إعداد القسم الثقافي: اختتمت فرقة برلين السيمفونية زيارتها للندن بتقديم السيمفونية الثالثة للموسيقار غوستاف مالر بقيادة المايسترو البريطاني سايمون راتل.
أنجز مالر السيمفونية الثالثة بوصفها مشروعا ابداعيا كبيرا يحاول فيها تصوير الكون ابتداء من مادته الخام وانتهاء بالرب، أو الحب اللذين كانا شيئا واحدا عند مالر. وتعتبر السيمفونية الثالثة الأكثر طموحا بين اعماله الموسيقية، وهي الأوسع تشتتا بنغماتها وحركاتها. ونادرا ما توصلت محاولات النقاد والخبراء لشرح السيمفونية الى صوغ وحدة متكاملة من بنائها. فهي عمل مترع باشكال الحياة وامكاناتها التي لا تحصى.
كان شغف المايسترو راتل بالتفاصيل جليا خلال الأداء الذي كان بارعا سد كل المنافذ على مَنْ يبحث عن هفوة، بحسب الناقد الموسيقي تيم آشلي.
ساهمت في فقرات الحفل فرقة مغني البي بي سي. وانضمت اليهم مغنيات جوقة لندن السيمفونية وجوقة كلية ايلثام في الانشاد.
تعتبر فرقة برلين السيمفونية الأفضل في العالم بلا منازع. ومن العوامل التي اسهمت في الحفاظ على مستواها جذورها الديمقراطية. فالعازفون كانوا من بداية تأسيسها يشاركون بنشاط في اختيار مديرها الفني فضلا عن اختيار زملائهم العازفين الجدد ايضا.
أُنشئت فرقة برلين السيمفونية عام 1882 عندما استقال 54 عازفا من فرقة بلزيشن كابيلة بعدما حاول المايسترو بنيامين بلز ان يفرض تخفيضا في اجورهم وأخذهم في رحلة فنية الى وارسو بالقطار ولكن في عربات الدرجة الرابعة.
قام المدير الفني الحالي لفرقة برلين السيمفونية المايسترو البريطاني سايمون راتل بدور كبير في تأمين مستقبلها الديمقراطي والمالي. وكان من الشروط التي قدمها للموافقة على تسلم قيادة الفرقة تحويلها الى مؤسسة عامة ذات تمويل ذاتي واستقالية في اتخاذ القرارات الفنية والمالية.
واعلن صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونسيف) مؤخرا اختيار راتل وفرقة برلين السيمفونية بأكملها سفراء للنيات الحسنة تقديرا من المنظمة الدولية لعمل الفرقة في اشاعة التعليم والتربية الموسيقية بصفة خاصة.