شائعة عن إختطافها كبدت مسيحيي القرية ممتلكاتهم
دميانة التي أسلمت تعاود تفجير العنف الطائفي في مصر

كتب ـ نبيل شرف الدين: quot; دميانة quot; مرة أخرى تفجر أعمال العنف الطائفية في قرية quot; النزلة quot; من أعمال محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، فبعد عامين على واقعة هروبها مع شاب مسلم وإعلانها إشهار إسلامها وزواجها من هذا الشاب، ثم تغيير اسمها من quot; دميانة مكرم حنا quot; إلى quot; داليا مكرم محمد quot;، عادت دميانة إلى بؤرة الحدث مرة أخرى، وتسببت في خسائر ضخمة لمحال ومتاجر ومنازل وصيدليات يمتلكها مسيحيون في تلك القرية .

القصة قديمة تعود إلى عامين، وتحديداً في مثل هذا الشهر من العام 2006، حين كانت quot;دميانةquot; تعمل بائعة في صيدلية، وفجأة هربت من منزل أسرتها لتظهر بعد أيام وقد ارتدت quot; الحجاب الشرعي quot; وتعلن إشهار إسلامها، ومن ثم الزواج بشاب يقول أهل القرية إنه كان منخرطاً في إحدى الجماعات الإسلامية، وتتابعت فصول القصة التي باتت تتكرر بسيناريوهات متنوعة في شتى أنحاء مصر، ضمن ما يصفه نشطاء أقباط بأنها quot;عمليات منظمة ومدعومة من جهات مصرية وعربية، لإغواء الفتيات القبطيات، بغرض أسلمتهن وتزويجهن بشباب مسلمين دون رضا ذويهن بالطبع مؤكدين أن كثيرات من هؤلاء الفتيات هن من القاصراتquot;، وهو ما تنفيه الدوائر الرسمية المصرية قائلة quot; إن ما يحدث مجرد حالات فردية لا ترقى إلى حد الظاهرة، قائلين إنه عادة ما يكون وراءها مشكلات شخصية وعائلية quot; .

وفي أيلول (سبتمبر) من العام 2006 قالت أسرة quot;دميانةquot; إنها تلقت اتصالا هاتفيا من أحد أقارب الشاب المسلم الذي تزوجته ووعدهم هذا الشخص بأنه سيعيد الفتاة لهم مقابل مبلغ مالي، ووافقت أسرة الفتاة ودفعت خمسة آلاف جنيه مصري، وتقول الأسرة إن هذا الشخص وقع على إيصال أمانة بهذا المبلغ، وأن هذا الايصال موجود لدى الكنيسة، وذهب في مهمة اعادة الفتاة اثنان من اخوة الفتاة وابن عمها وأربعة من خدام كنيسة دير القديس quot;سمعان الخرازquot;، فألقت الشرطة القبض عليهم، وبالتالي تظاهر آلاف المسيحيين احتجاجاً على اعتقالهم .

وبعد مرور عامين لم يغلق ملف quot;دميانةquot; التي أصبحت quot;دالياquot;، بل عاد ليتفجر مجدداً، ويفجر معه بؤرة جديدة من بؤر التوترات الطائفية، التي تصاعدت وتيرتها على نحو متسارع خلال الأعوام الماضية، لحد يقتضي مواجهة جدية وجذرية، تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية إلى المعالجة السياسية الحاسمة، كما يكاد يتفق على ذلك مراقبون للشؤون الداخلية في مصر .

شائعات وخسائر
أما على صعيد الأحداث الأخيرة، فقد أفاد شهود عيان من المسيحيين في قرية quot;النزلةquot; في محافظة الفيوم جنوب القاهرة، أن آلاف المسلمين الغاضبين حطموا ممتلكات لهم وأصابوا أحدهم، وهاجموا منازلهم ومتاجرهم وحطموها كما أتلفوا ثلاث سيارات يمتلكها مسيحيون .

ويقول شهود عيان في القرية أجرت (إيلاف) اتصالات ببعضهم إن أسرة quot;دميانةquot; اضطرت قبل نحو عامين إلى مغادرة القرية، بعد ما حدث لابنتهم، ذلك لأن التقاليد الريفية جعلت الأسرة في موقف لا تحسد عليه، إذ لحق بها العار بعد فرار ابنتهم وزواجها رغما عن الأسرة .

وفي الجانب الآخر من هذا المشهد، فإن مسلمي القرية يقولون إن أقارب quot;دميانةquot; اختطفوها من منزل زوجها في القاهرة وأن أقارب الزوج ذهبوا لاستعادتها فاشتبكوا مع المسيحيين، وأفاد أحدهم بأن الشرطة أعادت الزوجة وطفلها في وقت لاحق.

في غضون ذلك كشف مصدر أمني عن إلقاء القبض على 17 من الجانبين، ولفت إلى أن ما حدث كان مجرد quot;شائعة عن اختطاف الزوجة وطفلها الذي يبلغ عاما من العمر تسببت في أعمال العنف المذكورة، وأكد أن قوات الأمن تنتشر في القرية وتسيطر على الموقف بعد أن استخدمت القنابل المسيلة للدموع لفض الاشتباك بين الطرفين، والسيطرة على الوضع المتأزم هناك .

ووفقاً لما رصدته منظمات قبطية وحسب روايات شهود عيان ووكيل مطرانية الفيوم، فإن الخسائر المبدئية التي تم حصرها حتى الآن هي:
ـ إتلاف صيدلية quot;أديبquot; والاعتداء على العاملين فيها، ما أسفر عن إصابة أحدهم وفرار الباقين .
ـ حرق معمل للدواجن يملكه مسيحي يدعى جميل حنا وهو عم quot;دميانهquot;، كما حطمت سيارته، ولولا تدخل بعض العقلاء من المسلمين من جيرانه لأقدم الجناة على حرق منزله .
ـ حرق واجهة منزل بولس فؤاد المكون من طابقين .
ـ مهاجمة منزل حنا مليك والاعتداء على صاحبه وأسرته بالضرب .
ـ إتلاف ونهب محتويات محل بقالة لصاحبه ميلاد عوض .
ـ مهاجمة وإتلاف منزل السيدة ميمي عوض .
ـ تدمير بعض متاجر الاخشاب التي يمتلكها فايز ذكى ومخزن للقمح واخر للاسمنت .
ـ إتلاف ثلاث سيارات يمتلكها مسيحيون .
ـ مهاجمة محل كوافير في الشارع الرئيس في القرية وتدميره والتعدي على العاملات بالضرب لولا تدخل صاحب العقار المسلم، الذي منعهم من إشعال النيران في محل الكوافير .
ـ مهاجمة محل اتصالات يملكه مسيحي يدعى سامي ميلاد، ومحل أخر يملكه مسيحي آخر يدعى ماهر نجيب .