من أين تحصل القاعدة على الأموال؟

عمّ تبحث القاعدة في السعودية بعد رحيل الأميركيين؟

الصحف السعودية تشيد بالإنجاز الأمني الذي أسقط 520 إرهابيا

إعتقال 700 إسلامي خططوا لتنفيذ اعتداءات ضد منشآت نفطية

دراسة: السعودية ضمن الوجهات الأكثر إقبالا للعمل عالميا

كتب ـ نبيل شرف الدين : جاء إعلان القبض على المجموعة الأخيرة التي تضم مئات الجهاديين، المتهمين بالتآمر والتخطيط لاستهداف عدة منشآت نفطية واقتصادية وأمنية سعودية، لتؤكد أن تنظيم quot;القاعدةquot; ما زال يسعى بضراوة كلما أتته الفرصة لتنفيذ عملية كبرى، من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، وبلدان الخليج، مستعينًا في ذلك بكافة المعطيات التي تتوافر لديه بدءًا من التسهيلات القانونية الممنوحة للحجاج والمعتمرين، وصولاً إلى استغلال ثورة الاتصالات والمعلوماتية لتسهيل التواصل بين العناصر التي جرى استقطابها بخطاب تحريضي، يمتلك القدرة على إعادة إنتاج نفسه، ما دامت منابعه الفكرية والمالية قائمة، وبنيته الاتصالية تعمل وفق آليات متطورة كالإنترنت وهواتف الستالايت وغيرها.

ولا يختلف أحد على الثقل الجيواستراتيجي الذي تتمع به السعودية إقليميًا، فهي quot;دولة قرارquot; في المنطقة ولها تأثيرها الواضح في العالمين العربي والاسلامي، وبالتالي فإن ما يجري فيها ليس بالضرورة شأنًا داخليًا، لأنه ينعكس بشكل أو آخر على المنطقة، بل وعلى كافة بلدان العالم الإسلامي، وخاصة ما يتعلق منه بالمفاهيم الدينية التي يسعى المتطرفون لترويجها في صفوف الشباب المسلم، ومن هنا تأتي أهمية محاصرة هذا التيار الجهادي الراديكالي في السعودية ومصر على نحو خاص، لأن هاتين الدولتين، تصنفان عادة باعتبارهما منصتين لإطلاق الأفكار والرؤى في كافة مكونات الثقافة السائدة في المنطقة .

ومنذ العام rlm;1991، وحتى الآن ما زالت فلول جماعات العنف والتطرف الديني تستهدف السعودية، ويتفاوت تصاعد حدتها بين نجاحها في ضرب أهداف بالفعل كما حدث في العام rlm;2003،rlm; وفشلها على النحو الذي أعلن عنه أخيرًا حين تمكنت أجهزة الأمن السعودية من القبض على مئات العناصر من السعوديين والمقيمين في المملكة، الذين كانوا يخططون لضرب منشآت نفطية، كما تمكنت قوات الأمن من ضبط أسلحة وذخائر ومبالغ مالية ومستندات قال بيان رسمي سعودي إنها تفصح عن دعم مالي للأنشطة الإرهابية .

السعودية .. لماذا ؟

وعلى الرغم مما يذهب إليه المراقبون لأنشطة المنظمات الإسلامية الجهادية من أن نشاط هذه الجماعات في المملكة العربية السعودية باتت تشهد مراحلها الأخيرةrlm;،rlm; غير أن هناك حزمة من العناصر والاستنتاجات التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار، لدى التعاطي مع ملف التنظيمات الجهادية الراديكالية ، ويمكن أن نوجزها هنا على النحو التالي :

ـ إن هذه الجماعات تستهدف تجنيد الشباب من صغار السن، ومحدودي التعليم والثقافة،rlm; ولعل قراءة إحصائية للظروف الاجتماعية لهؤلاء المتورطين في الانضواء تحت راية هذه التنظيمات السرية، يمكن أن تفصح عن عدة عوامل تؤخذ في الاعتبار لدى صانع القرارين السياسي والأمني، فالأمن ليس مجرد عمليات ملاحقة لعصابات إجرامية فحسب، بل يمتد دورة إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال تجفيف منابع العنصر البشري وهو الأكثر خطورة في أسلحة المنظمات الإرهابية عموماً .

