الشعر العراقي إنموذجا لـ( د.أثير محمد شهاب)
عن دار الشؤون الثقافية العامة ndash;ببغداد صدر للناقد العراقي اثير محمد شهاب كتابا بعنوان سينمائية النص الشعري ضمن اصدارات الموسوعة الثقافية العدد(90)، لسنة 2010، حاول فيه المقاربة ما بين السينما والشعر من خلال الافادة المتبادلة بينهما، وقد تحدث الكتاب في فصوله عن طبيعة الافادة من خلال الراوي او طبيعة اللقطة الشعرية.
يسعى النص الشعري المعاصر إلى أن يشق طريقا جديدا خاص به ؛ يسجل للمبدع خصوصية بناء، بحيث يفضي هذا الأداء إلى سحب المتلقي نحو منطقة جغرافية جديدة داخل مستعمرات التلقي.
ولا تهتم هذه الدراسة بالبحث في تأريخ النص الشعري أو بنائه الفني، بقدر ما تهتم بالبحث عن الأشكال الجديدة التي استطاعت تشكيل حضورها، وهذا لا يعني أننا آثرنا الشكل على المضمون، بل على العكس، فالمضمون والشكل وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما، لان كلاً منهما يؤازر الآخر ويشد من قابليته على خلق المتعة والدهشة، على الرغم من تميز هذه الأشكال بالتنوع والغزارة، إلا أن وسيلة تقبلها لا تزال بها حاجة إلى أفق انتظار واسع ؛يشجع على الاستمرار في خلق نماذج جديدة قابلة للنضج.
وقد أسهم النص الشعري في الإفادة من معطيات ومرجعيات متنوعة وفنون كثيرة، ولا سيّما فن السينما، لما تنطوي عليه من قابلية تصويرية، فالاهتمام بالصورة يمثل احد المعطيات التي تمارس لإثراء النص الشعري.
ولان النص الشعري فن لغوي، استطاع-النص المعاصر-بناء استراتيجياته من خلال الأخذ والعطاء مع تقنيات الفن السينمائي وأدواته، حتى لا تتغلب مديات الصورة على مجال السرد اللغوي، فضلا عن كون هذه التقنيات كفيلة بتحديد البنية الزمانية للمشهد الشعري.
إن اقتراح تسمية الدراسة بـ (سينمائية النص الشعري، الراوي المخرج) يمثل مدى إفادة النص الشعري من كشوفات السينما وآلياتها.
وتسمية الدراسة (( بالسينمائية )) يجسد فعل البحث، بل يحقق تمركز البحث حول خصوصية إبداعية تتشكل من خلال (( آليات السينما داخل النسيج الشعري)).
تقدم البحث بتمهيد، تضمن الشق الأول منه: دراسة مفهوم التناص الشكلي، بوصفه مرحلة متقدمة في الإشارة إلى تداخل الفنون وتلاحقها، في حين بحث الشق الثاني في بدايات إفادة الشعر من السينما.
عالج البحث دلالة (الراوي /المخرج)وتدخلاته في توجيه سيمية النص، أما المنهج الذي اعتمدته الدراسة، فهو(الإفادة من معطيات المنهج النصي، فضلا عن إفادة البحث من بعض آليات القراءة والتلقي في تحديد وتوجيه حركة الكاميرا، ومدى قوة تركيزها في تصوير المونولوج، وموقع الراوي بالنسبة للشخصيات، لذا قد تختلف وجهات النظر في تحديد وتوجيه نوع ومكان وزمان الكاميرا ودقة تصويرها.