اعتقال مفجر مرقدي سامراء واستعادة مقتنياتهما المسروقة
المالكي: معركتنا الحاسمة مع القاعدة ستكون في الموصل
أسامة مهدي من لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قادة وضباط القوات المسلحة من محاولات يقوم بها تنظيم القاعدة للعودة الى بغداد داعيا الى اجراءات عسكرية واستخبارية جديدة تمنع ذلك مؤكدا ان المعركة الفاصلة ضد القاعدة ستكون في مدينة الموصل بعد ان هرب مسلحيها من انحاء البلاد اليها واشار الى ان القوات العراقية ستتسلم كامل الملف الامني في البلاد خلال النصف الاول من العام الحالي مشددا على دعم مجالس الصحوات والدفاع عن عناصرها الذين اصبحوا مستهدفين من انصار النظام السابق والقاعدة .
وقال المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة في كلمه لدى اجتماعه بقادة وضباط خطة فرض القانون في بغداد اليوم وبعث مكتبه بنص تسجيلها الصوتي الى quot; ايلاف quot; ان العراق عاش حربا طائفية لكنه انتصر في عملية افشالها . واشار الى ان العراقيين بدأوا في بغداد منذ تنفيذ خطة امنها في شباط (فبراير) من العام الماضي يستعيدون حياتهم اليومية فيها وعادوا الى تألفهم ومحبتهم بعد ان فشلت الفتنة الطائفية التي كادت البلاد ان تنزلق فيها .
واضاف انه بجهود القوات المسلحة فقد تم استعادة بغداد من الارهابيين وبدات تنهض من كبوتها لتصل الى مكانتها اللائقة بها حضاريا وتاريخيا . وحذر من ان تنظيم القاعدة يحاول بشتى الوسائل العودة الى بغداد التي طرد منها . وقال ان هناك رهان من القاعدة والخارجين على القانون لاعادة الفوضى الى بغداد .. ودعا القادة الى الحيطة والحذر واتخاذ اجراءات استخبارية وعسكرية جديدة فاعلة لاحباط هذه المحاولات .
لكنه حذر القادة من ان quot;العدوquot; قد يتلون بالوان شتى من اجل زعزعة الامن مجددا .. وخاطبهم قائلا quot; العراق عهدة بايديكم وعليكم الانتقال من ملاحقة العدو الى الاعمار والبناءquot; . واوضح انه مثلما ان الارهاب يشكل خطرا على البناء الى ان الخطر الاخر الذي يجب كسر شوكته ايضا هو الفساد المالي والاداري والتلاعب بالمال العام . واشار الى ان القوات المسلحة حققت المصالحة الوطنية قبل غيرها من مكونات الشعب العراقي من خلال التعامل بالتساوي بين افرادها والتصدي للارهاب مهما كان لونه وانتماءه .
واشاد المالكي بالدور الذي تلعبه مجالس الصحوات في الحفاظ على الامن خاصا بالذكر مجلسي محافظتي الانبار وديالى . وقال ان لهذه المجالس حق على الدولة في منع الاساءة لافرادها وحمايتهم واستيعابهم بعد ان اصبحوا هدفا للقاعدة ولانصار النظام السابق .
واكد ضرورة الالتفات الان الى تحقيق الامن في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) . وقال ان المعركة الحاسمة مع القاعدة ستكون مع القاعدة التي هربت الى هذه المدينة بعد طردها من المحافظات الاخرى .
وفي وقت سابق اليوم قالت القوات الاميركية في بيان عسكري الى quot;ايلافquot; ان اكثر من 40 هدفا للقاعدة قد تم قصفها بعد ان قامت غارات جوية دقيقة بتدمير اوكارها في منطقة عرب جبور جنوب بغداد . واوضحت انه تم القاء ثمانية وثلاثين قنبلة اثناء الدقائق العشر الاولى وكان وزنها الاجمالي قد بلغ 40,000باوندا. واشارت الى ان هذه الغارات الجوية الدقيقة هي اسناد لعملية شبح العنقاء التي تطلبت تخطيطا شاملا من قبل القوات الاميركية الجوية والاخرى الارضية من اجل منع الاضرار بالأمن ومنع استخدام المنطقة من اجل شن الهجمات على بغداد او ضد قوات التحالف. واكدت quot; قامت طائرتان نوع بي 1 واربع طائرات مقاتلة نوع اف 16 بتوجيه القنابل على ثلاث مناطق مستهدفة. حيث قامت قاصفتا البي 1 بتوجيه الضربتين الاوليتين ثم تلتهما طائرات ال اف 16quot; .
وشدد المالكي بالقول ان التحديات مازالت موجودة لكنه في مقابل ذلك اصبح للعراق قوات مقتدرة وفاعلة ومسلحة ومنضبطة من الجيش والشرطة . واشار الى ان هذا سيسهل مهمة استلام الملف الامني في جميع انحاء البلاد خلال النصف الاول من العام الحالي . ودعا القادة الى التضامن والتعاون وسد اي ثغرات يحاول الاعداء التسلل منها بالترافق مع الالتزام بحقوق الانسان في العمليات المسلحة .