ـ من الملاحظ أن هذه العناصر من الأعضاء المنخرطين في التنظيمات الجهادية المسلحة، تعرضوا ـ وما زالوا يتعرضون ـ لجرعات مكثفة من الحشد الفكري من قبل بعض منظري الحركات المتطرفةrlm;,rlm; وهنا تجدر الإشارة إلى تلك الدراسة المسمومة التي أطلقوا عليها (إدارة التوحش)، والتي ضبطت بحوزة هذه المجموعة الأكبر من نوعها، والتي تشير لحجم المغالطات التحريضية، سعياً لتشكيك هؤلاء الشباب المتورطين في الانضواء فكرياً تحت لواء هذه التنظيمات، من خلال في الطعن في العلماء، والتشكيك في الثوابت وإثارة العواطف باستخدام صور من معاناة المسلمين في بقاع شتى من العالم، لإقناع المتلقين بأن الحل يكمن في تأييد ممارسات المنظمات الجهادية المسلحة، التي تنشط على الصعيد الدولي كالقاعدة .

العوامل الخارجية

ـ العامل الخارجي يؤدي دورًا بالغ الخطورة، وهذا يتضح في عدة صور، منها مثلاً ما ورد في بيان الرسمي السعودي من أن بين الموقوفين عدداً كبيراً من العناصر غير السعودية، فضلاً عن استهداف فئات شابة وبعثهم إلى الخارج للتدريب ومن ثم إيصالهم إلى المناطق المضطربة حيث أخذوا على عاتقهم تمويل تلك الأنشطة والتخطيط للاستفادة من هؤلاء المستهدفين في إثارة القلاقل في الداخل بعد عودتهم للمملكة .

ـ وهنا تجدر الإشارة إلى فئات العائدين من تلك المناطق المتوترة التي تنشط فيها المنظمات الراديكالية كالعراق وأفغانستان وهما في مقدمة الدول التي سافر إليها الكثير من هؤلاء الشباب، ويلي ذلك باكستان وكشمير والشيشان,rlm; وتعاطفت هذه الفئة مع القضايا الاسلامية هناك، ثم جرى تدريبهم على فنون القتال المعروفة باسم quot;حرب المدنquot;، وإعادة تصديرهم إلى بلدان المنطقة وفي صدارتها العربية السعودية .

ـ يلعب التمويل عاملاً بالغ الخطورة في دعم الأنشطة الإرهابية، ومن هنا تأتي أهمية تجفيف المنابع المالية، وضبط حركة الأموال من وإلى المملكة، ولعل هذا ما أشار إليه المصدر الأمني السعودي في البيان بقوله quot;إنه قد أتضح من خلال المتابعة الأمنية شروعهم في نشر الفكر التكفيري ضمن الأوساط التي يختلطون بها وقيامهم بجمع التبرعات وإرسالها للخارج بطرق غير نظامية، وضبطت مع أحدهم الذي يتزعم هذه الخلية رسالة من أيمن الظواهري يحثه فيها على جمع الأموال وأنه سيقوم بتوفير الأفراد له من خلال من أسماهم بالمجاهدين، حيث سيفدون من العراق وأفغانستان والشمال الأفريقي لاستهداف المنشآت النفطية ومقاتلة قوات الأمن ، وقد شرعوا فعلاً بالتخطيط لاستهداف منشأة نفطية وأخرى أمنية بسيارات مفخخة وغيرها .

ـ وأخيراً تأتي لعبة الالتفاف على التسهيلات الممنوحة للحجاج والمعتمرين، والعمل على الاستفادة منها، وهو ما أوضحه المصدر الأمني من توصل التحقيقات إلى أن هذه الخلايا الإرهابية سعت إلى استهداف المنشآت الاقتصادية بالمملكة من خلال سهولة حركة الحجاج والمعتمرين، في ظل إجراءات ميسرة الأمر، وهو مأزق حقيقي، فتشديد الإجراءات على ملايين الحجاج والمعتمرين أمر قد تكون له نتائج سلبية، لا سيما أن كثيرين منهم من كبار السن والمرضى، كما أن التسهيلات تسهم في التفاف الخلايا المتطرفة عليها، على النحو الذي ربما يسهل عمليات توصيل الأموال والتكليفات الحركية وغير ذلك من الأدوات المهمة في العمل السري التخريبي.