أكد أنها تسعى لخلق ثغرات أمنية وتنفيذ أعمال تخريبية أخرى
المالكي يدعو القوات لإبقاء الأيدي على الزناد لمواجهة ثغرات القاعدة
أسامة مهدي من لندن : حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القوات المسلحة من الغفلة والتراخي في مواجهة تنظيم القاعدة وأنصار النظام السابق داعيا الى إبقاء الأيدي على الزناد حاملة السلاح في مواجهة محاولات تبذلها القاعدة لايجاد ثغرات أمنية وتنفيذ عمليات ارهابية تخريبية أخرى وأكد أن نجاح خطة فرض القانون في بغداد التي تمر الان ذكرى انطلاقتها الاولى قد دفع بعملية المصالحة الوطنية الى الأمام .. فيما أعلن الناطق باسم الخطة اللواء قاسم عطا الموسوي أن نتائجها أسفرت عن قتل 757 إرهابيا واستشهاد 544 عسكريا و1917 مدنيا عراقيا .
واضاف المالكي خلال اجتماع مع قادة وضباط خطة فرض القانون في بغداد اليوم لمناسبة الذكرى الاولى لانطلاقها أن الجنود العراقيين حققوا انتصارا كبيرا على الإرهاب الذي تقوده القاعدة وأنصار النظام السابق من خلال تخليهم عن انتماءاتهم السياسية والطائفية لصالح الوطن حيث قدموا دعما كبيرا للمصالحة الوطنية ولعمليات بدء تقديم الخدمات واكدوا التعايش السلمي بين العراقيين في وطن واحد . وخاطب ضباط وجنود الخطة قائلا quot; مرحى لكم أيها الغيارى والبواسل ايها الشجعان لقد كنتم في حين انطلاق خطة فرض القانون تشهدون حالة البؤس الذي يخيم على العراق بسبب العنف والإرهاب الذي تقوده القاعدة لقد انطلقتم في أجواء اليأس وحملتم العراق على أكفكم وهذا شرف عظيم لنا جميعا للدفاع عن العراق الذي يريد له أن يتمزق ويريد للشعب ان ينهزم فيه وتنهزم فيه كل العناصر الخيرة الذي عرف بها الشعب العراقيquot; .
واشار الى ان التحديات التي واجهت الخطة quot;لم تكن بسيطة بل كانت ضخمة وهائلة اشترك فيها مختلف الاطراف من الخارج والداخل واخطر ما كنا نواجه هو ما قامت به القاعدة من اثارة اجواء الفتنة الطائفية ولكن ما يستحق الذكر والشكر انكم سموتم على الطائفية لم تكونوا جزءا من آلياتها وانما احبطتم هذه الفتنة وخمدت كل النار التي كانت تقف خلفها او الرهانات التي كانت تنطلق عليها وليس سهلا على قائد ميداني وعلى جندي وشرطي مقاتل او امر ان ينسلخ من كل الانتماءات ويبقى انتماء الوطن دفعته لمقاتلة الغريب والبعيد من اجل العراق وكرامة العراقيين واستقرار هذا البلدquot; .
وعن الاجواء التي انطلقت فيها خطة فرض القانون في مثل هذه الايام من العام الماضي قال رئيس الوزراء العراقي quot; كانت الاجواء مكفهرة وكان اليأس يخيم على الكثير من الناس حتى هجروا ارضهم وديارهم وكان البعض يقول ان العراق قد انطلقت به الحرب الاهلية ولم يكن يقف بوجه هذه التحديات الا الابطال الذين يصمدون بوجه هذه التحديات لقد كنتم ترون بعيدا حينما صممتم على المنازلة وكان الله معنا في هذه الحرب ضد هذه الفتنة التي تقودها القاعدةquot; . واضاف ان quot;من حقنا وحق العالم ان يتكلم عن ضرورة شن حرب كونية على هذا الفكر الهدام وعلى تنظيمات القاعدة وعلى ثقافة العنف والارهاب من اجل ثقافة السلام والمحبة والتعايش والحوار وقد كنتم روادا في ذلك ومن حقنا ان نفتخر ايها الاخوة باننا اصبحنا والحمدلله نحن نقاتل العدو في ميادين القتال تلقى المزيد من التخريب لكل مؤسسات البلد كنتم وانتم تقاتلون في الميدان تبنون لاخوانكم في العملية السياسية المفاصل الاخرى لاستكمال عملية البناءquot; .
