وابقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على حالة التأهب القصوى التي اعلنتها في القدس عقب العملية ونشرت اعدادا كبيرة من الشرطة وحرس الحدود بالاضافة الى اغلاق الضفة الغربية وتشديد الحصار عليها. كذلك انتشر عناصر الشرطة الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى المبارك ومنعت سلطات الاحتلال المصلين من الرجال الذين تقل اعمارهم عن 45 عاما من الوصول الى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
وكان اخفق مجلس الامن الدولي في استصدار بيان يدين فيه الهجوم لاصرار اربعة من اعضائه على تضمين البيان ادانة موازية للهجمات الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة. واعرب رئيس الدورة الحالية لمجلس الامن الدولي المندوب الروسي فيتالي تشوركين للصحافيين عن اسفه لعدم استطاعة اعضاء مجلس الامن الدولي الاتفاق على نص البيان الذي كان quot;سيدين جميع الهجمات الارهابية غير المبررة والدعوة الى وقفها حالاquot;. وقال ان بعض اعضاء مجلس الامن الدولي كانوا يريدون التركيز في هذا البيان على ادانة الهجوم الذي استهدف الليلة الماضية مدرسة دينية يهودية في القدس الغربية في حين فئة اخرى من الاعضاء فضلت ان يأخذ وجهة نظر واسعة لما يحصل في المنطقة.
واكد انه حاول بصفته رئيسا لمجلس الامن تضييق الخلافات بين الاعضاء ومد الجسور من خلال تضمين البيان قلق مجلس الامن واسفه من خسائر العشرات من المدنيين في الصراع العربي - الاسرائيلي ارواحهم ومن ثم الانتقال الى ادانة هذا الهجوم الا انه فشل في ايجاد اتفاق كما صرح.
وكانت كل من ليبيا واندونيسيا وجنوب افريقيا وفيتنام التي كانت تحاول منذ السبت الماضي ان يصدر مجلس الامن الدولي قرارا حول العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة في قطاع غزة التي حصدت ارواح العشرات من المدنيين الفلسطينيين قد اصرت ان يدين البيان هذه العملية والهجوم المسلح على المدرسة الدينية اليهودية بصورة متساوية. وعند سؤاله ما اذا كانت العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة تستحق الادانة علق مؤكدا quot;نعم نعم اؤكد هذا ولدينا في مجلس الامن الدولي سجل نؤكد فيه قلقنا حول ما يحدث في الاراضي الفلسطينية ولكن نحن نعتقد ان بعض الامور هي اعمال ارهابية واضحة ويجب ادانتهاquot;. وجدد تشوركين اسفه في اخفاق مجلس الامن الدولي في استصدار بيان يدين هذا الهجوم المسلح في القدس الغربية الذي اعتبره quot;عملا مشينا يستحق الادانةquot;.
من جانبه اعرب المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة دان غليرمان عن اخفاق مجلس الامن الدولي في ادانة الهجوم المسلح الذي اسفر عن مقتل ثمانية اسرائيليين وجرح 12 آخرين. وقال تشوركين للصحافيين quot;للاسف هذا ما يحدث عندما يخترق مجلس الامن الدولي من قبل الارهابيين لاسيما من الدولة التي وقفت ضد بيان الادانة وهي الدولة التي تعرف عن الارهاب اكثر من غيرها من الدول في العالم وهي نفس الدولة التي جلبت لكم قضية لوكربي وهي بسببها يطرح هذا السؤال حول مدى شرعية وجودها في مجلس الامن الدولي وفي الامم المتحدة ايضاquot;.
الآلاف في تشييع القتلى
الى ذلك احتشد الآلاف في اسرائيل لتشييع القتلى الثمانية الذين سقطوا يوم الخميس في الهجوم. وافادت التقارير ان الحشد تميز بالحزن والغضب، بينما كان حاخامات يخطبون بالمشيعين وبعضهم من انتقد الحكومة الاسرائيلية. على الصعيد الامني، اعلن الجيش الاسرائيلي حالة التأهب القصوى وانتشرت القوى الامنية وبخاصة في القدس.
سياسيا، دعا نبيل عمر المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استئناف مفاوضات السلام، مشيرا الى ان quot;اسرائيل في حال تريد السلام فعلا فعليها ان تتطلع نحو المفاوضاتquot;. واضاف عمر ان quot;اسرائيل سترد على هذه العملية لانها سبق ان اعلنت ذلك، ولكن ما يجب ان يحصل هو حل المشكلة وليس جعلها اكثر تعقيدا من خلال رد الفعل العسكريquot;. في مجال آخر، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يدين الهجوم الذي استهدف وقتل ثمانية أشخاص اضافة الى منفذ الهجوم.
