فاجأ الملك عبد الله بن عبد العزيز العالم أجمع وليس فقط المراقبين المتوقعين تفاقم الشرذمة في قمة الكويت، بإعلانه التاريخي ودعوته لإسقاط كل أنواع الانشقاقات وإلى نبذ الخلافات بين الأشقاء العرب. وبموقف حكيم ومتميز بالقدرة والحنكة السياسية الفائقة، أعلن العاهل السعودي خلال قمة الكويت والتي جمعت معظم القادة والرؤساء العرب: quot;.....يجب إنهاء كافة الخلافات بين الأشقاء من دون استثناء......quot;.
واستنفر المحللون يترقبون ردات الفعل المحتملة على هذا الإعلان الدراماتيكي، والذي إن تكلل بالنجاح وتخطى العقبات التي من الوارد أن توضع على طريق تنفيذه سوف يغير ليس فقط وجه العالم العربي، بل سوف تكون تداعياته على مستوى أوسع من ناحية تأثيره على طريقة تعامل المجتمع الدولي مع كتلة عربية واحدة موحدة متراصة وقوية. وبغض النظر عن المواقف المترقبة هنا وهناك، لا بد من التسليم بأن هذا الإعلان بمجرد صدوره، يشكل بحد ذاته تطوراً مهماً كونه استولد حالة سياسية جديدة، باتت واقعا على الأرض، لا مفر من التفاعل معه إما سلباً أو إيجاباً. فإما الرفض أو التجاوب. بما يعني انحسار خيارات اللاعبين الأساسيين المعنيين مباشرة بملف الشرق الأوسط من عرب وغير عرب أيضاً، واضطرارهم إلى كشف أوراقهم وإلى إظهار نواياهم الحقيقية. وإذا كانت الحجج والشعارات لمواجهة كل مبادرات السلام،ولمناهضة كل الحلول التي كانت تطرح على مستوى الجامعة العربية، للقضايا العربية العالقة كانت متوفرة وحاضرة دائما في زمن القطيعة، فالهروب من وجه الدعوة إلى المصالحة لن يكون سهلاً ومتوفراً وممكنا. فالخيار المتبقي بعد إعلان مبادرة الملك عبد الله، هو التعري وإظهار الدفين والخفي والمتلطى وراء الشعارات الرنانة، والتي أشار إليها الرئيس المصري خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر في الكويت.
ولقد بدأت آخر أوراق التوت التي تستر هذه العورات بالسقوط، عبر عنها وكما العادة الناطق باسم جبهة الممانعة، إذ صدر وبشكل رد سريع على إعلان العاهل السعودي موقف لافت للعماد عون إذ قال quot;......المهم أن لا تكون هذه الدعوة من أجل احتواء المقاومةquot; وهو كلام يعبر عن استياء غير معلن تجاه المصالحة بين العرب، وهو كلام سمعناه على لسان العماد عون، ومن الممكن أن يتردد صداه في المرحلة المقبلة، ضمن حملة تستهدف إحباط مساعي المصالحة. ولساعي البريد نقول :وصلت الرسالة. يمكنك أن ترتاح.