واشاد المالكي بوزيري الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني quot; للجهود التي بذلوها ومعهم كل القادة في هاتين الوزارتين واستطاعوا ان يبنوا جيشا عراقيا حقيقيا وشرطة عراقية حقيقية بعدما كانت مرتعا للصراعات السياسية وهذا نجاح كبير لايمكن ان يتحقق الا في ظل الظروف الهادئة وقد تحقق ذلك في ظل التحديات نقاتل في الميدان ونبني في إطار قواتنا المسلحةquot; . وقال ان نجاح الخطة هيأ الارضية المناسبة من اجل انطلاق العملية السياسية وبنائها وترميمها ومراجعة الكثيرمن القوى السياسية التي اتخذت سابقا على خلفية التردي الذي كان موجودا سابقا نعم نجاحاتكم في الميدان اعطت رسالة قوة الى السياسيين ان يلتحموا مرة اخرى ان يبنوا العراق كما بناه ابناء القوات المسلحة من الجيش والشرطة . وشدد بالقول quot; ان العراق لن يستقر الا بنظام سياسي يقوم على اساس الدستور والمشاركة بين مختلف مكونات الشعب العراقي ونجاحات خطة فرض القانون التي اقف بكل تقدير واحترام لقائد خطة فرض القانون الفريق اول عبود كنبر التي كانت معه هيئة الركن وبذلوا جهودا لم تكن هينة لانهم انطلقوا من الصفر لكن لاخلاصهم ووقوف كل الاجهزة معهم استطاعوا ان يحققوا الانتصار حينما تعاملوا بمهنية عالية وابتعدوا عن التدخلات السياسية و اشكرهم لانهم لم يسمحوا بتسييس العملية الامنية وكل القوى السياسية التي احترمت مهنية المقاتل في الميدان ووقفت داعمة لهquot; .
وقدم المالكي الشكر للقوات المتعددة الجنسيات وقائدها الجنرال باتريوس والضباط والقيادات التي معه والقوات التي جاءت من الدول الصديقة .. وقال quot;شكرا لهم لموقفهم معنا في مواجهة الارهاب وعلينا ان نفكر كيف نلاحق الارهاب في مختلف مناطق العالم وكانت تجربة قوية ناجحة في ملاحقة الارهابيين هذا دليل اصطفاف الجميع في معركة واحدة لحسم موقف فكر هدام ارهابي قاتل وهو تنظيم القاعدة الذي تسبب في مزيد من الخروج عن القانون وتشكيل المزيد من الميليشيات التي لم تكن اقل خطرا على الوحدة الوطنيةquot; .
واشار الى ان خطة فرض القانون انطلقت في وقت كانت تواجه فيه المصالحة الوطنية ظروفا صعبة وقال quot;كنا نتحدث عن خطة فرض القانون ويتحدث البعض عن خطة خرق القانون كنا نتحدث عن المصالحة الوطنية ويتحدث الاخر ضد هذا المفهوم جهلا .. ومع ذلك علينا ان نتصالح مع انفسنا مع اخواننا ومع ابناء العراق وقد كان اصرارنا على إنجاح المصالحة الوطنية افضل داعم لإنجاح خطة فرض القانون عبر المؤتمرات التي شملت كل مكونات الشعب العراقي السياسية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني واشاعة ثقافة الحوار والتسامح وجو الادانة للفكر الارهابي الطائفي الهدام وقد نجحت المصالحة الوطنية وافضل نجاحاتها ان ابناء قواتنا المسلحة كانوا يتعايشون كتفا الى كتف في الميدان ودمائهم كانت تنزفمعا وهذا قمة النجاح للمصالحة الوطنية كما نجحت المصالحة الوطنية في ايجاد جسور مودة والعلاقة التي كانت قائمة بين ابناء الشعب العراقي والتي اريد لها ان تتكسر هذه الجسور لقد عادوا مرة اخرى وتعايشوا ابناء وطن واحد يجمعهم هذا العنوان الكبير للانتماء والشراكة في الوطن وفي المسؤولية لقد تمت هذه العملية بنجاح كامل وفرضت نفسها حتى على القيادات السياسية وهذا قمة النجاحquot; . ودعا المواطنين لكي يأخذوا دورا أساسيا في خطة فرض القانون دعما وتأييدا واسنادا واخبارا وتعاونا للقوات المسلحة في ملاحقة الارهاب والقاعدة والخارجين عن القانون .. واكد انه لو quot;لم يكن هذا الموقف الشجاع من ابناء الشعب العراقي الذي ارتفع عن الطائفية وعن الحسابات الجزئية لكانت ظروف قواتنا المسلحة وخطة فرض القانون صعبةquot; . واضاف ان نجاح خطة فرض القانون قد مكن الدولة من التوجه الى الاعمار والبناء وتنمية الاقتصاد وتوفير الخدمات للمواطنين الذين حرموا منها بالاعمال الاجرامية التي كانت تستهدف كل المؤسسات الخدمية التي توفر الراحة والرفاهية للمواطنين .
