واشنطن- لزمت الصحف الاميركية اليوم الاثنين اعلى درجات الحذر بعد تسليم العراق التقرير حول برامجه العسكرية، مكتفية في غالب الاحيان بمعالجة وقائع المسألة بدون الدخول في التحليلات.
ولم تخصص اي من صحيفتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز، اهم صحف الساحل الشرقي للولايات المتحدة، افتتاحية لهذا التطور الاخير في الازمة العراقية.&واصدرت صحيفة يو.اس.ايه. توداي من جهتها افتتاحية بعنوان "اصدار حكم على صدام يفترض ان يكشف الاميركيون اوراقهم". واعتبرت انه "امر جوهري ان نبذل جهودا في كل الاتجاهات لتحديد ما اذا كان صدام يملك" اسلحة محظورة، مرورا بنقل المعلومات التي تجمعها اجهزة الاستخبارات الاميركية.
وفي "تحليل" بعنوان "ملف صعب: كيف نثبت ذنب حسين"، كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان "تسلسل الاحداث الذي يسعى البيت الابيض يائسا الى تفاديه هو تحليل لا نهاية له لتصريحات نهاية الاسبوع، تليه مناقشات مفصلة نقطة نقطة مع العراقيين لتحديد" ما اذا كان التقرير العراقي يلبي مطالب الامم المتحدة.
واوردت الصحيفة ان واشنطن تعتزم اتباع استراتيجية على ثلاث مراحل. فهي ستطالب العراق في بادئ الامر باثبات ما اعلنه للمفتشين، ثم "تواجه التقرير العراقي الضخم بمقاطع مختارة من تقارير تجسس، يشكك كل منها في صحة تقرير نهاية الاسبوع"، على ان تشن اخيرا "حملة عالمية لتظهر ان التقرير الذي ورد في 12 الف صفحة مع ملحقاته لا يلبي" المطالب المفروضة على العراق.
اما صحيفة واشنطن بوست، فاقتصرت على الوقائع وعنونت في صفحة داخلية ان "العراق لا يملك دليلا على تدمير اسلحته".
ورأت صحيفة واشنطن تايمز المحافظة انه "مع ما قدمه صدام حسين من نفي غير جدير بالمصداقية لحيازته اسلحة دمار شامل، فان طبيعة عملية التفتيش في العراق لم تعد بحثا عن الحقيقة، بل سباقا ضد الساعة".
وتابعت المقالة "يبدو ان ثمة لعبة تجري بين مفتشي الامم المتحدة والمجهود البريطاني-الاميركي". وتابعت انه "اذا ما تمكن صدام حسين من تاجيل قرار الرئيس (الاميركي جورج) بوش بشن الحرب الى ما بعد الشتاء، فسوف ينجح في تاجيل الحرب لعام على الاقل (ان لم يكن الى اجل غير مسمى، بحكم المماطلات السياسية)".
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال استنادا الى "مسؤولين اميركيين" طلبوا عدم ذكر هويتهم ان واشنطن "ترفض التقرير العراقي، لكنها تستعد لامهال المفتشين مزيدا من الوقت" لاثبات عدم صحته. وتابعت صحيفة الاوساط المالية انه "ان لم يتمكن المفتشون من العثور على امر جوهري، فان الولايات المتحدة ستقدم تقريرها الخاص الى مجلس الامن - وسيتحتم عليها على الارجح الاكتفاء بائتلاف مصغر لشن الحرب".
وخصصت لوس انجليس تايمز صفحة كاملة للازمة العراقية. وجاء في احدى مقالاتها ان "على الولايات المتحدة ان تنصت الى غيرها" من الدول، سواء بالنسبة للقضية العراقية، او بالنسبة لمسائل بيئية او لمحكمة الجزاء الدولية.