وليس مستغرباً هذا الموقف كون عبر منطق بديهي وأولي يمكن الاستنتاج بأن كل منزعج اليوم من مبادرة الدعوة إلى المصالحة بين العرب هو مستفيد وبطريقة ما من الشرخ والتباعد القائم في المرحلة القائمة، والذي هو مرشح للامتداد والتفاقم على مدى السنوات المقبلة. وإذا كان أول ما يبادر إلى الذهن بأن أكثر الدول تضرراً من التقارب الممكن حصوله بين العرب هي دولة إسرائيل، ليس مستهجناًً أن تكون ثاني هذه الدول إيران، نسبة لمدى التداعيات السلبية المحتملة لتقارب العرب على إستراتيجيتها التوسعية والتي تبدأ في بلاد فارس ولا تنتهي عند شواطئ المتوسط. أولا يحق بالتالي أن نتساءل حول غرابة تلاقى مواقف جبهة ما يسمى بالممانعة، مع موقف إسرائيل الطبيعي المناهض للتلاقي بين العرب؟ أولا يحق لنا أن نتساءل إذا كانت صدفة أم ميعاد؟
قد يكون من البديهي اعتبار أن التحام العرب والتفافهم حول قيادة واحدة وحكيمة وتحولهم إلى كتلة واحدة متراصة، سوف يحبط كل المشاريع الخارجية الهدامة، ويعمل على تفشيل ودك كل المؤامرات المستفيدة والمراهنة على تعميق التشرذم، ليس فقط فيما بين الأقطار العربية، ولكن أيضاً داخل المجتمعات وبين مختلف شرائح والمذاهب في البلد الواحد، عن طريق تحفيز التعصب والتشدد الديني ورفض الاختلاف وصولا إلى استعمال القمع والقوة والاضطهاد حيال الرأي الآخر كما حصل في 7 أيار في بيروت. وإذا كان التشرذم العربي تجلى في أبشع وجوهه في فلسطين، ومهد لمجازر سوف يسجلها التاريخ على أنها تساوى بل تفوق ما يتهم اليهود به النازيون في ما سمي بالهولوكوست، كان لا بد للعرب من استشعار مدى خطورة تداعيات انشطاراتهم وخلافاتهم، عن طريق وضع حد نهائي لها، وللعهر المتمادي من قبل إسرائيل في استعمال حجة التشرذم العربي، إن على مستوى الشارع العربي للتقليل ولتشويه صورة العرب، وأن لرفع هذا الشقاق كحجة في المحافل الدولية لتبرير أعمالها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل بحجة مطاردة الإرهابيين في غزة.
إن مبادرة العاهل السعودي للدعوة إلى المصالحة بين العرب قد تكون استولدتها الحرب على غزة، ولكن أبعادها في حال استكملت سوف تجر الخير والسلام على كافة الأقطار العربية. وسوريا والتي هي في مقدمة ما يسمى بدول الممانعة وعن طريق عودتها إلى موقعها الطبيعي، سوف تقوى كلمتها، ويتزايد تأثيرها، ويعظم دورها الإقليمي، عبر انصهار مساعيها لاستعادة حقوقها المسلوبة ضمن العمل العربي المشترك. وعند استكمال عملية المصالحة، يمكن حينها القول أن الدماء الزكية التي أريقت على أرض غزة لم تذهب سدى، وأن المقاومة الفلسطينية في غزة ساهمت وإن بشكل غير مباشر في رأب الصدع وإعادة اللحمة بين العرب.
واستنفر المحللون يترقبون ردات الفعل المحتملة على هذا الإعلان الدراماتيكي، والذي إن تكلل بالنجاح وتخطى العقبات التي من الوارد أن توضع على طريق تنفيذه سوف يغير ليس فقط وجه العالم العربي، بل سوف تكون تداعياته على مستوى أوسع من ناحية تأثيره على طريقة تعامل المجتمع الدولي مع كتلة عربية واحدة موحدة متراصة وقوية. وبغض النظر عن المواقف المترقبة هنا وهناك، لا بد من التسليم بأن هذا الإعلان بمجرد صدوره، يشكل بحد ذاته تطوراً مهماً كونه استولد حالة سياسية جديدة، باتت واقعا على الأرض، لا مفر من التفاعل معه إما سلباً أو إيجاباً. فإما الرفض أو التجاوب. بما يعني انحسار خيارات اللاعبين الأساسيين المعنيين مباشرة بملف الشرق الأوسط من عرب وغير عرب أيضاً، واضطرارهم إلى كشف أوراقهم وإلى إظهار نواياهم الحقيقية. وإذا كانت الحجج والشعارات لمواجهة كل مبادرات السلام،ولمناهضة كل الحلول التي كانت تطرح على مستوى الجامعة العربية، للقضايا العربية العالقة كانت متوفرة وحاضرة دائما في زمن القطيعة، فالهروب من وجه الدعوة إلى المصالحة لن يكون سهلاً ومتوفراً وممكنا. فالخيار المتبقي بعد إعلان مبادرة الملك عبد الله، هو التعري وإظهار الدفين والخفي والمتلطى وراء الشعارات الرنانة، والتي أشار إليها الرئيس المصري خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر في الكويت.
