ـ أخي، هل أنتَ متأكد من إتجاه الدّش؟
* نعم. لقد وضعتُ هذه الفضائية الجديدة، quot; المأجورة quot;، مع ضرّتها القديمة، quot; الجعيرة quot;!!
ـ ذكرتني بالمثل المصري: quot; القديمة بتحلى ولو كانت وحلة quot;!!!
* قصدكَ، أنّ هذه الجديدة تتدلل علينا؟
ـ أعتقد أنّ الأمر يتعلق بتشويش، مقصود.
* تشويش؟
ـ يا أخي، كلا هاتين الفضائيتين تبث من جزيرة المقاومة! ولا تنسَ أنه في الجزيرة، نفسها، توجد أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط و...
* وما شأن هذه بتلك؟
ـ ليس لأحد المصلحة في التشويش على فضائية المقاومة هذه، إلا أولئك الشياطين، الأمريكان!!
* وماذا يفعل الشياطين في حضرة الملائكة؟؟
ـ إنهم موجودون هناك، من أجل أن نقاومهم وننتصر عليهم!!!!
* يعني، كما هو الأمر في العراق؟
ـ لا، لا. الأمريكان إحتلوا العراق بدون إحم ولا دستور! أما في جزيرة المقاومة، فهناك إتفاقيات موقعة بكل سلاسة وشفافية!!!
* طمأنتني، طمأنَ الله قلبك!
ـ يا أخي، إنما الأعمالُ بالنيات؛ وإلا لكانَ شيخ المجاهدين قد أحلّ دم حكام الجزيرة في رسالة مسجلة، مرسلة من تورا بورا إلى قناة quot; الجعيرة quot;!!
* ولكانَ سيّد المقاومة، المنصور بالله، قد إتهمهم بالتواطؤ مع العدو الصهيوني!!!
ـ ولما كانَ مشعل المقاومة، الحمساوية، ليزورهم الآن بمناسبة وبدون مناسبة، وبالرغم من ترحيلهم له قبل أعوام إلى سورية!!!!
* ناس حلوين، أليس كذاك؟
ـ طبعاً! لأنهم في جزيرة المقاومة، موّلوا فضائية quot; المأجورة quot;، الجديدة، كرمى لعين أطفال المدارس في غزة و...
* ولكن، لو سمحتَ لي.. أما كان الأجدى، لو أنهم بنوا بهذه الأموال تلك المدارس المدمّرة؟
ـ يا عزيزي، يوجد تنسيق عربي على مستوى الوزر.. الوزراء. نعم!!!
* كيف؟
ـ يقوم صفّ المقاومة، العربي، بشراء وتهريب الأسلحة الإيرانية للحمساويين وحلفائهم، فتسرع إسرائيل من جهتها لقصف حابلهم ونابلهم ولحرق الأخضر واليابس!
* وبعد؟
ـ عند ذلك يكون صفّ الإعتدال، العربي، حاضراً بملياراته لإعمار ما تهدّم وتضميد من جرح ودفن من إستشهد!!
* عال! أليسَ هذا التنسيق، الرسمي، أكبر دليل على أنّ التضامن العربي بخير؟
ـ بل والتضامن العجمي، أيضاً! ألم ترَ في قمة الدوحة، كيف لوّحَ أحمقي بإشارة النصر لرئيسنا القائد؟!!
* نعم. ورئيسنا قابلَ تلك الإشارة بإبتسامة ذوات الغدر.. أقصد، ذوات الخدر!!!!
ـ بالمناسبة، هل تابعتَ مقابلة الرئيس القائد مع فضائية quot; المظلم quot;، المقاومة؟
* بكل تأكيد! كان رئيسنا يتمتع بثقة بالنفس لا متناهية، فيضحك ويقهقه! خصوصاً حينما أشار إلى أنّ إدارة أوباما، الجديدة، تبعث له بمراسيل الغرام!!
ـ ولكنّ سيادته، فجأة، إمتقعَ وإصفرّ وإكتأب وإهتزّ وإرتجف و...
* يا ساتر! خير إن شاء الله؟
ـ لأنّ مندوب الفضائية، المقاومة، سأل سيادة الرئيس عن المحكمة الدولية!!
* لمَ سيخاف من هذه المحكمة؛ فهل قتلَ أو إغتال أو إعتقل أو جوّع أو...؟؟
ـ قصدي، المحكمة الدولية الخاصّة بقضية الرئيس الحريري!
* ولوْوو.. إحترقَ العراقُ ولبنان وغزة بنار المقاومين، المدعومين من حكومتنا، وما زال هناك من يتذكر الرئيس الحريري!!!
ـ ولكنّ سيادة رئيسنا، القائد، أجابَ مندوب تلك الفضائية قائلاً: لا يوجد لدينا إستعداد إلا لحضور المحكمة الدولية، الجنائية، الخاصّة بجرائم العدو الصهيوني!!!!
* أصلاً لا يوجد لدى سيادته إلا وقت للمقاومة! وما على المحكمة الدولية سوى متابعة فضائيتنا السورية، اليتيمة، التي لم يعد لديها سوى برنامج واحد؛ مسلسل واحد، إسمه غزة!! وما زالت تنوّح على الضحايا والدمار و...
ـ والله، كان المفروض باالخليجيين ألا يخصصوا المليارات لأجل إعمار غزة، المحررة!
* نعم؟
ـ كان حقهم يتركوها مدمّرة، مثلما فعلت حكومتنا مع مدينة القنيطرة، المحررة، عاصمة الجولان، المحتل؛ حينما تركتها طوال عشرات السنين مثل موقع أثري، مخصص للوفود الأجنبية: أنظروا يا عالم إلى الهمجية الصهيونية! أنظروا ياهوْوو..