال فقدان كل شيء إذا استخدم الرجل حقه الشرعي في الطلاق وتعدد الزوجات وعدم حصول المرأة على أية حقوق مقابل سنوات إعداد العش وإنشاء أسرة.&
&خلاصة القول، إن واقع الحب والزواج في مجتمعنا العربي مترد وشأنه شأن بقية الجوانب الحضارية في مجتمعاتنا هشة وهزيلة. وكل عيد حب وأنتم بخير.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كل عامنا حب
محايده -

عزيزتي انا معك ولكن الا يكون من المستحسن ان تكون أيامنا كلها حب ..لماذا يحدد يوم واحد للحب ..بأختصار المرأه محتاجه كل أيامها حب مقابل عظيم عطاءها وتفانيها في خدمة زوج وأبناء ..وقولك ((أ ن نرى أن العنوسة في دول الخليج النفطية الثرية مرتفعة جدا )) لانه الزواج تكاليفه مرتفعه جدا ..ولأن العادات القديمة مازالت بقاياها تسكن فينا رغم التحضر ..نعم الحب لم يواكبه التحضر ..وألعنوسه لان الفتاه تجبر على ابن بلدها واذا لم يأت ابن بلدها ...فلو كان هناك حبا في قلبها لغيره ولكن ما زالت العادات تحكم مع ان القرآن يقول انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم ان الله اتقاكم ..لكن نحن نقول اليوم افضل من الأمس وبدأ الحب يظهر ويتضح ويتوج بالزواج مواكبه التحضر وخروج الفتيات للعمل ..والاختلاط والانفتاح لعله يخفف نسبة العنوسه ...اضافة الى مساعدة الحكومه في تزويج الشباب وخفض تكاليف الزواج كما قامت ايضا الدوله مشكوره بعمل صالات أعراس مخفضه ...وأخيرا ان المرأه لها الخيار المطلق في اختيار من تحب وتبني على أساسه أسرتها ...تحياتي مع كل الحب .

ينبوع المحبة
Sam -

الأخت الكريمة سهى اولاً: أحييك علي مقالك الجريءوارجو ان مثل هذه المقالات تكون مفتاحاً لطريق جديد تسلكه المرأه العربية لاسترجاع حقوقها المسلوبة خاصة في هذا الزمن الذي نعيش فيه حيث سعت بلاد كثيرة لأسلمة مجتمعاتها كوسيلة قمع حتي لا تطالب شعوبها بالحرية والعدالة والمساواة فكان الدين أسهل وسيلة لتنفيذ ذلك لان من يقوم بالاعتراض علي حاكم البلاد هو إنسان مرتد ويؤذي الله ورسوله ويجب اخراسه بكل الطرق حتي لو أدى ذلك الي التصفية الجسدية. في اعتقادي ان المرأه العربية في هذا الزمان الحاضر هي أحوج ما تكون للتكاتف مع أخواتها لانتزاع حقوقها من الرجال الذين تسلطوا عليهن وسلبوا حقوقهن المشروعة باسم الدين وهذه ضد إرادة الله الذي لا يفرق بين الرجل او المرأة . وهنا لا يفوتنا ان نحيي المراة السعودية التي تسعي الي الحصول علي ابسط الحقوق لقيادة السيارة ثانياً: الحب لا يقتصر علي الشعوب الحضارية فقط بل هو صالح لكل إنسان فالله هو المحبة ذاتها وهو ينبوع المحبة وكل إنسان يقترب منه يشرب من ينبوع الحب فيرتوي ويستطيع ان يروي الآخرين بمحبته . أناس كثيرين يقصرون الحب علي العلاقة بين رجل وآمراة وما يحدث في المجتمعات العربية والتي في ٩٠٪ منها تكون بانجذاب الطرفين بعضهما البعض جنسياً وغالباً ما يؤجل الحب الي ما بعد الجواز والذي يحدث فعلياً انه بمجرد الجواز و انتهاء فترة الانجذاب تظهر الخلافات وقد تزداد عمقاً مع الأيام او تقل ويظل الأزواج داخل عش الزوجية لعدم وجود حل آخر . المحبة النابعة من قلب الله والتي تشبع قلوب اتباعه هي محبة باذلة وغير مشروطه ودائمة ولا تشمل علاقة بين رجل وامرأة فقط بل تشمل محبة لجميع البشر . واذا ذاق الزوج والزوجة هذه المحبة الإلهية فلا بد ان تتغير محبتهم بعضهم لبعض لانها محبة تحمل الصفات الإلهية من القداسة والصلاح والديمومة.

