عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد الكاتب الدرامي العراقي علي صبري ان الظرف العراقي الحالي يفرض على بعض المؤلفين تناول الواقع، مشيرا الى انه لم يكتب سوى عمل واحد لم يعرض بعد لانه يعتقد ان الاوراق ما زالت مختلطة، موضحا ان الاعمال العربية التي تناول القضية العراقية غير مسؤولة وتمثل اساءة الى المواطن العراقي وكان من المفروض منعها من العرض، كما اشار علي ان الاعمال العراقية التي تصور خارج العراق لا يمكن تصنيفها كأعمال عراقية. والكاتب علي صبري واحد من النخبة المميزة من كتاب الدراما في العراق وقد نالت اعماله التي تمت ترجمتها الى الشاشة الصغيرة ثناءات واعجابا لا سيما منها عمله (مناوي باشا) الذي عدّ من علامات الدراما المميزة.
* ما جديدك على الشاشة؟
- مسلسل بعنوان (اسد بابل) وسيعرض على شاشة قناة السومرية في شهر رمضان، والمسلسل فكرته دعوة لعودة العقول المهاجرة وتجسيد درامي للمصالحة الوطنية، وهذا الشيء واضح من عنوانه.
* لماذا اسد بابل؟
- كان هناك بعض التشبيه بين رجل غادر العراق منذ 25 عاما وبعد ان سمع وشاهد ما يحدث في العراق غادر العراق على ان يعود وهو يحمل شهادة عليا وعلى ان يبقى في المهجر ويشارك الشعب محنته، تخيلته برمز من رموز العراق وليس هنالك اجمل من رمز اسد بابل.
* هل يوجد ربط بين الرواية وبين اسد بابل الحقيقي؟
- في التسمية فقط
* وما جديدك الذي انتهيت من كتابته؟
- هنالك عمل اخر اسمه (عشك اخضر) وهي قصة حب رومانسية لكن طريقة معالجتها وبنائها تختلف عن ما مطروح في الدراما العراقية، وتعمدت، كما هي العادة في اعمالي ان اطرح شيئا مغايرا لما هو موجود على الساحة الدرامية الموجودة، وسيباشر قريبا في تنفيذ العمل.
* لماذا ما زلنا نتحدث عن الحروب والدمار والمآسي في اعمالنا؟
- لان الواقع يفرض عليك هذا الشيء والظرف، وتشاهد هذا ايضا في الفن التشكيلي والمسرح وفي الكتابات الادبية بصورة عامة، بسبب الظرف، اما انا شخصيا فلم اكتب الا (اسد بابل) اما اعمالي الاخرى فهي بعيدة عن هذه الاجواء، واذا ما اردت ان اكتب سوف اكتب ولكن من وضع مستريح بعد ان تنجلي الغيمة ويصبح كل شيء واضحا، الان الاوراق كلها مختلطة.
- هل تعتقد المواطن العراقي بحاجة الى ان تنقل له الواقع الذي يعيش فيه؟
- الدراما ليست الواقع كما هو موجود، الدراما هي عملية تفكيك للواقع واعادة رسمه مرة ثانية لاننا اذا نقلنا الواقع كما هو فسوف نلغي عاملا مهما في الكتابة للدراما وهو الخيال، فالدراما الواقعية هي شيء من الواقع وشيء اكبر.. من الخيال، ولكن ليس كلها واقع، واذا اصبحت كلها واقعا فليس هنالك فرق بينها وبين الصورة الفوتوغرافية.
* هل انت مع تصوير اعمالك خارج العراق؟
- لم يصور لي اي عمل في الخارج وارفض ان يصور لي عمل في الخارج، وهذه التجربة خضتها وعشتها وعانيت منها، كان من المفروض ان يصور مسلسل (اسد بابل) في الخارج، لكنني رفضت وتم تصويره في الداخل.
* هل يمكن عندنا ان يرفض الكاتب تصوير عمله؟
- بالطبع، اذا أصر الكاتب على ان ينفذ عمله في الداخل سينفذ في الداخل، انا ارفض التصوير في الخارج لان الخارج لا يعطي العمل الروحية والنكهة العراقية الموجودة في العمل، لان الاجواء تختلف، كما ان هنالك ظاهرة جديدة هي الاعمال المشتركة العراقية السورية، انا لا اعتبرها اعمال عراقية ما دام فيها ممثل واحد عربي، ما بالك اذا كان المخرج ليس عراقيا.
* الا يمكن تصنيف مثل هكذا اعمال على انها عراقية؟
- لايمكن تصنيفها كأعمال عراقية ابدا، ولذلك انا لم اكتب ابدا عملا فيه شخصية عربية، وكان بأمكاني ان اكتب ولكنني ابتعد عن هذا المضمار ولكن دخل فيها بعض المؤلفين وكتب شخصيات سورية ومصرية واخرجت الاعمال من قبل سوريين، وهذه العملية فرضتها الجهات الانتاجية والقنوات واعتقد انها تريد منها ان تهمش الفنان العراقي سواء كان كاتبا ام مخرجا.
* لماذا هذا الفرض برأيك؟
- من اجل ابعاد الدراما العراقية عن محيطها ومسخها وتهميشها ومصادرة المنجز الدرامي العراقي الكبير والذي كنا نفتخر ونعتز به، الدراما العراقية كانت في السبعينيات والثمانينيات من ارقى الاجناس الدرامية في الوطن العربي، اما الان فليس هنالك سوق لها، على العكس من الدراما العربية التي تجد لها سوقا في الخليج وفي مناطق اخرى، لكن الدراما العراقية حتى وان كان مخرجها عربيا فليس لها سوق.
* وما رأيك بالاعمال العربية التي تناول القضية العراقية؟
- انها اعمال غير مسؤولة اولا، وثانيا هي اعمال تسيء الى تاريخ الشعب العراقي والى سمعته والى شخصية المواطن العراقي وليس هنالك احد يتحرك من اجل ان يقول هذه الكلمة ويوقف هذه الاعمال، على العكس من ذلك نجد دولا ان مستها بعض الاعمال في اشارات ما تذهب بسرعة للمطالبة بأيقاف عرضها، ولكن الحكومة من خلال المسؤولين عن هذا المجال لم يتحركوا لايقاف تلك الاعمال، انا لاحظت ان هذه الاعمال قد اساءت الى الشخصية العراقية من خلال النهب والسلب والوحشية التي يتعامل بها العراقي مع ابناء جلدته ومع الاخرين.
- اي رقيب لديك في الكتابة؟
- ضميري هو الرقيب فقط، ودائما عندما اكتب اشعر ان هناك مسؤولية كبيرة يجب ان اوصلها، ولم أتخذ يوما ما الكتابة للدراما كوسيلة للعيش او من اجل الشهرة، وانما كتبت الدراما من باب الترف ليس الا.
* هل تخاف من شيء ما حين الكتابة؟
- انا اخاف طبعا من بعض الجهات التي قد تسيء الفهم لما هو مكتوب ولا ترضى عن العمل ومن ثم قد يحصل شيء لا تحمد عقباه.
التعليقات