ودعا القوات المسلحة الى الارتقاء بمستوى الجهود الاستخبارية وتفعيلها من اجل شد الخناق على الخارجين على القانون والبؤر المعادية التي تتشكل مجددا من اجل استنزافها وتفكيكها وقطع امدادات وجودها اضافة الى كسب ثقة المواطنين ودفعهم للتعاون مع القوات المسلحة لمتابعة نشاط الارهابيين محذرا من ان اي تداعيات تحصل في هذا المجال ستسبب هزيمة للمقاتلين ثم للمواطنين . وشدد على ضرورة الاهتمام بالتدريب والاعداد والضبط والتقيد بالتعليمات واصدارها وتنفيذها .
واكد المالكي اهمية الاهتمام بنزاهة القادة والامرين وقال ان قتال الفساد يتوازى في اهميته مع التصدي للارهاب . ودعا الى معالجة الممارسات غير الشرعية لبعض السيطرات العسكرية التي تقوم بابتزاز المواطنين عن طريق اخذ الرشاوى او استبدال السلاح او تسهيل عبور السيارات او الارهابيين عبر نقاطها . وطالب المالكي القوات المسلحة بتسهيل عودة النازحين الى مساكنهم الاصلية مشيرا الى العودة المعاكسة للعراقيين الى بلدهم من الخارج .
اعتقال مفجر مرقدي سامراء واستعادة مقتنياتهما المسروقة
هذا وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم إن وزارة الداخلية اعتقلت أفراد عصابة كان بحوزتهم مقتنيات ثمينة تعود إلى مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء قبل محاولتهم تهريبها الى خارج العراق حيث كان الرأس المدبر للتفجير الثاني للمرقدين ضمن المقبوض عليهم.
وقال الدباغ أن وزارة الداخلية تمكنت من وضع يدها على المقتنيات والآثار الثمينة التي تعود إلى المرقدين الشريفين في مدينة سامراء (110 كم شمال غرب بغداد) . واوضح ان المقتنيات المضبوطة quot;تشمل النفائس الثمينة وهي النسخة من المصحف الشريف ودروع وسيوف تشكل قيمة تاريخية وفنية عاليةquot; كما نقلت عنه وكالة اصوات العراق . واشار الدباغ إلى أنه نتيجة quot; العمل المتواصل والدؤوب لوزارة الداخلية ومن خلال متابعة مجموعة من العصابات الشريرة تمكنت قوات الأمن من إحباط عملية التهريب لهذه المقتنيات الثمينةquot; إلى خارج العراق. ولم يحدد المتحدث باسم الحكومة تاريخ اعتقال أفراد العصابة أو عددهم كما لم يكشف عن الجهة أو الدولة التي كان سيهربون إليها المقتنيات.
وتضم المدينة واحدا من أربعة مراقد شيعية رئيسية في العراق حيث يوجد بها مرقدي إمامين من الأئمة الإثني عشر لدى المسلمين الشيعة هما الإمامين: علي الهادي وحسن العسكري. من جانبها قالت قناة العراقية الرسمية إن قوات الأمن العراقية تمكنت من القبض على quot;الرأس المدبرquot; للتفجير الثاني لمرقد الإمامين العسكريين، والذي وقع في حزيران/ يونيو من العام 2007 .
ونقلت القناة عن قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح، قوله إن قوات الأمن ألقت القبض على محمود دهوي الذي وصفه بأنه quot;الرأس المدبر لتفجير منارتي مرقد الإمامين الهادي والعسكري، في المرة الثانية.quot; واضاف أنه تم العثور مع المتهم quot;على العديد من المقتنيات وآثار ثمينة تعود إلى للمرقدين الشريفين، تشمل نسخة من المصحف الشريف ودروع وسيوف.quot; وقامت القناة بعرض المتهم، والمقتنيات التي كانت بحوزته.
وشيد مرقد الإمامين العسكريين خلال القرنين العاشر والحادي عشر ونسفت القبة الذهبية للمرقد وارتفاعها 68 مترا في التفجير الأول الذي استهدفه في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) عام 2006 ما أدى إلى إندلاع موجة واسعة من العنف الطائفي عمت محافظات العراق الوسطى والعاصمة بغداد. ثم دمر الإنفجار الثاني في حزيران (يونيو) عام 2007 ما تبقى من المئذنتين الذهبيتين للمرقد.
وكانت الحكومة العراقية وقعت عقدا قبل خمسة أشهر مع شركة تركية للقيام بالمرحلة الأولى من إعادة إعمار مرقد العسكريين في سامراء وكان من المفترض أن يبدأ الشركة عملها بعد نهاية شهر رمضان الماضي.
التعليقات