من قال بان الشعب العربي قد مات فقد ابتعد عن الحقيقة، ومن قال بان الشعب العربي لم يعد يقوى على التحرك قد خاب ظنه، ومن قال بانه شعب خانع وخاضع للحكام ومؤسساتهم المتنوعة فهو اما واهم او عديم الرؤية والبصيرة.
لقد انتصرت غزة بمئات الشهداء الابرياء وبضعة الاف من الجرحى، وايضا بسلامة قادة حماس داخلا وخارجا، وتناوبهم على الحديث بمكرفونات الاعلام العربي والاجنبي اللاهث وراء تغطية متنوعة لاحداث غزة وحرب اسرائيل. فطيلة ايام المواجهة بين الشعب الفلسطيني الغزاوي الاعزل وبين دبابات وصواريخ وجحيم اسرائيل كان قادة حماس من خارج غزة ومن داخلها ممن تسنى له تسجيل كلماته لتبث في الاعلام يردد ان دعم صمود غزة هو المطلوب، اسناد غزة بالتظاهر والاعتصامات وسائل التضامن.
شكرا للمتضامنين مع ضحايا المجزرة التي اسست لها حماس ونفذتها الة اسرائيل المجرمة، وعلينا ان نحصي لجمهرة المتضامنين ولانفسنا وللتاريخ جردة بنتائج الحرب على غزة شعب غزة الباسل قدم القرابين من ناس فقراء طيبين دفاعا عن قيادات حماس الذين كانوا نائمين مع زوجاتهم واطفالهم تاركين الشعب الفلسطيني والمقاتلين الفقراء بلا سقف امام القذائف والصواريخ ومطر الرصاص المنهمر.
دفع هذا الشعب بسبعة الاف من خيرة رجاله ونساءه واطفاله دفاعا عن رجال حماس الذين لم يخسروا الا ثمانية واربعين مقاتلا.
خراب بملايين الدولارات، وبيوت انهارت على رؤس قاطنيها، شوارع ومدينة مهدمة وكانه الزلزال.
تعميق الانقسامات في الصف الوطني الفلسطيني اكثر واكثر ومستقبل محفوف بالمخاطر لقضية شعب مهجر ومحتل.
ولنا نحن المتضامنون بصدق وبغير نوايا شعارات السياسة والتدين التي رفعتها حماس على رؤوس الاشهاد في معركة الكرامة (وما اكثر معارك الكرامة العربية) التي خاضتها حماس بدماء اطفال فلسطين.
لذا نطرح بعد هذه الجردة اسئلة حارقة وحارة لحماس وقادتها ولمؤيديهم ومناصريهم ومنها
هل كانت حماس تدافع عن الشعب الفلسطني ام كان الشعب الفلسطيني يدافع عن حماس؟, والا كيف يقتل ثمانية واربعون من حماس مقابل سبعة الالاف من الشعب الفلسطيني, ومن كان امام الاخر, الشعب امام حماس والحمساويين ام انهم امام الشعب؟ الواضح للعيان ان الشعب كان امام الحركة والله المستعان.
وبعد هذه الاسئلة التي قطعا ستبقى بلا اجابة مادام اقطاب حماس وكثير من حاملي الحماس العربي في تاييدها يخفون رؤوسهم في رمال الصحاري ومدن الخراب العربي والفلسطيني المتناسلة بقوة الجهل والتخلف والاستبداد، بعد هذه الاسئلة لابد من ملاحظات نسوقها لمن يريد ان يمعن النظر جيدا في المشهد، مشهد مظاهرات التاييد والاستنكار للحرب.
غزة تحترق وتنحر حياة الاطفال والنساء الابرياء فيها من الشرائح الفقيرة البائسة بينما يخرج الإسلاميون في العالم العربي والاسلامي لنصرة حماس وليس الشعب الفلسطيني.
وسار بعض اليسار في مختلف الاصقاع ضد المجزرة وهو هنا تقليديا ضد الحرب وانتصارا للضحايا من الاطفال والنساء والحياة في غزة، ولاني من طينة جبلتها الفنون اخذني الخيال الى تخيّل الاتي في ظل حماس الاسلاموية:

- حماس ستعتقل المجتمع في رؤيتها في مجتمع يُخرس ان لم يٙقتُل كل من يموسق او يغني او يمثل.
