quot;لا حق باعلان الحرب دون الرجوع الى الدولة اللبنانيةquot;
مجدلاني لإيلاف:اسرائيل قد تستغل اي خطوة لتشن الحرب


ريما زهار من بيروت: يعتبر النائب الدكتور عاطف مجدلاني ان اعلان الحرب يعود فقط الى الدولة اللبنانية ولا يحق لاي طرف القيام بذلك من دون الرجوع الى الحكومة، وفي حديث خاص لإيلاف يؤكد ان اسرائيل قد تستغل اي خطوة يقوم بها حزب الله لاعلان الحرب على لبنان تمامًا كما فعلت في سنوات ماضية، ويتطرق الى الحشود الكبيرة التي نزلت الى ساحة الشهداء في 14 شباط الماضي، لافتًا الى تضمنها الكثير من المسيحيين مما يؤكد عودة هؤلاء الى خط 14 آذار بعدما ضللوا بحسب قوله في انتخابات 2005، عن مبادرة الامين العام للجامعة العربية يقول مجدلاني ان هناك قوى لا تريد لها النجاح وتضع في وجهها العراقيل وان قوى 14 آذار ستلجأ الى الشعب في حال فشلت المبادرة العربية، وان الانتخاب بالنصف زائد واحد هو حق شرعي ولا تستعلمه الاكثرية كسلاح في وجه المعارضة، مستنكرًا اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي تحوم بحسب مجدلاني الشبهات حول سبب اغتياله.
وفي ما يلي نص الحوار معه

* بعد مضي 3 اعوام على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نزل جمهور 14 آذار بكثافة الى ساحة الشهداء، كيف تقيّم هذا الامر، وعلى ماذا اكدت هذه الحشود؟
- اعتقد ان الشعب اللبناني ب 14 شباط 2008 اعاد تثبيت تمسكه بمبادئه الوطنية وبالحرية والسيادة والديموقراطية والاستقلال، ومن جهة ثانية فان الشعب اللبناني باكثريته اكد مجددًا ثقته بقوى 14 آذار وقيادييها، والشعب اللبناني اكد مجددًا انه لن يمشي وراء من يريدون اعادة الوصاية الى لبنان، وخيارات اكثرية الشعب اللبناني كانت واضحة ب14 شباط الى جانب قوى 14 آذار.
واللافت كان المشاركة المسيحية الكثيفة.

* على ماذا تدل هذه المشاركة الكثيفة للمسيحيين؟
- يدل الامر على ان هناك فئة من الذين غُرر بهم وضُللوا في انتخابات 2005 ظهرت لها الحقيقة وعادت الى قواعدها السياسية التي تتمثل بقوى 14 آذار وكان هناك مؤشر ايضًا في انتخابات 2007 النيابية الفرعية وتأكد هذا التحول في 14 شباط 2008 عند الجماهير المسيحية.
اليد الممدودة

* كيف تقرأ اليد الممدودة التي اعلنها النائب سعد الحريري في خطابه امام جماهير 14 آذار؟
- اعتقد ان سعد الحريري هو امين على خط والده الشهيد رفيق الحريري الذي كان خط الانفتاح والاعتدال ومد اليد والتفاهم مع الفريق الآخر ومع اي فريق، وكان دائمًا يحاول استيعاب الخلافات بالرأي وكان دائمًا جامع اللبنانيين وليس مفرقًا، ويد سعد الحريري الممدودة ليست فقط منذ 14 شباط 2008 بل منذ اشهر وهو يتحدث عن اليد الممدودة والحوار، ومازالت ممدودة منذ شهور رغم كل الاغتيالات التي قامت بها قوى الارهاب، وكان واضحًا تمامًا بعد اغتيال النائب وليد عيدو، وهذه اليد الممدودة هي يد صادقة وامينة على تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي تريد الخير للبنان ومصلحته وتريد العيش الواحد وعدم المس باتفاق الطائف، والنهضة الحياتية والاجتماعية والاقتصادية.