وحذر المالكي من أن هذا لايعني الركون الى الغفلة وشدد بالقول quot; ينبغي أن تبقى ايدينا على السلاح والزناد وان تستمر عملية تثبيت النصر وتثبيت النجاحات وأعتقد ان كل قياداتنا المسلحة تعي هذه المهمة الخطرة وان العدو لابد أن يفكر بأعمال اخرى لعله يحدث ثغرة هنا او هناك ولكن بهذه الإرادة الصلبة والتماسك ومسك الارض والملاحقة وتفعيل الجانب الاستخباري الذي يعتمد على الجهد الاستخباري وجهد المواطنين في ملاحقة هذه الاوكار وهؤلاء المجرمين والتقاطهم وتخريب كل المؤسسات التحتية لتنظيمات القاعدة والحمد لله قد حطمنا خلايا القاعدة وتفكيكها وملاحقتها واصبحت مطاردة حينما انتصرنا في بغداد كان الانتصار مقدمة للانتصار في كل المحافظاتquot; . واضاف انه اليوم فان quot;قواتنا تخوض معركة وملاحقة كبيرة للخارجين عن القانون في المحافظة العزيزة نينوى وانا كلي ثقة بقيادة عمليات نينوى ومن معهم من ضباط ومراتب وجنود والمواطنين من ابناء هذه المحافظة وسوف ينتصرون على هذه التنظيمات المهزومةquot; .
واشاد بالقوى السياسية التي وقفت بقوة وحزم لخطة فرض القانون ودافعت عنها من كل الاتهامات التي وجهت اليها وتحملوا ضريبة الموقف كما وقفوا الى جنب المقاتل لانه يريد أن يسمع الى من يقف الى جنبه ويحتضنه واضاف quot;شكرا لكل المواطنين الذين وقفوا الى جانبنا ولكل المؤسسات مؤسسات المجتمع المدني وشكرا جزيلا وعرفانا بالجميل لكل رجال الدين والعلماء والمراجع الذين وقفوا الى جنبنا من هذا الخطر الدائم من الارهابquot; .
واوضح ان النجاح الامني ساعد الحكومة على التحرك في كل الاتجاهات .. الاتجاه السياسي والخدمي والاستثماري في مجال العلاقات الخارجية مؤكدا ان المفتاح الذهبي لكل الانتصارات هو الامن .. وقال في الختام quot; اقف وقفة خاصة لاحيي بها ارواح الشهداء الذين سقطوا من ابنائنا من قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة واجهزة الامن وكل المواطنين الذين استشهدوا على يد عصابات الارهاب والقاعدة والميليشيات والخارجين عن القانون اقف اجلالا واحتراما الى ارواحهم الطاهرة واتمنى ان يكرموا بما يستحقون من تكريم لان دماءهم هي التي اهلتنا لهذا النجاح وكانت جسرا لنا حينما ضحوا بارواحهم من اجل بلدهم ومن اجل شعبهم والشكر الجزيل لعوائل الشهداء من ابناء قواتنا المسلحة بانهم كانوا الشركاء الحقيقيين في معركة الانتصار ضد الباطل والقاعدة والخارجين عن القانون شكرا لكم جميعاquot; .
وكان المالكي قام قبل ذلك بوضع اكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول في وسط العاصمة العراقية وقرأ سورة الفاتحة على ارواح شهداء القوات المسلحة بحضور وزيري الداخلية والدفاع وعدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين.
