إنها محنة شعب عزلوه عن جذوره فمرضت أغصانه و تساقطت أوراقه، تساقطت الأوراق التى تقص قصص الماضى الحقيقية و لم يعد لها وجود، ألصقوا بدلاً منها على الأغصان أوراق صناعية و خدعونا بأنها التاريخ فتهنا و فقدنا هويتنا حتى لم نعد نعرف من نحن؟ أو كيف جئنا؟ ولا إلى أين نذهب؟. شعب بلا تاريخ هو كإنسان بلاذاكرة، توهمه بكل ما تريده، يحاول أن يصدقك ليجد نفسه، و لكنه يظل تائهاً. فالأوراق البلاستيكية التى ألصقوها به لا تلائمه لا فى الشكل أو فى النوع، فهى ليست من تاريخه إذاً.


لم أكن أتصور أن أتكلم يوماً فى السياسة فهى من المحظورات فى فهمنا كمواطنين عاديين، الكلام فى السياسة يقتصر على الحكومات بالأضافة إلى من يريدون أن يٌطلق عليهم لقب rdquo; سجين سياسى ldquo;.( كفالله الشر ). ولكن ماذا أفعل؟ فكلما حاولت أن أفهم - فالفهم متعة - أقرأ كتاباً فأغوص فى السياسة أكثر و أكثر. أكتشفت الكثير و الكثير من التاريخ المزور.


فالعرب بلا شك قد غزو مصرنا ليس ليحمونا من الرومان و قسوتهم و لكن لأسبابهم الخاصة. لم يدخلوا مصر مرحب بهم من أهلها فى ذلك الوقت كما أنهم لم يستدعوهم (كما علمونا فى المدارس ذات التاريخ المزور ) لحمايتهم بل لقد لاقى العرب بقيادة عمر بن العاص مقاومة مستميته من المصريين، و عندما نجح العرب بالقتال الشرس و الخديعة فى غزو مصر. أذلوا أهلها و سبوا نسائهم و أرسلوهم إلى الجزيرة العربية كعبيد و إماء للعرب هناك...... ! ! ! !


لم يدخل الكثير من المصريين فى الإسلام لأقتناعهم به بل للهروب من الجزية التى كانوا يجبونها و يرسلونها إلى الجزيرة العربية، قرأتها فى أحد المراجع وهى أيضاً منطقية فلم يكن المصريون يتحدثون اللغة العربية لكى يفهموا الدين الجديد....! ! ! !
لقد أخفوا التاريخ حتى تخمر وفاحة رائحته وإنتفخ فى مكانه حتى كسَر مخبأه،لم يعد من الممكن إخفائه بعد ذلك.
أعارنى صديق مصرى كتاب كتبه محمــــد نجيـــــــب أول رئيس جمهورى لمصر، فأكتشفت أن كل قضايانا مرتبطة ببعضها البعض إرتباط قوى بحيث لا نستطيع أن نفصلها عن بعضها البعض و المشكلة القبطية جزءاً من ذلك.

لم أكن متوقعاً هذا...... كانت مصـــــــر فى أيام الملك فاروق قد وصلت إلى حالة من الديموقراطية و الحرية يصارع الكثيرين الآن أن يصلوا إلى جزءاً من هذا............! ! ! !


نعم..... صدق أو لا تصدق... فقد كانت الأحزاب قائمة و حرة و فعالة و حقيقية أيام الملك و قبل إنقلاب العسكر أى منذ 56 عاماً......! ! ! ! نعم إنقلاب فقد سماه كذلك أول رئيس لمصر. و من شهاداته أيضاً على ذلك العصر أن الملك يملك و لا يحكم و هذا كان الحال قبل سنة 1952.......! ! ! ! حيث كانت هناك وزارات حقيقية تعمل لمصلحة الشعب المصرى و ليس لمصلحة الملك..... ! ! ! ! وزارات يسقطها البرلمانات إن لم تؤدى واجبها على أحسن وجه...! ! ! ! ونواب يحاسبهم الشعب إن لم يمثلوهم التمثيل الصادق فى مجلس الأمة...... ! ! ! ! قرأت عن قادة الأنقلاب المختفون فى وقت حدوثه خوفاً من فشله..فقال محمد نجيب فى كتابه : و للتاريخ أذكر أن يوسف صديق كان أشجع الرجال فى تلك الليلة و كان هو الذى نفذ عملية الأقتحام و السيطرة على مقر القيادة..... و للتاريخ أيضاً، أذكر أن جمال عبد الناصر و عبد الحكيم عامر لم يقتربا من القيادة إلا بعد الأستيلاء عليها... كانا يقفان فى مكان جانبى قريب، أمام سيارةعبد الناصر الأوستن السوداء، و قد أرتديا الملابس المدنية، ووضعا ملابسهما العسكرية وطبنجتين داخل السيارة... و بمجرد أن أحسا بنجاح الأقتحام، أرتديا الملابس العسكرية و دخلا القيادة..... أما أنور السادات فكان أكثر منهما ذكاء، إذ دخل ليلتها السينما و تشاجر مشاجرة مفتعلة، وحرر محضراً بالواقعة، حتى إذا ما فشلت الحركة نجح فى الخروج منها كالشعرة من العجين......

ثم قامت هذه المسماه بالثورة بالقبض على 35 ضابطاً من سلاح المدفعية شاركوهم فى حركتهم ولكنهم أعترضوا بعد ذلك على بعض القرارات التعسفية فأمروا بإيداعهم السجن..... نفوا يوسف صديق الذى قاد الثورة بعد شهرين من إستقالته إحتجاجاً على القبض على هؤلاء الضباط...! ! ! ! هذا بالأضافة لما حدث مع سلاح الفرسان وقتها.

و قال: كان بين عبد الناصر و الأخوان تاريخ طويل، قبل الثورة، و كان أسمه الحركى عندهم زغلول عبد القادر............ قال المرشد العام للأخوان لجمال عبد الناصر فى صراحة و وضوح: لكى يؤيد الأخوان الثورة، فأنا أرى عرض الأمور التى تتخذها الثورة علينا قبل إقرارها. هذا يعنى وضع الثورة تحت وصاية الجماعة.... و نحن نقبل فقط التشاور فى السياسة العامة مع كل المخلصين من أهل الرأى دون التقيد بهيئة من الهيئات.

و الكثير الكثير من شهادة هذا الرجل عن ثورة 1952 التى تفند كل ما حفظناه و علموه لنا عنها.

أقالوا الوزارات و إستقالت البقية من أعمالهم و قراراتهم التعسفية. أوقفوا العمل بالقانون و ألغوا الدستور. حلوا البرلمان سرقوا.. نهبوا..إضطهدوا.. تعسفوا..فتحوا المعتقلات....! ! ! لكن قمة التزوير و التغييب للمصريين أننا مازلنا نحتفل بذكرى ثورة يوليو المجيدة...! ! ! !

فلنفتش فى تاريخنا، فى ماضينا، لنعرف حاضرنا و نقرر مستقبلنا أننى أوجه الدعوة إلى كل المصريين للبحث و التنقيب فى الأعماق لنحصل على الحقائق التى نستطيع أن نطمئن إلى صدقها. ولنتناقش و نتبادل المعلومات التاريخية سوياً.


جون سدراك

الهيئة القبطية الهولندية