* في 26 من الشهر الجاري هناك جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية وفي اواخر آذار مؤتمر قمة في دمشق، علمًا ان هناك مشادة عربية حول قضية الازمة اللبنانية، هل نحن ذاهبون الى القمة العربية؟
- بداية هناك دعوة للمجلس النيابي للاجتماع، وللاسف هذه الدعوة متكررة اما في موضوع القمة العربية، فان موقف الدول العربية الاساسية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بانها ترفض المشاركة بقمة عربية لا يكون فيها لبنان ممثل برئيس للجمهورية اللبنانية، واعتقد على النظام السوري التعامل مع هذا الموقف اذا كان يريد اولًا انجاح القمة العربية ومن ثم تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان عبر الايعاز الى حلفائه بتسهيل انتخاب العماد ميشال سليمان الذي تم التوافق عليه، وهو مرشح توافقي وبالاجماع، ومؤسف كلما الاكثرية الشعبية والنيابية قدمت تنازلًا لمصلحة الوطن ولمصلحة الوحدة الوطنية كلما رأينا المعارضة تضع العصي والعراقيل امام انتخاب رئيس للجمهورية، انطلاقًا من هنا نرحب بكل خطوة تسهل عملية انتخاب رئيس للجمهورية لان هذا الاصرار على الفراغ من قبل المحور السوري الايراني والفريق الآخر في لبنان، يشكل خطرًا كبيرًا على الصيغة اللبنانية وعلى الكيان اللبناني والوجود المسيحي في لبنان.

* هل برأيك سيعود الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان خصوصًا ان كثيرين لا يأملون خيرًا من المبادرة العربية خصوصًا بعد التداول عن فشل المثالثة في الحكومة ما هو تقييمك لزيارة موسى؟
- عمرو موسى يقوم بكل ما في وسعه من جهد لتنفيذ المبادرة العربية بعنوانها العريض وهو quot;لا للاستئثار والتعطيلquot; ولكن للاسف هناك قوى خارجية اقليمية تريد الغاء الاكثرية في لبنان التي اتت نتيجة انتخابات حرة ونزيهة باعتراف الجميع، رغم الاعتراض على قانون الانتخاب وهو امر آخر، وانما هناك اكثرية نيابية وشعبية وجهة خارجية اقليمية بادوات لبنانية تريد الغاء هذه الاكثرية، عبر الكلام عن صيغ مثالثة واخرى، وطبعًا عمرو موسى مشكور على الجهود التي يقوم بها وكأكثرية، لا يمكن ان نقبل بالغاء دورنا ونسلم البلد من جديد الى قوى الوصاية، لذلك هناك ضرورة لاعادة النظر من قبل الفريق الآخر بمواقفه، خصوصًا وان الاكثرية تنازلت وتنازلها كان للفريق الآخر ولمصلحة الوطن، تنازلت عن مرشحيها ووضعت جانبًا موضوع الانتخاب بالاغلبية المطلقة وتراجعت عن رفضها لمبدأ تعديل الدستور، ورشحت العماد ميشال سليمان الذي كان مرشح المعارضة للتوافق، والاغلبية تخلت عن الثلثين في الحكومة، ولا يزالون على موقفهم من الثلث المعطل.

المثالثة

* ما هي الصيغة التي تقبلون بها غير المثالثة علمًا ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتمسك بالمثالثة في الحكومة؟
- نقول اننا مع المبادرة العربية ولا للاستئثار او التعطيل وصوت وازن لرئيس الجمهورية اي المعارضة والاقلية يكون لها 10 اعضاء في الحكومة ونحن لنا 14 او 15 ورئيس الجمهورية 5 او 6.

* لماذا اليوم عاد الحديث عن الانتخابات بالنصف زائد واحد، وهل هو سلاح تشهرونه بوجه المعارضة؟
- ليس سلاحًا والموضوع اي النصف زائد واحد هو حق دستوري والدستور يقول بحق انتخاب رئيس للجمهورية في حال لم يحصل اي من المرشحين على ثلثي اصوات المجلس بالدورة الاولى، ينتخب بالدورة الثانية مع الاغلبية المطلقة، نحن نذّكر بطرح دستوري لا اكثر ولا اقل، ولا نبتكر اي آلية فهي موجودة في الدستور وهي حق دستوري في المجلس النيابي.

مجلس الامن

* هل ستلجأ الاكثرية الى مجلس الامن في حال فشلت المبادرة العربية؟
- اعتقد في حال فشلت كل المبادرات سنلجأ الى شعبنا لان قوتنا من هذا الشعب الجبار الذي منذ ثلاث سنوات يقف بوجه محاولات اعادة الوصاية، قوتنا بشعبنا، وفي اي ظرف مفصلي نعود الى شعبنا.