.. والناطق باسم خطة فرض القانون يكشف نتائج عام من عملياتها
ومن جهته كشف الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا الموسوي عن أرقام وإحصائيات خطة فرض القانون لمدة عام على انطلاقها مؤكدا أن القوات العراقية تمكنت خلال عام من قتل 757 إرهابيا وإلقاء القبض على 5573 آخرين واعتقال 6676 مشتبها فيهم وتحرير 565 شخصا. واضاف ان خبراء المتفجرات في وزارتي الداخلية والدفاع تمكنوا من ابطال مفعول 182 سيارة مفخخة و3389 عبوة ناسفة وضبط 1136 سيارة لاتحمل اوراقا اصولية. واشار الى استشهاد 1917 مدنيا وجرح 4620 اخرين واستشهاد 544 من افراد وزارتي الداخلية والدفاع وجرح 3455 اخرين كما ابلغ الوكالة الوطنية العراقية للانباء. وقالإن 238 سيارة مفخخة انفجرت خلال عام على تطبيق خطة فرض القانون اضافة الى انفجار 1296 عبوة ناسفة واغتيال 136 شخصا حسب ما مسجل لدى قيادة عمليات بغداد . واوضح ان القيادة سجلت 133 حالة اختطاف والعثور على 1221 جثة مجهولة الهوية وسقوط 1624 قذيفة هاون في اماكن متفرقة من بغداد فضلا عن سقوط 962 صاروخا مختلف الاحجامquot;.
واكد عطا من جهة اخرى أن خطة بغداد الامنية مستمرة لتطهير العاصمة العراقية مما تبقى من الجيوب الارهابية . وقال quot;نعتبر ما حققناه شيئا مهما. لكن الخطة لم تنته لحد الان لا زالت مستمرةquot;. واكد انه quot;لدينا خطة مستقبلية لتطهير ما تبقى من الجيوب الارهابيةquot;. واضاف quot;نعمل على تفعيل الجانب الخدمي وعودة العائلات المهجرة ودراسة ما بعد التمردquot; مؤكدا ان quot;خطتنا مستمرة لعام 2008 quot;.
وانطلقت الخطة الامنية في الرابع عشر من شباط (فبراير) عام 2007 بتجنيد آلاف من رجال الشرطة والجيش المدعومين بالجيش الاميركي. وبعد سنة انخفض عدد اعمال العنف والانفجارات في بغداد التي لم تخل تماما من الاعتداءات بعد ان كانت الشوارع ساحة معارك بين المقاتلين وقوات الامن.
واشادت الحكومة العراقية بالخطة في اطار تراجع اعمال العنف في البلاد بشكل عام حيث انخفض عدد العراقيين الذين قتلوا ما بين مدنيين وعسكريين في كانون الثاني/يناير 2008 الى 541 مقابل 2087 في الشهر نفسه من السنة الماضية. كما اكد مسؤولون اميركيون وعراقيون ان عدد الهجمات في العراق انخفض بنحو 62% منذ حزيران (يونيو) الماضي.
وتزامن انطلاق هذه الخطة العراقية التي اعادت الهدوء الى إحياء هجرها السكان في حين كان اخرون لا يتجرأون على الخروج من منازلهم مع القرار الاميركي ارسال تعزيزات عسكرية. وفي الوقت نفسه تم تعزيز عديد القوات الاميركية بثلاثين الف جندي اضافي ليبلغ عددهم 160 الف رجل وامراة منتشرين في العراق.
وشدد عطا على ان الخطة quot;حققت نتائج باهرة على ارض الواقع وكان أهمها منع انزلاق البلاد الى الحرب الاهلية ومحاصرة اوكار الارهابيين داخل العاصمة وملاحقة فلولهم وقتل العديد منهم وإلقاء القبض على آلاف آخرين خلال العمليات المشتركة مع القوات متعددة الجنسيات . وقال إنه quot;ما تزال تنتظرنا مهام اخرى مثل تطهير بعض المناطق من اوكار المسلحين لاعادة الخدمات اليها وهذا الامر سيشجع المهجرين الاخرين على العودةquot; إلى منازلهم، وأكد عطا أن quot;الوضع المتدهور الذي شهدته بغداد خلال اشهر الازمة الطائفية لن يعود ابدا الى ما كان عليه بعد الاستقرار الذي لمسه الجميعquot;، على حد تعبيره وأكد المسؤول العسكري أن quot;مديرية مكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الدفاع العراقية نصبت اجهزة كشف المتفجرات في مداخل العاصمة وعدد من اهم مناطقها وقد اسهمت بكشف العديد من السيارات والاليات المفخخة او تلك التي يتم بواسطتها نقل العبوات الناسفة والمواد التفجيريةquot; .. مشيرا الى خطط لزيادة عددها من خلال توقيع عقود استيرادية جديدة .
التعليقات