كريم وصفي (من وول ستريت جورنال)

إعداد عبدالاله مجيد: سجل نشاط الفرقة السيمفونية العراقية تطورا ملحوظا خلال العام الماضي أسهم فيه التحسن النسبي الذي طرأ على الوضع الأمني. ويستطيع اعضاء الفرقة الآن ان يركزوا على المستوى الفني وخاصة اتقان الأداء بدلا من القلق وحرق الاعصاب على تأمين القضايا اللوجستية أو حتى الصراع من أجل البقاء، كما كانت الحال في السابق.
قدمت الفرقة السيمفونية العراقية العام الماضي 23 حفلة موسيقية في انحاء البلاد وهي تضم الآن 90 موسيقيا بالمقارنة مع 52 في عام 2005. وقال كريم وصفي قائد الفرقة في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال ان الفرقة السيمفونية العراقية قدمت عروضا جيدة منا أداء قطعة رابسودي إن بلو للموسيقي الأميركي جورج غيرشوين وكونشيرتو بيانو للموسيقار غريغ واعمال من تأليف فاغنر وبرامز ومقطوعات ألفها خصيصا للفرقة موسيقيون عراقيون.
وكانت الفرقة عزفت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شهرزاد للموسيقار رامسكي كورساكوف، وهي من الأعمال الصعبة التي يمكن ان تصبح موسيقى مثيرة، متألقة وكاسحة أو تتحول الى حفنة من الأصوات العالية. واعرب وصفي عن ارتياحه لأداء الفرقة مشيرا الى ان اعضاءها تدربوا على شهرزاد شهرين كاملين قبل تقديم القطعة.
تأسست الفرقة السيمفونية الوطنية باسم فرقة اوركسترا بغداد السيمفونية عام 1944. وهي تتخذ الآن من معهد الفنون الجميلة في العاصمة بغداد مقرا لها. وتسعى قيادة الفرقة الى وضعها في متناول جميع الشرائح. واعرب وصفي عن اعتزازه لكونها تضم عازفين من جميع مكونات الشعب العربي، بينهم الشيعي والسني والمسيحي والعربي والكردي. وأطلق وصفي اوركسترا شبابية فيما تسهم قيادتها في مساعدة الأطفال المعوزين لحضور حفلاتها على نفقتها. وقال عازفون ان هناك متعصبين لا ينظرون بارتياح الى الفرقة ولكن نشاط الفرقة quot;اشاع جوا من حسن النية والإرادة الطبية بحيث انهم لا يتجرأون على المجاهرة بعدائهم للفرقةquot;.
تقدم الفرقة جميع حفلاتها مجانا ربما تقديرا لجمهورها من العراقين الذين يقطعون كيلومترات مشيا على الأقدام بين متاهات من الحواجز الكونكريتية للوصول الى قاعة العرض، التي تكون دائما مملوءة. ويشكل هذا الاقبال بارقة أمل بانتعاش الحياة الثقافية. ويقول وصفي الذي تولى قيادة الفرقة منذ عام 2004 ان استعادة ثقة العرقيين بالفضاء العام هدف آخر من اهداف الفرقة quot;وكأن اهدافنا ليست كافيةquot;.
نجا اعضاء في الفرقة بينهم قائدها من هجمات عشوائية ودُمر جزء من العمارة التي يسكن قائد الفرقة كريم وصفي في احدى شققها إثر عملية تفجير. وكاد مقر الفرقة نفسها يدمره انفجار سيارة مفخخة.