* البعض يرى ان سورية ستسهل عمل انتخاب رئيس للجمهورية وستعرقل انتخاب حكومة في المستقبل، ما هو تعليقك؟
- اعتقد ان لا شيء جديد فموضوع التعطيل موجود منذ اشهر، وكل الامور واردة ولكل ظرف احكامه ونحن سوف نرى ما الذي يحدث، واعتقد انه قبل انتخاب رئيس للجمهورية وبعده هناك دستور وآلية دستورية لاي استحقاق وكيف يتم هذا الاستحقاق، ان كان في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية او الاستشارات الملزمة، او تأليف الحكومة واعطائها الثقة، وهناك مؤسسة دستورية هي ام التشريع اي المجلس النيابي ويجب ان يكون مرجع الجميع ولكن للاسف اليوم هي مقفلة حتى الاكثرية لا تمثل دورها كأكثرية.

الحرب

* كيف تنظر الى ما قاله العماد ميشال عون عن ان حزب الله يملك حق الرد على اغتيال عماد مغنية بالحرب المفتوحة؟
- اعتقد ان لا احد في لبنان ولا اي طرف له حق اعلان حرب على دولة دون الرجوع الى الدولة اللبنانية، قرار الحرب والسلم يعود الى الدولة اللبنانية ولمؤسساتها الدستورية، والحكومة اللبنانية هي وحدها التي يحق لها ان تعلن الحرب والسلام مع اي طرف كان، لذلك نرفض اعلان اي حرب مفتوحة من اي طرف هذا الاعلان يجب ان يكون من قبل الدولة اللبنانية وليس من قبل اي طرف وممنوع لاي طرف ان يزج باللبنانيين في حرب اغلبية الشعب اللبناني لا يريدها.

* كيف تقرأ اغتيال عماد مغنية؟
- قبل كل شيىء استنكر الاغتيال وارفض الاغتيال السياسي والعسكري، واذا كان لدى اي كان خصم سياسي اتعامل معه من خلال السياسية واذا كان لاي طرف عدو في الحرب يجب التعامل معه من خلال المعارك السياسية، واما الاغتيالات فهي مرفوضة لانها اعمال جبانة، اما اللافت والذي شكل علامات استفهام كبيرة حول الموضوع، حول مكان اغتيال مغنية في حي يقال عنه امني بامتياز وهناك مؤسسات ايرانية ومخابرتية، وعلامة الاستفهام حول رجال التحقيق، هناك علامات استفهام كبيرة، وحتى وزير خارجية سورية لم يتهم احد بعملية الاغتيال وقال يجب ان ننتظر التحقيقات وباقرب وقت ننتظر النتائج.

* هناك تصريحات لقادة في اسرائيل عن احتمال عودة الحرب الى لبنان، ما هي توقعاتك في هذا الخصوص؟
- اعتدنا من اسرائيل بالعدوانية وهي تستغل الذرائع لتشن حروبًا، ففي العام 1982 استغلت ان احد الفلسطينيين اطلق النار في لندن لتقوم بحربها على لبنان، وما يخيف اليوم ان يكون هناك رد من حزب الله على اغتيال عماد مغنية تستغله اسرائيل كذريعة كما استغلت خطف الجنديين عبر الخط الازرق من قبل حزب الله حتى تشن حربها في تموز العام 2006، وهي قد تستغل اي خطوة يقوم بها حزب الله لتشن حربًا جديدة على لبنان.

* لماذا برأيك طلبت السعودية من رعاياها عدم التوجه الى لبنان في هذه الفترة تحديدًا؟ هل يصب ذلك في خانة التخوف من حرب في لبنان؟
- اعتقد ان موضوع المملكة العربية السعودية وهذا التحذير له علاقة بالوضع الداخلي، وكان هناك تهديدات للسفير السعودي والاماراتي، الى جانب ذلك نلاحظ في وسائل الاعلام المعارضة انها تسمح لابواق معروف لمن تتبع، بالتهجم على المملكة العربية وعلى شخص خادم الحرمين الشريفين، الى جانب الاوضاع الامنية التي كانت مقلقة منذ يومين ان كان في الاحد الاسود ام بعده في حرب الشوارع التي حصلت في بيروت كلها جعلت المملكة العربية حذرة، انما السعودية لم تتخل عن لبنان وتاريخها حافل بالوقوف الى جانب لبنان في كل المحن والصعوبات والمراحل الحساسة والخطرة التي مر بها لبنان، وتواصل دعمها للبنان ولا تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وكل خطوة قامت بها لدعم الاقتصاد اللبناني والليرة اللبنانية التي ليست ليرة للمعارضة او الاكثرية، وارسلت وديعة بقيمة مليار دولار لمصرف لبنان، وحرام التجني على السعودية وعيب ومشين هذا التهجم من قبل صغار القوم.