مروة كريدية من دبي: تَنشط في رمضان الفعاليات التراثية والمحاضرات لا سيما في دول الخليج، فيما تسعى المراكز التجارية إلى استقطاب بعض الفعاليات الثقافية والإعلامية مما يجذب أكبر نسبة من الزائرين لها. وفي دبي تنتشر الفعاليات الرمضانية في الأماكن العامة فتنتشر الخيم الرمضانية والمعارض والأمسيات في معظم المؤسسات الثقافية علاوة على الفنادق والمراكز التجارية فتمتزج الفعاليات الدينية بالثقافية بالتجارية مما يذكرنا بأسواق العرب عبر التاريخ كسوق عطاظ.
وينتشر في البهو الرئيسي لمركز quot;وافي quot; في دبي معرض مميز للمخطوطات العربية حيث خصصت زاوية لعرض وسائل الترميم اليدوي وغيره من أدوات الترميم ووسائله، هذا وقد افتتح المعرض أواخر الأسبوع الفائت ويستمر حتى 27 من شهر آب الحالي.
وفي حديث لإيلاف قال أنور الظاهري من قسم العلاقات العامة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث أن المعرض يهدف بالدرجة الأولى إلى إلقاء الضوء على جزء لا يستهان به من التاريخ العربي عبر عرض صور عن المخطوطات التي يقتنيها المركز لما تشكله من ذاكرة حية للشعوب والامم.
ويضم المعرض 15 لوحة منها 8 صور لمخطوطات كتابية، وردّا على سؤالنا حول قيمتها التراثية وتاريخها الزمني أشار الظاهري الى لوحة تحوي على صورة أخذت من مصحف quot;ابن البواب quot; الذي يعود تاريخه لأكثر من ألف عام أي للقرن الرابع الهجري عام 313، إضافة إلى لوحة ضمت الأهازيج الشعرية للرحالة أحمد بن ماجد حيث عرضت قصيدة ميميَّة و كلمات منظومة مؤثرة سطرت في مدح النبي و كتاب تشريح الأبدان للشيرازي الذي يعود تاريخه للقرن الخامس الهجري.
وعن القسم المتعلق بالترميم أشار الظاهري أنه كان يعمل في قسم ترميم المخطوطات سابقًا، واكتسب خبرة مميزة في مجال الترميم اليدوي وترميم الأغلفة حيث عرض لنا نماذج من الأغلفة التي تعود لعصور مختلفة من التاريخي وتتنوع في زخرفتها وفق العصر التي تنتمي له فمنها العثماني والمملوكي والفارسي والسلجوقي والفاطمي.
وفيما يتعلق بطرق الترميم، أوضح الظاهري أن المركز يعتمد طريقتين أساسيتين للترميم، وهما الترميم الآلي والترميم اليدوي على غرار حالات تمزق الورق على سبيل المثال، مع الأخذ في الاعتبار الإبقاء على لون وسماكة الورق الأصلي قدر الإمكان، وبطريقة لا تلحق الضرر بالنص الأصلي أيضا.
ومن الأمور الفنية الأخرى المعروضة صناعة ورق التعريق الرخامي المعروف بالأيبرو الذي يستعمل في تبطين الجهة الداخلية من الأغلفة الجلدية.
هذا وتتعرض المخطوطات بفعل العوامل الجغرافية والاهمال واختلاف درجات الحرارة آفات كثيرة، منها الحشرات والفطريات والتلونات مما يؤدي الى تلفها، حيث تناول المعرض نماذج عن هذه الاصابات وكيفية معالجتها.
يذكر ان مركز جمعة الماجد يشتهر بالخدمات التي يوفرها للبحاثة الذين بوسعهم الاستفادة من إمكانيات المكتبة العلمية ومخطوطاته ومطبوعاته، حيث يشتمل حوالي 350 ألف عنوان كتاب، وحوالي 250 ألف مصورة لمخطوطات، وأكثر من 16 ألف مخطوطة أصلية، وهي متاحة للجميع.
- آخر تحديث :
التعليقات