ولقد بدأت آخر أوراق التوت التي تستر هذه العورات بالسقوط، عبر عنها وكما العادة الناطق باسم جبهة الممانعة، إذ صدر وبشكل رد سريع على إعلان العاهل السعودي موقف لافت للعماد عون إذ قال quot;......المهم أن لا تكون هذه الدعوة من أجل احتواء المقاومةquot; وهو كلام يعبر عن استياء غير معلن تجاه المصالحة بين العرب، وهو كلام سمعناه على لسان العماد عون، ومن الممكن أن يتردد صداه في المرحلة المقبلة، ضمن حملة تستهدف إحباط مساعي المصالحة. ولساعي البريد نقول :وصلت الرسالة. يمكنك أن ترتاح.
وليس مستغرباً هذا الموقف كون عبر منطق بديهي وأولي يمكن الاستنتاج بأن كل منزعج اليوم من مبادرة الدعوة إلى المصالحة بين العرب هو مستفيد وبطريقة ما من الشرخ والتباعد القائم في المرحلة القائمة، والذي هو مرشح للامتداد والتفاقم على مدى السنوات المقبلة. وإذا كان أول ما يبادر إلى الذهن بأن أكثر الدول تضرراً من التقارب الممكن حصوله بين العرب هي دولة إسرائيل، ليس مستهجناًً أن تكون ثاني هذه الدول إيران، نسبة لمدى التداعيات السلبية المحتملة لتقارب العرب على إستراتيجيتها التوسعية والتي تبدأ في بلاد فارس ولا تنتهي عند شواطئ المتوسط. أولا يحق بالتالي أن نتساءل حول غرابة تلاقى مواقف جبهة ما يسمى بالممانعة، مع موقف إسرائيل الطبيعي المناهض للتلاقي بين العرب؟ أولا يحق لنا أن نتساءل إذا كانت صدفة أم ميعاد؟
قد يكون من البديهي اعتبار أن التحام العرب والتفافهم حول قيادة واحدة وحكيمة وتحولهم إلى كتلة واحدة متراصة، سوف يحبط كل المشاريع الخارجية الهدامة، ويعمل على تفشيل ودك كل المؤامرات المستفيدة والمراهنة على تعميق التشرذم، ليس فقط فيما بين الأقطار العربية، ولكن أيضاً داخل المجتمعات وبين مختلف شرائح والمذاهب في البلد الواحد، عن طريق تحفيز التعصب والتشدد الديني ورفض الاختلاف وصولا إلى استعمال القمع والقوة والاضطهاد حيال الرأي الآخر كما حصل في 7 أيار في بيروت. وإذا كان التشرذم العربي تجلى في أبشع وجوهه في فلسطين، ومهد لمجازر سوف يسجلها التاريخ على أنها تساوى بل تفوق ما يتهم اليهود به النازيون في ما سمي بالهولوكوست، كان لا بد للعرب من استشعار مدى خطورة تداعيات انشطاراتهم وخلافاتهم، عن طريق وضع حد نهائي لها، وللعهر المتمادي من قبل إسرائيل في استعمال حجة التشرذم العربي، إن على مستوى الشارع العربي للتقليل ولتشويه صورة العرب، وأن لرفع هذا الشقاق كحجة في المحافل الدولية لتبرير أعمالها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل بحجة مطاردة الإرهابيين في غزة.
إن مبادرة العاهل السعودي للدعوة إلى المصالحة بين العرب قد تكون استولدتها الحرب على غزة، ولكن أبعادها في حال استكملت سوف تجر الخير والسلام على كافة الأقطار العربية. وسوريا والتي هي في مقدمة ما يسمى بدول الممانعة وعن طريق عودتها إلى موقعها الطبيعي، سوف تقوى كلمتها، ويتزايد تأثيرها، ويعظم دورها الإقليمي، عبر انصهار مساعيها لاستعادة حقوقها المسلوبة ضمن العمل العربي المشترك. وعند استكمال عملية المصالحة، يمكن حينها القول أن الدماء الزكية التي أريقت على أرض غزة لم تذهب سدى، وأن المقاومة الفلسطينية في غزة ساهمت وإن بشكل غير مباشر في رأب الصدع وإعادة اللحمة بين العرب.
التعليقات