- حماس بعقائدها الظلامية ستصادر المسرح والمسرحيين والسينما والسينمائين في عقائد أيديولوجيتها الفاضحة التي عليها ان تعيدنا لعصور الظلام والخوف والابوة البائسة.
- حماس ستحمل اسلحتها في حرب شعواء للرسامين والنحاتين لان عملهما من رجس الشيطان، وعليكم السلام وصور الفاتحة جميعا لكم يا فنانين ونحاتين في ارض تسيطر عليها حماس والحمساويين.
- اقول لمن يعمل او يرغب بالسياحة ستهدم منشاتكم على رؤوسكم وعوائلكم واطفالكم, السياحة حرام الا السياحة الدينية.
- اقول لمن يعمل على تنشئة جيل سوي طبيعي لا تحلم فالاختلاط ممنوع ابتداءا من رياض الاطفال والمدارس والجامعات والحدائق والمكتبات الى الباصات والمركبات والقطارات.
- اقول لمن يكتب مقال او قصة او شعر او سيناريو او يسال او يشك, اصمت, او انت ميت لا محالة فالسؤال بدعة والشك ضلالة والكتابة في غير ما يرضي الله كفر والحاد.
- اقول لمن يحب النور والضياء والحرية ستكون الدنيا ظلام وستختزل الالوان الزاهية جميعها بالاسود, لون الحزن لون الموت لون التشاؤم لون الكبت.
- اقول لمن يعمل في الاعلام والصحافة والتلفزيون quot;مش بوزكquot; لن تحصل على عمل لان التلفزيون والصحافة حرام الا ما كان في ذكر الله على مدار الساعة.
- اقول للنساء لا رياضة ولا سباحة ولا شاطئ بحر او تنزه ولا فسحة من الامل ولا مدرسة ولا تعليم وستخرجين من البيت مرتين مرة الى بيت زوجك الذي ستشاركك به اخريات والاخرى الاخيرة الى القبر حيث لا يشاركك به احد.
- اقول لمن يريد ان يشكل حزب او يحرر صحافة او يتكلم عن الديمقراطية, الاحزاب والصحافة والديمقراطية خط احمر في النظام الديني الشمولي الذي يقيم دولة الاستبداد والقهر, دولة اليقين المطلق والصح الذي لا جدال فيه.
- اقول لمن يريد حوار او نقاش او جدال لن تجد من يسمعك وعليك ان تستمع وتمتثل او تحمل السلاح، السلاح والقتال هو الطريق الاوحد لحل الخلافات والاختلافات والمشاكل.
- في ضل امثال حماس سيكون دم مهدور وموت مقهور وسواد قبور ولا سيارة بدل الحنطور ونار مشتعلة بفم مفغور تلتهم كل من يتجرا على التفكير او ابداء الراي وبالمرصاد لكل عالم او علم او معلم او عليم.
- لا ثقافة ولا كتب ولا موسوعية في المعرفة في ضل امثال حماس.
- اقول للاديان الاخرى والمتديين جميعا, لا اخوان الا المسلمين وكل الباقي اعداء وجهلة ومفتريين.
بكل هذا حماس ستاخذنا معها الى نور السماء ولكن علينا ان ندفع الثمن في معاركها المصيرية، يبدو لهذا او لغيره اننا علينا ان ننصر حماس لنطبق مبدا الموت حق والحياة باطل، هكذا خرج علينا الشعب العربي في صخب منقطع النظير من اجل فلسطين والفلسطينين، هتافات الصخب الحمساوي ستعيد لنا الحق الفلسطيني كاملا غير منقوص.
تراجي ذهب:- عندما يتمكن امثال حماس ( لن يعفوا او يسامحوا وانما سيقتلون عند المقدرة).
ملاحظة:- كل من سيقول, ولكن هذه ليست حقائق على الارض, ساحيله فقط الى عبارة quot;عند المقدرة quot;. ودعم الداعمين لحماس يقود الى المقدرة لا قٔدر ذلك.