الرياض- إيلاف: أقام ملتقى السرد بالأحساء أمسية قصصية للقاصين المبدعين: القاص والصحفي هاني الحجي.. القاصة والشاعرة رباب النمر.. القاص والأديب ناصر الحسن، وأدارها الأديب والشاعر حسن الخميس. بحضور نخبة من عشاق الأدب والسرد والقصة والرواية.
بدأت الأمسية بمقدمة زانها ثقل الشاعرية المحلقة تخللتها سيرة تعريفية لكل قاص ثم أحيلت الكلمة لمشرف الملتقى القاص حسين العلي استشرف فيها طموح وتطلعات الملتقى في دعم مسيرة الثقافة في مملكتنا الحبيبة ونوه أن القصة والرواية معادل موضوعي للحياة أي أن القصة والرواية التي تكتب فيها معنى عميق للحياة المحلية والعامة.. كما نوه أن الملتقى يرصد دائما التغيرات والتحولات الإبداعية لكثير من الأسماء داخل المشهد السردي حتى تكون من ضمن القوائم المتميزة والتي يتطلع الملتقى أن يستقبل مواهبها حتى نفيد ونستفيد ونتعلم ونتألق..
قرأ القاص ناصر الحسن مجموعة من النصوص الطويلة quot; رسالة لمن لايهمه الأمر quot; وquot; بقايا حبر وعطر quot; ومجموعة من النصوص القصيرة جدا: quot;إعجاب من خلف الضباب، نظرة تحت التخوم، فساد، عابر، ذبابة، جموح، عبثاً يتصاعد البخور quot;
تميز من خلالها بمناداة الحس الإنساني وتناقضات بعض المتوائمات الحسية والنفسية التي تدعو أن يتفكر فيها المرء طويلاً حتى يصل للفكرة التي تلبست ببعض الرمز، فنصوصه حملت الهم الاجتماعي الجاد الذي لا يتغير رغم مخرجات العليم العام حتى تبين من خلال ما طرحه أن ثمة فرق كبير بين الكم والكيف مما جعل الحضور يتساءل عن ماهية الآليات المتاحة ليس للتغير بل لكيفية إعادة صنع أنماط تفكير مغايرة.
قرأت القاصة رباب النمر مجموعة من القصص القصيرة أبرزها : جوع، تشظي، وهم، مستحيلة الحل في ح، موسم الجفاف، شرفة quot;.. تميزت أنها غائصة في الواقعية المنطقية التي تفتح التساؤلات الكثيرة.
أخيراً أبدى القاص : هاني الحجي إعجابه بالملتقى الذي سيكون مواكباً للحركة السردية والواقع المحلي الذي يعكس هوية المكان.
ثم قرأ بعض القصص أبرزها قصتين طويلتين أبهرتا الحضور quot;تكفين قمر، سيد واوي quot; التي لامست حسية المكان ومحلية الأفكار التي تموسقت في شكل أصوات ناقمة على واقعها الاجتماعي والمتطلعة لرسم أفكار أيدلوجية فكرية مختلفة تعبر عن مراحل سابقة لامست الوجدان الإنساني. فقد قدم الحجي قصصا تناولت بل ركزت واتسمت بصفة البعد الفلسفي الفكري، الذي استطاع وبامتياز أن يغلفه بلغة ساخرة بل جعل المتلقي يضحك على ما يستحق البكاء فتناولت نصوصه التفكير الديني وما دخل عليه عبر السلوك الاجتماعي من عادات وتقاليد.
بعدها فتحت المداخلات النقدية للحضور :
بدأها القاص : طاهر الزراعي الذي سجل إعجاباً بنضوج السرد وتشكيل الخبرة تدعمها الجرأة في الطرح وبأن الحس الإنساني موجود بوفرة في تجربة القاصين.. ووجد من وجهة نظره أن الأدوات السردية بدأت في النضوج لدى القاصة رباب النمر، وراهن على تجربة القاص ناصر الحسن وبخاصة في القصص القصيرة جداً والتي تتطلب موهبة خاصة في تركيز الفكرة واختزال المفردة فيها، كما أعجب بوعي هاني الحجي وتمازجه الثقافي بين الخير والشر بين الموت واللاموت.. أيضاً اشتغاله على المكان وتطويعه له بكل إبداع في قصصه.
المداخلة الثانية كانت مع الناقد : أمين الغافلي : ركز في نقد الجانب الاجتماعي والفردي مع قصة السيد واوي لـ هاني الحجي التي كانت أشبه بحالة باحثة عن منهجية لم تحصل من خلالها على شيء. أيضاً في تجربة رباب النمر التي عكست الحياة مزيفة وليست حقيقة لأنها سرقت حياة الطفل والمرأة وصارت كـ مدن أشبه بالملح.
أيضاً وصف ناصر الحسن بأنه قاص بين الجنون والفساد في قصة quot; رسالة لمن لايهمه الامر quot; لأن بطل القصة تارة يميل لغرائزه الطفولية وتارة إلى سلطته الأكاديمية، فهو لايعرف كيف يختار.. أيضاً وجد في بعض القصص حنين إلى الطبيعة.
الناقد والقاص الكبير ناصر الجاسم : وجد أن مستوى الجمال في النصوص متفاوت حيث لايمكن أن نحكم على أن كل القصص جميلة وأنها تجمع كل المقومات السردية.. ولاحظ أن هناك تفاوتا في الجمال الإبداعي.. وانتقد تكرار الأفكار وتدني لبعض نصوص الحسن مع جودة اللغة وقوتها.، وتشتت في الشخوص في قصص الحجي حيث الفوضى غير المنظمة في الشخصيات السردية الوافرة التي لا يحتملها نص واحد قصير.
وفي نهاية الأمسية قدم المشرف العام للملتقى القاص : حسين العلي دروعا تذكارية للمشاركين