لِم لا تتلاشى المحطات، المطارات، وأنفاق الوداع؟
لِم لا في مطبّات اللعنة الأولى، نحفر
قبرنا ونغطيه بشَرشَفِ الانتظار؟
ربمّا الوداع الأخير لم يحن...!
الأشجار لا تودع الأعشاش
لا الطيور
لا الأمواج
ولا السفن الراسية في موانئ القاع

***
القاعُ ،هذا السيل المتواصل
في شقوق جدران الغرفة
في رموش الكؤوس
في َتثاؤُبِ السكرة
حيث المُحال يتراكم
المسافة تتضاءل
والموعد قادم لا مُحال...!

***
الغرقى يختبئون في كهوف أحلامهم من ذئاب الوداع
لِمَ الصراخ إذاً
ورجفة عَرَق الأنامل تُثيرهدوء الشَرشَف ...!
لِمَ الهمس إذاً
ودودة الجثث يهيم في فضاء الحفرة...!

***
سيدتي يُثقلها الرحيل
وأنا يُربكني الانتظار
شرشف شفتيها بارد
يكسو حفرة شفتاي...!
لِمَ الوهم إذاً؟