وأشار السفيران الاميركي والاسرائيلي لدى الأمم المتحدة الى أن سبب الفشل يعود لاعتراض ليبيا على البيان المقترح لمجلس الأمن. وافادت الأنباء ان السفير الليبي في مجلس الامن وعدة سفراء آخرين رفضوا اصدار ادانة عن المجلس الا اذا ترافقت بادانة اسرائيل لقتلها عدد كبير من المدنيين في غزة بينهم اطفال. وقال زلماي خليلزاد السفير الاميركي في الامم المتحدة ان quot;الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الارهابي الذي وقع في المدرسة الدينية اليهودية وستتم مناقشة الامر مع الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي من اجل اتخاذ موقفquot;.
وكان تلفزيون المنار التابع لحزب الله أعلن أن quot;مجموعة الشهيد عماد مغنية وشهداء غزةquot; هي التي نفذت العملية التي أصيب فيها العشرات. ويشير اسم المجموعة الى القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي قتل في انفجار سيارة في دمشق الشهر الماضي واتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله. وقالت السلطات الاسرائيلية إن منفذ العملية هو فلسطيني من القدس الشرقية.
وقال مراسل بي بي سي في القدس، أحمد البديري، إن السلطات الإسرائيلية عثرت على كمية من الأسلحة قالت إنها كانت بحوزة المهاجم الذي قُتل في الحادث. وقال الإسرائيليون إن المسلح تسلل إلى مدرسة quot;ميركاز هاراف ييشيفاquot;، المعروفة محليا باسم مدرسة quot;بيت الربquot;، ودخل الى المكتبة وأخذ يطلق النار من بندقية كلاشنكوف على من كانوا فيها وعددهم حوالي 80 شخصا.
وقال أحد الطلاب في المدرسة إنه تمكن من إطلاق النار مرتين على المهاجم قبل أن تقتله رصاصات أطلقها ضابط إسرائيلي كان خارج الخدمة وذهب الى المدرسة بعد أن سمع صوت إطلاق نار. ثم قامت قوات الشرطة الاسرائيلية بتفتيش المدرسة بحثا عن مهاجم آخر لكن قائد الشرطة في القدس أكد أن الهجوم نفذه مسلح واحد.
خيمة إعتصام مفتوح إحتجاجا على ما يجرى في غزة
وفي سياق آخر افادت مراسلتنا رانية تادرس من عمان ان فعاليات اعتصام مفتوح لحزب جبهة العمل الاسلامي انطلقت منذ يوم أمس في العاصمة الاردنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة والذي يتعرض لهجوم وحصار مستمرين ووضع القائمون على خيمة الاعتصام العلمين الاسرائيلي والاميركي على بوابة الخيمة للدوس عليهما من قبل المشاركين. وافتتح امين عام الحزب زكي بني ارشيد quot;خيمة الاعتصامquot; وقال خلال كلمته quot;ان اندحار قوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة يعتبر quot;انتصاراً جديداًquot; للمقاومة الفلسطينيةquot;.
وحذر من ان quot;تمكين اسرائيل من تنفيذ مجازرها بحق الشعب الفلسطيني يهدد امن المنطقة بأكملهاquot;، معتبرا ان العواصم العربية كافة مستهدفة من النار التي اشعلتها اسرائيل في غزة. واكد بني ارشيد على اهمية quot;دور المقاومة في الوقوف امام العدوان والمجازر الصهيونية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزةquot;، مطالبا بدعمها وquot;تبني خياراتها عوضا عن التمسك بالتسوية كخيار ثبت فشلهquot;.
وهتف المشاركون مطالبين العرب بفك الحصار وفتح المعابر وقطع العلاقات باسرائيل. ورفع على امتداد مبنى مقر الحزب الواقع في منطقة العبدلي وسط العاصمة عمان يافطات تدين وتستنكر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة من ابرزها quot;اعتصام الانصار لاجل الاحرار في غزةquot; فيما رفعت صورة لطفل شهيد كتب عليها quot;اطفئوا محرقة غزةquot;. وعلقت على جدران خيمة الاعتصام صور القتلى، الى جانب مجسمات لصواريخ.
التعليقات