العيد ليس لنا
عيسى الخطيب -

نحن المسلمون لنا عيدان الفطر والاضحى اما بقية ما يدعونها بالاعياد فهي بدع لا علاقة لنا بها,اعتراضي هو على كلمة العيد دون ان يعني ذلك عدم الاحتفال بالمناسبات المختلفة,اما قول الكاتبة بان معايير الزواج تحدده اخت الرجل وامه فلا اعلم عن اي مجتمع تتحدث؟ان توفر المواصلات والاتصالات وفتح المجال امام عمل الانثى في عصرنا الحاضر اعطت الرجل والانثى حرية الاختيار ,كذلك اخطات الكاتبة في ظنها ان الحديث النبوي "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر",يغفر الخطايا !!! هذا استدلال غير صحيح لان الذنوب منها الكبائر والزنا احدها وهذه لا تغفر الا باقامة الحد ثم التوبة,ولو صح الاستدلال بالحديث لاكل الناس بعضهع بعضا...كذلك فان للعنوسة طرفان احدهما الانثى نفسها:اصبحت طلباتهن غير منطقية وتتجاوز قدرة الرجل المالية:مهر عال,ذهب كثير,ملابس غالية,حفلة زواج باذخة,منزل منفصل عن الاهل..الخ بل ان بعضهن يطلبن السيارة والخادمة سلفا...اخيرا فان ما يسمى بعيد الحب هو افتتان بطبائع الاخرين واتباعا للمثل الشعبي:الافرنجي برنجي !!!!

مقال مفلس لا
واحد من الناس -

لا ادري الكاتبة متحاملة على الدين او الرجل او المجتمع ففي جانب الدين تعتقد ان من قال سبحان الله وبحمده تمحى خطاياه والخطية غبر الذنب فالذنب يقام له حز او توبة غير الخطية وهذا دليل على سطحية لمعاني الاسلام أما ان الرحل لا يعاقب والمرأة تعاقب فيكفى في اي فضحية من هذا النوع لا سمح لا يقدر الرجل على رأسه امام الناس كما كان سابقا اما المجتمع الشرقي يكل عيوبه ومساوئه أفضل من المجتمعات العربية التي تبيح زواج الشواذ من الجنسين وممارسة الجنس مع الحيوانات ووجود بنوك لنطق الرحل مشكلة البعض انهم

ماهو الحل إذاً ؟
خوليو -

الحل هو بثورة المرأة في تلك المجتمعات كما ثارت زميلاتها بالمجتمعات الأخرى ،، ليطالبن بحريتهن ومساواتهن بالرجال في كل شيئ ،، وبخلع رموز الإخضاع المفروضة من قبل الذكور على الأناث ،، ثورة المرأة على ما يسمى المفعول به باللغة وأخذها دور الفاعل وإظهاره ، ،،عليها أن تنتزع حريتها من الذين سلبوها إياها ،، وهذا يكون بالمساواة الاجتماعية والاستقلالية الإقتصادية وفرض احترامهن على الذكور وتغيير مفهوم القيم الاجتماعية ومفهوم الشرف وسحبه من مكانه عند الأنثى ،، وإعادته للذكر،، فليحفظ شرفه بنفسه،، وليعلم أنّ تعدد الزوجات والعشيقات هو أكبر مذلة ذكورية تصيب الذكر،، لأن من بين الثدييات المتعددة الأناث لم يبق اليوم سوى الوعل صاحب القرون المضحكة ،، أو الكبش عند تلقيح الأغنام أو التيس عند تلقيح الماعز ،،المرأة بحاجة لثورة وخلق قانون يدعمها ويصون حقوقها ،، قانون عصري مدني تتساوى فيه النساء مع الرجال ،، والسجن لمن يتعدى على حقوق الآخر .