أسامة مهدي من لندن : رفض يونادم كنة زعيم الحركة الاشورية الديمقراطية العراقية عضو المجلس الوطني انشاء منطقة امنة للمسيحيين العراقيين تدعو لها جهات اميركية وعراقية تحت ذريعة حمايتهم من الاعمال الارهابية فيما اكد رؤساء الطوائف المسيحية تشبثهم بهويتهم الوطنية وتمسكهم بتراب العراق .
واكد يونادم كنة العضو المسيحي السابق في مجلس الحكم ايضا في اتصال هاتفي من بغداد مع " ايلاف " اليوم ردا على سؤال حول الدعوات لاقامة منطقة امنة للمسيحيين الذين يمثلون نسبة 3 في المائة من عدد سكان العراق البالغ 28 مليون نسمة .. رفض المسيحيين العراقيين لهذه الدعوات معتبرا ان قضية الارهاب الذي يتعرضون له جزء مما يتعرض له العراق باجمعه وقال " اننا نريد ان يتحقق الامن في جميع انحاء العراق وليس للمسيحيين وحدهم " .
واضاف ان الدعوات للمنطقة الامنة تبدو انها رد فعل لما يتعرض له المسيحيون على يد قوى الارهاب والمتطرفين الذين يدعون التمسك بالدين وتبقى وجهات نظر ربما انطلقت قوى عراقية فيها من المادة 52 من قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت الذي يطالب بالحقوق السياسية والادارية والثقافية لمكونات الشعب العراقي مشيرا بهذا الخصوص الى ان وزارة التعليم اصدرت قرارا اليوم بالسماح بتدريس لغات الطوائف والقوميات في مدارسها وفي مناطقها .
واشارت تقارير صحافية اليوم الى دعوات قوية داخل الإدارة الأمريكية لإنشاء "منطقة آمنة" في شمال العراق تغطي القرى المسيحية في المناطق المحيطة بمدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) تروج لها مديرة مكتب حريات الأديان في مجلس النواب الأمريكي وأحد النشطاء المؤثرين في صفوف المحافظين الجدد بالحزب الجمهوري نينا شيا والتي أنهت مؤخرا زيارة للعراق والمناطق الشمالية للاطلاع على أوضاع المسيحييين والتحقق من صحة تقارير تحدثت عن هجرة 44000 مسيحي عراقي منذ سقوط النظام العراقي السابق في نيسان (ابريل) من العام الماضي . وتقضي خطة شيا بتوفير حماية أفضل للمسيحيين للحد من تصاعد هجرتهم للغرب ودول الشرق الأوسط القريبة والسعي لإقناع المهاجرين الجدد الذين لم يستقروا تماما في المهجر بالعودة إلى وطنهم للإقامة في المناطق الآمنة.
واكد كنة في تصريحه عدم القبول بهذه الدعوات ورفض انشاء اي منطقة امنة للمسيحيين العراقييين البالغ عددهم حوالي 800 الف نسمة وشدد بالقول " اننا لانريد اي تفرقة بين العراقيين على اساس ديني او قومي " .
وعن الاجراءات المطلوبة لحماية المسيحيين اوضح كنة ان اتصالات وجهود حثيثة تجري للبدء باجراءات لفرض سلطة القانون ومواجهة عصابات التخريب والاغتيال حيث ستشدد الاجراءات الامنية حول الكنائس ودور العبادة ووضع حراس داخلها من ابناء الطائفة نفسها وقال " ان من اولوياتنا تبديد المخاوف ووقف هجرة المسيحيين الداخلية والخارجية " واكد قرب اتخاذ اجراءات حازمة في المناطق التي يتعرض لها المسيحيون لاذى القوى الظلامية سواء في الموصل او بغداد او اي منطقة عراقية اخرى وقال اننا لانفرق بين البصرة او الموصل في ضرورة تحقيق الامن وحماية المواطنين والقضاء على الارهاب الدولي الذي اصبح العراق ساحة له .
واشار الى ان المجموعات التي تمارس اعمالها ضد المسيحيين خارجة عن القانون ومعادية للتغيير والديمقراطية والتجربة السياسية الجديدة وقال انه فضلا عن الجهات الخارجية هناك ازلام صدام الذين يريدون ان يفرضوا سلطتهم وهيمنتهم على بعض المناطق والاحياء في عموم محافظة نينوى (الموصل) وتحديدا في جامعتها التي اصبحت مهددة بعد تعرض باصاتها التي تنقل الطلبة لاسيما الاناث الى مداهمات من عناصرهذه المجاميع تحت ذرائع عدة لترويع الطلبة ومنعهم من مواصلة تعليمهم . واوضح ان هذا الحال مضى عليه ثلاثة ايام وان اكثر من 1500 طالب جامعي توقفوا عن الذهاب الى الجامعة .
وقال " لقد طالبنا وزير التعليم العالي بضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة للحد من هذا الانفلات الذي يلحق الاذى بالطلبة ودعوة الجهات الامنية المسؤولة للتدخل الفوري لانقاذ ومنع تعرض ابناء مدينة الموصل التي يسكنها حوالي المليوني نسمة من القتل او الذبح او الاستهتار بامن ومقدرات المواطنين. واوضح ان عوائل كثيرة غادرت الموصل جراء هذا التردي في الوضع الامني وناشد رئاسة الوزراء بضرورة اتخاذ الاجراءات الحازمة للحد من هذه الممارسة المخالفة للقوانين ولامن المواطنين واستقرار المدن .
رؤساء الطوائف المسيحية متمسكون بعراقيتهم
ومن جهة اخرى اكد رؤساء الطوائف المسيحية العراقية تمسكهم بهويتهم الوطنية وقالوا ان الاعتداءات التي تعرضت لها الكنائس مؤخرا موجهة ضد حضارة العراق الذي اشترك المسيحيون في بنائها منذ القدم وشددوا بالقول " سنبقى متمسكين بتراب العراق الذي يشهد له تاريخنا العريق بالأخوة والتعاون والمحبة بين جميع شرائح مجتمعه ".

ودعا رؤساء الطوائف في بيان ارسل الى " ايلاف " اليوم المسيحيين الى التمسك بالصبر والهدوء لتفويت الفرصة على الذين يحاولون الإخلال بأمن واستقرار المواطن العراقي وتأخير عجلة التقدم والتطور في العراق.. وفيما يلي نص البيان : إننا نشجب هذا العمل الإجرامي الذي طال بيوت الله الآمنة، وقتل الأبرياء، هذا العمل ليس فقط ضد الكنائس وأنما ضد حضارة العراق الذي اشترك المسيحيون في بناء هذه الحضارة منذ القدم ، وبالرغم من كل ما أصابنا، نؤكد على هويتنا وأصالتنا العراقية في هذا البلد الذي عاش فيه آباؤنا وأجدادنا وضحوا في سبيله. وسنبقى متمسكين بتراب العراق الذي يشهد له تاريخنا العريق بالأخوة والتعاون والمحبة بين جميع شرائح مجتمعه.
نطلب من ابناء كنائسنا الأحبة التمسك بالصبر والهدوء لتفويت الفرصة على كل الذين يحاولون الإخلال بأمن واستقرار المواطن العراقي، وتأخير عجلة التقدم والتطور في العراق، داعين الجميع الإبتهال الى الله كيما ينير عقول الذين قاموا بهذه الأعمال ، كي ينعم شعبنا بالأمن والإستقرار والإطمئنان الى مستقبله ومستقبل أجياله.

وإذ نستنكر ونشجب هذا العمل ضد كنائسنا، لا يسعنا الا أن نشجب وبشدة الإعتداء على الجوامع والحسينيات والمساجد وكل بيوت الله التي لها حرمتها، والتي يجب أن تبقى ملجأ للإنسان في عبادة ربه ، ومراكز للإشعاع الروحي والثقافي لكل أبناء العراق " .